علي حيدرذكرت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أمس أن رئيس الوزراء أيهود أولمرت وافق على إجراء انتخابات تمهيدية في حزب «كديما»، لن يشارك فيها، من أجل انتخاب رئيس جديد له، في خطوة تعدّ أول إقرار ضمني من جانبه بالتنحّي عن منصب رئاسة الحزب والحكومة. كما يمثّل هذا الموقف من جانب أولمرت تزخيماً لحملة التنافس بين المرشحين على خلافته، التي بدأت مع توجيه التهم إليه بتلقّي رشى مالية، وهم وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، وزير المواصلات شاؤول موفاز، وزير الداخلية مئير شطريت ووزير الأمن الداخلي آفي ديختر.
وفي السياق، عبّر رئيس مركز حزب «كديما»، عضو الكنيست تساحي هنغبي، عن عزمه المبادرة خلال الأسبوع الجاري إلى خطوة تسمح بإجراء «عملية تغيير في النظام الداخلي كي يُسمح للمرشحين بالاستعداد للانتخابات التمهيدية والتوصّل معهم إلى موعد متّفق عليه لإجرائها».
وقال مسؤول في «كديما» إن «نظامه الداخلي لا يتناسب مع الواقع السياسي الصعب الذي علقنا فيه. وعليه، هناك حاجة إلى تغييره». وادّعى المسؤول أن أولمرت بات يفهم أن موعد الانتخابات التمهيدية يقترب.
وقد بلغت الاستعدادات اللوجستية لإجراء هذه الانتخابات ذروتها مع إعداد القيادة المركزية للحزب في بيتح تكفا «خطة جارور» لانتخاب رئيسه المقبل، تسمح بإجرائها بعد إخطار من سبعة أيام فقط. وعلى طاولة المدير العام لـ«كديما»، عدي شتيرنبرغ، وضعت خطة تفصيلية لمراحل إجراء الانتخابات في أوساط نحو 60 ألف منتسب ــــــ بكلفة نحو 700 ألف شيكل.
وكانت ليفني قد كرّرت أمس تمسكها بموقفها الداعي إلى ضرورة أن يتّخد أولمرت قرارات حاسمة لأنه لم يعد أمام «كديما» خيارات، موضحة أن «بيبي (نتنياهو) يتحدث مع شاس، و(أيهود) باراك يبادر إلى خطوة، ماذا نقول نحن؟ أين سنكون؟ كديما ملزمٌ أن يقرّر ماذا سيفعل». ودعت أولمرت إلى أن ينظر إلى «مصلحة الدولة».
وفيما نفت ليفني الاتهامات التي وجّهت إليها بأنها نسّقت مواقفها مع باراك، اتهمها أحد مقرّبي أولمرت بأنها «انتظرت اللحظة التي يكون فيها أولمرت ضعيفاً وطعنته بالسكين في ظهره».
وقد أصدرت محافل مقرّبة من أولمرت بياناً هاجمت فيه ليفني وعبّرت عن أسفها لأن تكون «أول من نطقت وأثبتت أنها تعطي زعيم حزب آخر أن يقرر الخطوات في حزب كديما».
بدوره، اتهم موفاز ليفني بالتآمر على الحزب، وأكد على أن «مصير كديما لن يقرره إلا رجال كديما». وسخر موفاز من قرارها تأييد الانتخابات التمهيدية، قائلاً «أُرحّب بأن ليفني فهمت أن كديما حزب ديموقراطي، وأن كل حسم سيجري عبر انتخابات ديموقراطية داخلية».
وعارض الوزير شطريت أيضاً مواقف ليفني، رغم أنه منافس على منصب رئاسة الحزب، ورأى أنه لا مجال «للركض وراء باراك». وأوضح أن «الانتخابات التمهيدية لرئاسة كديما لن تكون إلا بعد أن يعلن رئيس الوزراء استقالته».
وكان مسؤول كبير في «شاس» قد أعلن أنه من غير المعقول أن تنضمّ هذه الحركة إلى حكومة برئاسة ليفني بسبب مواقفها في مواضيع الدين والشؤون السياسية. ويميل رئيس «شاس» إيلي يشاي إلى تقديم توصية إلى أعضاء مجلس حكماء التوراة بتأييد مشروع القانون لحل الكنيست.
إلى ذلك، أظهرت نتائج استطلاع للرأي بثها التلفزيون الإسرائيلي أن تكتل الليكود برئاسة بنيامين نتانياهو سيكون الفائز الأكبر في حال إجراء انتخابات تشريعية مبكرة في إسرائيل، فيما سيتراجع حزب «كديما» كثيراً برئاسة أيهود أولمرت.
وبيّنت النتائج أن «الليكود» سينال 35 مقعداً في الكنيست (في مقابل 12 مقعداً حالياً له) بينما سينال حزب «كديما»، الذي يشغل حالياً 29 مقعداً، 13 فقط، فيما سيحافظ حزب «العمل» على عدد مقاعده الحالية البالغة 19 مقعداً. والأمر نفسه ينطبق على حزب «يسرائيل بيتنا» الذي يبلغ عدد مقاعده 11 مقعداً.
وسينال حزب «شاس»، بحسب الاستطلاع، 11 مقعداً (في مقابل 12 مقعداً حالياً).