تقديرات إسرائيليّة تفيد بمقتل ريغيف وغولدفاسر وباقتصار الصفقة على الأسرى اللبنانيّين يحيى دبوقفي تطور جديد على مسار عملية التفاوض غير المباشرة بين حزب الله وإسرائيل، رجّح الوسيط الألماني، غرهارد كونراد، ألّا يكون الجنديان الإسرائيليان الأسيرين لدى حزب الله على قيد الحياة، وسط تزايد الحديث الإسرائيلي عن الثمن المطلوب من الدولة العبرية دفعه في الصفقة المقترحة، مع التشكيك في أنها لا تشمل أسرى فلسطينيين.
وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس أن «كونراد أطلع إسرائيل على تقديراته قبل أسابيع، وخلاصتها أن الجنديين ليسا على قيد الحياة»، مشيرة إلى أنه «على أثر تلقّي إسرائيل تقدير كونراد، أبلغته رفضها مطالب حزب الله بإطلاق سراح عدد كبير من الأسرى، بما في ذلك أسرى فلسطينيون وعرب، في مقابل جثّتي الجنديين الإسرائيليين».
وعزت «يديعوت» الحديث المتصاعد في إسرائيل عن أن الصفقة باتت وشيكة إلى «إعلان (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله» الذي أشار في خطابه بداية الأسبوع الجاري إلى «اقتراب التوصل إلى صفقة تبادل أسرى وأن عودة (الأسير سمير) القنطار باتت قريبة».
وذكرت صحيفة «معاريف»، نقلاً عن مصدر أمني إسرائيلي، أن «أياً من المشاركين في المفاوضات لا يستطيع أن يتعهد بجداول زمنية، لأنه لا يوجد شيء كهذا». وأضاف المصدر «يوم الأحد سيكون هناك خطوة بناء ثقة، وحينئذ يوجد توجه لتسريع المسار. ولكن ينبغي أن نذكر أن خطاب نصر الله هذا الأسبوع سمعناه قبل سنة. لن يكون هذا المسار فورياً، بل مفاوضات متواصلة».
من جهته، شكّك معلق الشؤون الأمنية في صحيفة «هآرتس»، أمير أورن، بما يتداوله الإعلام الإسرائيلي أخيراً عن تفاصيل صفقة التبادل المزمعة، وخصوصا لجهة عدم تضمّنها أسرى فلسطينيين. ونقل أورن عن مصدر أمني إسرائيلي مطّلع على التقارير عن الاتصالات غير المباشرة مع حزب الله قوله إن «ما ظهر في الإعلام من أن الصفقة تشمل إطلاق سراح سمير القنطار وآخرين في مقابل (ألداد) ريغيف و(أيهود) غولدفاسر، ومن دون إطلاق سراح فلسطينيين وأيضاً من دون معلومات عن رون اراد، هي أنباء غير دقيقة وغير قريبة»، مشدداً على أن «نصر الله قد أطلق في الأشهر الأخيرة تصريحات مشابهة، بشكل مباشر أو غير مباشر، ثم عاد وأنقص من التفاصيل ولفّ بالغموض ما كان قد أوضحه»، مشدداً على أن «استبدال القنطار بجثث، من دون حل لقضية اختفاء رون آراد، سيكون اعترافاً إسرائيلياً بالهزيمة ودعوة إلى تنفيذ عمليات خطف إضافية».
وفي السياق، قال مسؤول الطاقم السياسي ـــ الأمني في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس غلعاد إنه «يحظر تناول عملية تبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله إلى أن يتم تحقيق الهدف»، وشدد على أن «كل حديث لا قيمة له يؤدي إلى وقوع ضرر في مثل هذه المواضيع الحساسة، وعلينا أن ننتظر النتيجة فقط، التي نبذل كل الجهود للوصول إليها».
وأضاف غلعاد، الذي كان يتحدث في برنامج حواري بثته القناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي، «لا أريد أن أقول أموراً لا قيمة لها، ولا أريد أن أضرّ بعملية التفاوض الجارية حالياً، لكن يجب حل كل القضايا، وأي كلمة لا قيمة لها في ما خص سمير القنطار وما قام به لن تفيد، إذ إننا جميعاً معنيون بالنتيجة التي لا يجب المس بها».
إلى ذلك، كشف المراسل العسكري لصحيفة «معاريف»، عامير رابابورت، أن مداولات جرت في إسرائيل منذ عام 2004، شهدت مطالبات بإطلاق سراح القنطار ضمن سياسة سحب الذرائع من أيدي حزب الله. وقال إن «أول من طالب بإرسال القنطار إلى لبنان هو رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي السابق موشيه يعلون، كي يسحب الذريعة من حزب الله في النضال ضد إسرائيل»، مشيراً إلى أن «يعلون، وفي إطار صفقة عام 2004 التي أطلق بموجبها (العقيد في الجيش الإسرائيلي) الحنان تننباوم وجثث ثلاثة جنود إسرائيليين، اقترح أن تشمل الصفقة القنطار، وأن يجري التخلص منه أخيراً، لكن القيادة السياسية رفضت الاقتراح وأصرّت على وجوب الاستحصال على معلومات عن رون آراد في مقابل إطلاق سراحه».
وأضاف رابابورت أنه «في أيار 2005، تصاعدت الأسئلة ثانية حول إمكان تحرير القنطار، وطالب رئيس شعبة التخطيط في الجيش الإسرائيلي دان هرئيل بضرورة التخلص من القنطار وأوصى بذلك، مشترطاً أن يتم إطلاق سراحه كبادرة حسن نية تجاه (رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد) السنيورة، على ألا يظهر ذلك كإنجاز لحزب الله، لكن استبدال يعلون برئيس هيئة أركان جديد، دان حالوتس، أدى إلى تلاشي التوصية».