قبل أيام من توجهه إلى الولايات المتحدة، أبدى رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، تفاؤله إزاء نتائج خطابه المزمع والمثير للجدل أمام الكونغرس الأسبوع القادم، مشيراً إلى أن أغلبية أعضاء الكونغرس تؤيد موقفه من البرنامج النووي الإيراني. لكن نتنياهو لم يوضح الجديد الذي سيحققه، وما إن كان يستأهل التسبب بأزمة مع البيت الأبيض ما دامت الأغلبية مؤيدة للموقف الإسرائيلي، بحسب ما أكد بنفسه.
مع ذلك، تصدى رئيس الموساد السابق، مئير دغان، لمواجهة نتنياهو، محملاً إياه المسؤولية المباشرة عن التسبب بأكبر ضرر استراتيجي لإسرائيل في ما يتعلق بالموضوع النووي الإيراني، ومع تأكيده أنه يتشارك مع نتنياهو في النظرة إلى التهديد النووي الإيراني، وأن أحداً في إسرائيل لن يُسلِّم بواقع تحول إيران إلى دولة نووية. لكنه شدد على أن الطريقة التي يتعامل فيها رئيس الحكومة مع هذا التحدي «لن تؤدي إلى فائدة»، معرباً دغان عن اعتقاده بأن نتنياهو «لا يفكر في الهدف الأكبر، ولا يعمل بشكل واقعي».
ودعا داغان رئيس الحكومة إلى العمل «بموجب تقدير جيد للوضع، وأن يفكر بالهدف» مشيراً إلى أن الخطاب لم يناقش مع الجهات المهنية.
وشكك دغان في أن يتمكن نتنياهو من تحقيق أي إنجاز لإسرائيل خلال مثوله أمام الكونغرس، موضحاً أنه لا ينجح «في فهم ما يريد أن يحققه من وراء هذا الخطاب، ما هي غايته».
وبلغة، لا تخلو من الاتهام، تساءل دغان عن الهدف الذي يريد نتنياهو تحقيقه، هل هو «التصفيق»؟ مشدداً على أن سفره إلى واشنطن محكوم عليه بالفشل المسبق.
ولفت دغان إلى أنه حين يقرر رئيس الحكومة الإسرائيلية الصدام مع الادارة الأميركية بهذا المستوى من الحدة، عليه أن يأخذ بالحسبان المخاطر التي تنطوي على ذلك، مضيفاً أننا «نتلقى الكثير من الأميركيين، ويمكن أن نتضرر من هذا الخطاب» وحذر من أن تصل إسرائيل «إلى وضع تجد فيه نفسها في حال من المقاطعة الدولية». واعتبر رئيس الموساد السابق أن الإيرانيين يقفون محتفلين أمام هذا العرض، لكونهم يشعرون بأنهم قد نجحوا في دق اسفين «بين الشيطان الأكبر والشيطان الأصغر».
«ايباك» طالب نتنياهو بإعادة النظر في إلقاء خطابه أمام الكونغرس

وعن الأسباب التي دفعت نتنياهو إلى «الامتناع عن اتخاذ قرار بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية» رأى دغان، أن كل الهيئات المهنية عارضت ذلك، (الجيش والاستخبارات والموساد)، ونتيجة ذلك تجنب نتنياهو اتخاذ قرار درامي في مقابل قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية، لأنه يعرف أنه في هذه الحالة سيتحمل المسؤولية وحده في نهاية المطاف.
ورأى دغان أنه لم يرَ نتنياهو يتحمل المسؤولية عن أي شيء، وأن الفرق بينه وبين القادة الآخرين، هو في مدى استعداده لتحمل المسؤولية، وأنه «قوي في الأقوال وليس في الأفعال».
إلى ذلك، وصف دغان الحرب العدوانية الأخيرة ضد قطاع غزة بالفشل المدوي. وتساءل عمّا انجزته الحرب، مؤكداً أنها لم تحقق شيئاً سوى التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، يمكن حركة حماس أن تخرقه بقرار.
ورأى دغان أن بقاء «حماس» في غزة، خدم نتنياهو ليس في مقابل «داعش» بل في مقابل الرئيس محمود عباس. ولفت إلى أنها المرة الأولى التي يكون لدينا جامعة دول عربية ليست على خلاف معنا، «نحن والسعوديون والخليجيون والمصريون في رأي واحد، في مواجهة إيران والاسلام الراديكالي».
يُشار إلى أن دغان كان رئيساً للموساد بين عامي 2002 و2011، وعمل تحت إمرة شارون وأولمرت ونتنياهو.
من جهة أخرى، ذكر موقع «تايمز أوف يسرائيل»، أن لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية «ايباك»، عارضت خطاب نتنياهو أمام الكونغرس في مقابل التهديد النووي الإيراني. وأضاف الموقع أن «ايباك» حثت نتنياهو على إعادة النظر تجنباً للإضرار بالعلاقات بين واشنطن وتل أبيب. ونقل عن أحد مسؤولي اللوبي المؤيد لإسرائيل، قوله إن المجموعة كانت مصدومة من إعلان نتنياهو.
(الأخبار)