عاد الحديث أمس عن هدف الغارة الإسرائيلية على سوريا في السادس من أيلول الماضي، هذه المرة نقلاً عن لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت خلال زيارته إلى اليابان في 27 شباط الماضي.وكشفت مصادر حكومية في طوكيو، أمس، أن أولمرت أسرّ في زيارته الأخيرة إلى البلاد لنظيره الياباني ياسو فوكودا، بأن الهدف الذي دمرته المقاتلات الإسرائيلية كان «منشأة نووية كانت قيد الإنشاء بمساعدة من كوريا الشمالية».
ونقلت صحيفة «آساهي شيمبون» اليابانية عن المصادر الحكومية قولها إن أولمرت أخبر فوكودا أن «الموقع السوري كان يُبنى ليكون منشأة نووية بمساعدة تقنية ومعرفية من تقنيين كوريين شماليين أرسلتهم بيونغ يانغ». وأشارت إلى أن أولمرت عبر، خلال اللقاء مع رئيس الوزارء الياباني، عن أن إسرائيل لا تزال قلقة من مسألة عدم التزام كوريا الشمالية بمنع الانتشار النووي، طالباً المزيد من المعلومات في هذا المجال من طوكيو.
يشار إلى أن اليابان تتهم كوريا الشمالية بتزويد سوريا بالتقنية النووية في خرق للاتفاقات التي تم التوصل إليها ضمن المحادثات السداسية التي تشمل اليابان والصين والكوريتين وروسيا وأميركا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية اليابانية قوله «في حين أننا لا نستطيع أن نؤكد هذه الحقائق (كلام أولمرت عن الغارة)، فإن حقيقة أن هذا التأكيد تم خلال مناسبة رسمية كاجتماع قمّة هو شيء بارز، ويجعل منه ذا صدقية عالية». لكن مسؤولاً آخر في وزارة الخارجية أشار إلى أن أولمرت «ربما يكون عرض الحقائق التي تناسب الجانب الإسرائيلي».
وكانت أنباء كثيرة راجت عن طبيعة الهدف السوري الذي أُغير عليه في السادس من أيلول 2007، إلا أن أي إعلان رسمي لم يصدر من إسرائيل، في وقت كثرت التحليلات لصور الأقمار الاصطناعية للموقع المستهدف، التي تراوحت بين أن يكون مفاعلاً نوويّاً أو مصنعاً لإنتاج الصواريخ، رغم تأكيد سوريا أنه منشأة عسكرية مهجورة.
وفي السياق، كشف مصدر دبلوماسي رفيع المستوى في سيول عن أن الولايات المتحدة حصلت على أسماء المسؤولين الكوريين الشماليين الذين أرسلوا إلى سوريا لمساعدتها في إنشاء مفاعل نووي، مشيراً إلى أن واشنطن أبلغت بيونغ يانغ بذلك.
ونقلت صحيفة «تشوصن إلبو» الكورية الجنوبية الأكثر انتشاراً عن هذا المصدر قوله إن واشنطن أبلغت بيونغ يانغ، خلال اجتماع أخير بين البلدين، «لائحة بأسماء المسؤولين الكوريين الشماليين المتورطين بتزويد سوريا بالتقنية النووية»، وأشار إلى أن كوريا الشمالية نفت هذه الاتهامات.
وأوضح المصدر الدبلوماسي أن «الولايات المتحدة حصلت على لائحة المسؤولين (الكوريين الشماليين)، التي تتضمن أسماء مهندسين نوويين متورطين بتأمين التقنية النووية إلى سوريا، من خلال شبكات استخبارية متعددة». وشدد على أن ذلك «هو ما أقنع الولايات المتحدة بأن العلاقة النووية الكورية الشمالية ـ السورية موجودة».
وأشار المصدر إلى أن رئيس الوفد الأميركي إلى المحادثات السداسية، كريستوفر هيل، كان قدم هذه اللائحة إلى نظيره الكوري الشمالي كيم كيي ـ غوان خلال محادثاتهما النووية المباشرة في جنيف أوائل آذار الماضي. لكن المصدر لفت إلى أن كين «نفى علمه بأي شيء عنها».
(يو بي أي)