يحيى دبوقوقال مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى، لصحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس، إن «رئيس الحكومة اطّلع في نهاية الأسبوع بواسطة الجهات المختصة في إسرائيل على تقارير جارية في شأن ما يحصل هناك (في لبنان)»، مضيفاً إن «إسرائيل منزعجة لأنها من الممكن أن تتأثر بالحوادث الخطرة، لكن من الممنوع عليها أن تقود السياسة الدولية، لذلك فنحن نمتنع حتى الآن عن الرد بشكل رسمي».
وفي الوقت الذي وصف فيه وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك ما يجري في لبنان بالخطر وبأن «سيطرة حزب الله يمثّل تطوراً خطيراً وأن إسرائيل تراقب ما يجري في لبنان»، قالت مصادر عسكرية إسرائيلية لصحيفة «معاريف» أمس إنه «ليست قيادة المنطقة الشمالية هي التي تتابع بقلق ما يحدث في لبنان، بل منظومات كاملة داخل الجيش الإسرائيلي». وبحسب المصادر العسكرية الإسرائيلية، فإن «الجيش (الإسرائيلي) سيواصل متابعة ما يحصل على ضوء ما ستسفر عنه اللقاءات التي ستعقد بين مسؤولي حزب الله ومسؤولي الحكومة اللبنانية وزعماء الطائفة السنية كجزء من محاولات تهدئة الساحة».
وعرض رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي عاموس يدلين، أمام وزراء الحكومة الإسرائيلية أمس، تطورات الأوضاع الأمنية في لبنان، وأشار إلى أن «المعسكر المعتدل تعرّض لضربة جديدة في بيروت (في مواجهة) حزب الله الذي كشف قوته العسكرية»، مضيفاً إن «لبنان موجود في أزمة سياسية وفي أحجيّة، منذ أن أنهى الرئيس (إميل) لحود فترة ولايته، وهناك رئيس متوافق عليه من كلا الطرفين، وهو قائد الجيش اللبناني ميشال سليمان، لكن هدف المعسكر المتطرف يتجاوز ذلك الى إعادة وضع الحكم في لبنان إلى ما كان عليه قبل ثورة المعسكر المعادي لسوريا».
وأشار يدلين إلى أن «حزب الله فشل في إعادة لبنان إلى ما كان عليه سابقاً عبر الطرق الديموقراطية ومن خلال التظاهرات السلمية، لذلك انتقل إلى مسار القوة العسكرية»، مشدداً على أن «ما حصل هذا الأسبوع هو ضربة جديدة لمعسكر المعتدلين في لبنان».
من جهته، قال نائب وزير الدفاع الإسرائيلي متان فلنائي إن «التطورات الأخيرة في لبنان مثيرة للقلق، ولكن ليس لإسرائيل أي سبب يدعوها في هذه المرحلة إلى التدخل»، معرباً عن اعتقاده بأن «الأطراف المتخاصمة في لبنان ستبذل جهودها لتجنّب نشوب حرب أهلية جديدة لأن لديها تجربة في هذا المجال».
وأضاف فيلنائي، الذي كان يتحدث للإذاعة الإسرائيلية العامة أمس، إن «أحد السيناريوهات الخطرة يتمثل بسيطرة إيران على قطاع غزة ولبنان بواسطة حركة حماس وحزب الله المرتبطين بها». وقال فيلنائي إن «الرئيس المصري حسني مبارك أكد أخيراً أن مصر لديها حدود مع إيران عن طريق قطاع غزة والأمر أسوأ من ذلك بالنسبة إلى إسرائيل لأن الأمر لا يتعلق بقطاع غزة وحده، بل بلبنان في الشمال أيضاً».
وفي تعقيبه على الأحداث في لبنان، قال النائب الأول لرئيس الحكومة الإسرائيلية حاييم رامون إنه «يجب على إسرائيل التعامل مع لبنان على أنه دولة حزب الله، فليس هناك حكومة في لبنان، وهذا خيال، لأنه يوجد هناك فقط حزب الله»، مضيفاً إن «كل ما يحدث (في لبنان) هو في إطار مسؤولية حزب الله، وهذه المنظمة تسيطر على الدولة بشكل مطلق».
أمّا عضو المجلس الوزاري المصغّر للشؤون الأمنية الوزير يتسحاق كوهين فقال إن «على إسرائيل التوجه بسرعة إلى مجلس الأمن ليعقد جلسة يجري خلالها إعادة البحث في القرار 1701، ذلك أن الجيش اللبناني ظهر كممسحة أرض يدوسها حزب الله».
بدوره قال رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» اليميني المتطرف افيغدور ليبرمان، أن «تكون حدود مشتركة لإسرائيل مع إيران بسبب ما يجري في لبنان وغزة يمثّل تغييراً دراماتيكياً»، داعياً إلى «إجراء الاستعدادات اللازمة لمواجهة هذا التطور وعدم تجاهله، ذلك أن العنف في لبنان ليس شأناً داخلياً لبنانياً لأن هدف حزب الله هو تدمير دولة إسرائيل»، وحذّر من «موقع أمامي ثالث لإيران داخل إسرائيل في غضون عامين» في إشارة إلى فلسطيني أراضي عام 1948.
إلى ذلك، قال الرئيس الأسبق لأركان الجيش الإسرائيلي أمنون ليبكين شاحاك إن سيطرة حزب الله على لبنان من خلال الأحداث الأخيرة سيسهّل على إسرائيل مواجهته في المدى البعيد. وأوضح أنه «إذا نشبت مواجهة مسلحة فستكون محاربة لبنان أبسط إذا كان حزب الله على رأس الدولة بصورة شرعية».