strong>القلق من الوضع على الجبهة الشمالية يسيطر على تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، رغم التهديدات المتلاحقة التي يطلقها وزير الدفاع إيهود باراك، والتي تشير إلى محاولة تأجيل المواجهة لإنقاذ الذكرى الستين لتأسيس إسرائيلجدّد وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، أمس، تحذير حزب الله من مهاجمة إسرائيل، مشيراً إلى أنه يواصل نشاطه في جنوب لبنان «ونحن نراقب»، في وقت شددت فيه الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية على أن قيام الحزب بعملية انتقام رداً على اغتيال قائده العسكري عماد مغنية لا يزال احتمال قائم ووارد.
وقال باراك، في جولة على المواقع الشمالية المواجهة لحدود لبنان، إن «حزب الله لا يزال إلى الآن يرتدع عن مهاجمة إسرائيل، لكنه يواصل تعزيز قدراته والتخطيط للمؤامرات»، محذراً من أن «الوضع الهادئ على الحدود الشمالية قد يتحول إلى وضع قتالي في أي لحظة ومن دون إنذار».
وأضاف باراك أن «حزب الله لم يجرؤ حتى الآن على إطلاق النار نتيجة ما تلقّاه من ضربات في الحرب، لكنه لا يتوقف عن حبك المؤامرات». وشدد على «وجوب أن نكون متيقظين، ومستعدين طوال الوقت للرد بسرعة، والانتقال من الحالة العادية المتمثلة في تنفيذ الدوريات عبر سيارات الهامر أو نصب الكمائن، إلى الاشتباك. إن الأمر الوحيد المهم هو الانتصار في أي اشتباك، وفي أي لقاء، وفي أي تبادل إطلاق نار، من تجهيز السلاح إلى التنسيقات والفحوص في الدبابة، مروراً بالأنشطة التنفيذية أو أي نشاط صباحي، يجب أن نتذكر دائماً أن الانتقال في هذا القطاع وفي هذا المشهد الهادئ لشجيرات التفاح وللمواطنين، إلى الوضع القتالي، يكون في لحظة واحدة ومن دون إنذار».
وأضاف باراك: «نحن نتابع استعدادات حزب الله وأنشطته. هو يتسلح، ونحن نتسلح، ونحن نتابع، ويوجد هنا استخلاص للعبر مما حصل في الحرب الأخيرة، والجيش الإسرائيلي جاهز ومتأهب». وتابع: «إسرائيل هي الدولة الأقوى في المنطقة، وأنا لا أوصي أحداً في الجانب الثاني من الحدود بأن يتحرّش بنا. وإذا جاء أحد للتحرش بنا، حينها نعرف كيف نواجهه».
وتجوّل باراك على طول الحدود المواجهة للبنان، بصحبة نائب رئيس الأركان اللواء دان هرئيل وقائد الجبهة الشمالية اللواء غادي أيزنكوت وقائد الفرقة 91 العميد عماد فارس وضباط آخرين. وتحدث مع الجنود المشغولين بأنشطة في المنطقة، وأجرى عملية مراقبة واستمع إلى الأوضاع الأمنية من قادتها.
وفي السياق، قال ضابط رفيع المستوى في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أمس، إن حزب الله يواصل استعداداته لاحتمال نشوب حرب جديدة مع الدولة العبرية، وإنه يواصل التزود بأسلحة من إيران وسوريا.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن الضابط الإسرائيلي قوله، خلال اجتماع للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إن حزب الله «يحسِّن أداء وحداته، ونحن لا نستبعد بتاتاً أن يكون رده على اغتيال (القيادي في الحزب عماد) مغنية على طول الحدود». كما لم يستبعد أن ينفِّذ العملية «تنظيم آخر».
بدوره، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكنازي، الذي شارك في الاجتماع نفسه، إن «عناصر حزب الله ينشطون بصورة سرية وبملابس مدنية، وخصوصاً في المناطق المأهولة (في جنوب لبنان) لأن التفويض الممنوح لقوات يونيفيل يمنعها من العمل في هذه المناطق من دون تصريح من الجيش اللبناني». وتطرق أشكنازي إلى الوضع في قطاع غزة، وقال: «إننا نعمل في غزة، وسنعمل في غزة، بما في ذلك الليلة الماضية، ونوجه ضربات للمخربين وسنستمر في ذلك». وفي ما يتعلق بالضفة الغربية، قال أشكنازي إن «أحد الأهداف التي وضعتها أمام الجيش الإسرائيلي في الضفة هي منع تزايد قوة حماس بطرق شتى». وفي شأن مفاوضات السلام، أشار أشكنازي إلى أن الجيش الإسرائيلي أعد «خريطة المصالح الأمنية الإسرائيلية».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، الأخبار)