strong>تل أبيب تترقّب «هداياه»... والنوّاب العرب يقاطعون خطابه في الكنيست اليوم
مهدي السيد
جدّد الرئيس الاميركي جورج بوش، دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، مبدياً تصميمه على مواصلة جهوده من أجل التوصل الى اتفاق سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وشدد بوش، الذي وصل إلى القدس المحتلة أمس في زيارة تستغرق يومين، في ختام لقائه مع رئيس الوزراء إيهود أولمرت، على «أننا نقف إلى جانب إسرائيل في مواجهة تهديد السلاح النووي من جانب إيران مثلما نقف إلى جانب حكومة (لبنان برئاسة فؤاد) السنيورة، حيث يعرض حزب الله نفسه هناك على أنه حامي لبنان لكنه خرج ضد شعبه».
وجدد بوش دعم بلاده «الحازم» لحكومة السنيورة، معتبراً ما يحصل «محاولة إيرانية للمس بالديموقراطية اللبنانية».
وشدد بوش على أن «الولايات المتحدة ستقف إلى جانب إسرائيل وإلى جانب الجهات الفلسطينية التي تواجه حماس التي تريد تدمير إسرائيل». وتابع «أنا هنا في قلب دولة ديموقراطية مزدهرة وتقف في مواجهة متطرفين وإرهابيين يريدون دفع رؤية ظلامية بالنسبة للعالم، وعلى إسرائيل أن تقف إلى جانب الدول الديموقراطية في المنطقة ضد الإرهابيين».
من جهته، قال أولمرت إن «إيران هي الخطر الأكبر على أمن المنطقة اليوم وهناك جهود دولية بقيادة الولايات المتحدة تهدف إلى منع حيازة إيران سلاحاً نووياً وستنضم إسرائيل إلى بقية القوى في العالم لمنع ذلك».
وسيطر سقوط صاروخ في مدينة عسقلان أطلقه مقاومون فلسطينيون من قطاع غزة وأدّى إلى إصابة 14 شخصاً، جراح ثلاثة منهم خطرة، على نهاية اللقاء بين أولمرت وبوش، الذي حضره وزيرا الدفاع إيهود باراك والخارجية تسيبي ليفني ورئيس أركان الجيش غابي أشكينازي.
وقال أولمرت، في أعقاب تلقيه نبأ سقوط الصاروخ في عسقلان، إن «لحظة الحسم أخذت تقترب»، في إشارة إلى احتمال تنفيذ إسرائيل عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة.
وكان أولمرت قد قال قبل دقائق معدودة من سقوط الصاروخ إنه «حتى الآن استخدمنا قوة عادية ضد غزة وآمل ألا نضطر إلى استخدام وسائل لم نستخدمها حتى اليوم من أجل وقف إطلاق صواريخ القسام».
وأطلع أولمرت بوش على وضع المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وقال إن «إسرائيل مهتمة بالالتزام بالإطار الزمني الذي حدّده مؤتمر أنابوليس للتوصل إلى تفاهمات حول المقاييس لإقامة دولتين». وأضاف أن إسرائيل تبذل جهداً كبيراً في هذا السياق للتوصل إلى حلول ممكنة لقضايا الحدود واللاجئين والترتيبات الأمنية ولاحقاً لوضع إطار لموضوع القدس.
وتتركز المباحثات التي سيجريها الرئيس الأميركي مع القادة الإسرائيليين على جملة عناوين هي المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين والملف النووي الإيراني والأوضاع في لبنان وسوريا و«سلة هدايا» أميركية لإسرائيل.
وتطرقت التقارير الإعلامية الإسرائيلية الى «الهدايا» التي تتوقع إسرائيل الحصول عليها من بوش قبل نهاية ولايته، فنقلت «هآرتس» عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن زيارة بوش ستتركز على جهد مشترك لتحسين منظومة العلاقات الأمنية ـــــ الاستراتيجية بين إسرائيل والولايات المتحدة. ويتوقع أن يطلب أولمرت من بوش تعزيز التعاون الاستراتيجي مع الولايات المتحدة بصورة كبيرة وتقديم لائحة عن منظومة السلاح التي تهتم إسرائيل بمعرفتها أو امتلاكها، على أن تأتي الردود على طلبات أولمرت بداية شهر حزيران، وعندها سيتوجّه لزيارة تدوم يومين إلى الولايات المتحدة.
وبحسب «هآرتس»، فإن أحد الاقتراحات الأساسية المتوقَّع إثارته هو تغيير نمط الحوار السياسي ـــــ الأمني بين إسرائيل والولايات المتحدة. في الوقت الحاضر، المباحثات بين الأطراف لا تدار بصورة مركّزة فكل مكتب حكومي يدير اتصالاته مع الإدارة بمفرده ومن دون توجيهات. وتعتزم إسرائيل أن تطلب إخضاع المباحثات لخطة عمل سنوية، يحدّدها رؤساء الدول. كما تهتم إسرائيل بأن تجري الحوار الاستراتيجي في القضايا الأمنية الأكثر حساسية، والذي يُدار اليوم بين وزير المواصلات الإسرائيلي شاؤول موفاز وموظّف في وزارة الخارجية، على مستوى وزراء خارجية. إضافة إلى ذلك، يعتزم أولمرت وباراك الطلب من بوش إمكانية أو احتمال امتلاك تكنولوجيات عسكرية مختلفة.
وتوقفت تقارير إسرائيلية عند التقديرات التي تشير إلى أن بوش لن يضغط على إسرائيل في القضايا الإشكالية، مثل وقف البناء في ما يسمى «غلاف القدس» والكتل الاستيطانية، وإخلاء البؤر الاستيطانية، وقضايا مماثلة.
وفي السياق، أعلن أعضاء الكنيست من الأحزاب العربية في إسرائيل، نيتهم مقاطعة جلسة الكنيست التي تعقد اليوم، والتي يلقي خلالها بوش خطاباً.