دمشق تنفي استدعاء احتياط... وحكومة أولمرت تصادق على «المناورة الكبرى»محمد بديرارتفعت، أمس، حرارة الأجواء على محور دمشق ـ تل أبيب في أعقاب الحديث عن دخول الجيش السوري في حالة تأهب تحسباً لنيّات عدوانية إسرائيلية، في وقت أقرت فيه الحكومة الإسرائيلية إجراء أكبر مناورة تحاكي تعرض جبهتها الداخلية لهجمات صاروخية غير تقليدية.
ونقلت وكالة «يونايتد برس أنترناشيونال» عن مصدر أمني سوري نفيه أمس أن تكون سوريا قد استدعت جزءاً من قوات الاحتياط استعداداً لمواجهة هجوم إسرائيلي قد يستهدفها مع حزب الله. وقال المصدر إن «الوضع طبيعي جداً والحياة طبيعية، ولا يوجد أي شيء يستدعي حشد القوات العسكرية». وأضاف «لا استعدادات إلا في ذهن من يحاول نسج مثل هذه القصص... إن المؤسسة العسكرية السورية مؤسسة عالية التنظيم والالتزام، ولديها خطط عملها».
وكانت صحيفة «القدس العربي»، التي تصدر من لندن، قد نقلت في عددها أمس عن مصادر سورية رفيعة المستوى قولها إن دمشق استدعت جزءاً من قوات الاحتياط استعداداً لمواجهة هجوم إسرائيلي قد يستهدفها مع حزب الله.
ونسبت الصحيفة إلى المصادر، التي قالت إنها رفضت الكشف عن هويتها، قولها إن «سوريا تتابع باهتمام التحركات والتعزيزات الإسرائيلية على الحدود، كما انها ترى بالإعلام الإسرائيلي وتصريحات المسؤولين العسكريين الإسرائيليين تحريضاً كبيراً ومحاولة لتهيئة الأجواء والرأي العام الإسرائيلي والعالمي لحرب كبيرة ضد سوريا».
وأضافت المصادر أن القوات السورية «تجري مناورات عسكرية ضخمة، كما استدعت جزءاً من قوات الاحتياط استعداداً لأي طارئ». وأوضحت أن دمشق استنفرت «أجهزتها الأمنية، خوفاً من اختراقات من دول الجوار».
وقالت الصحيفة إن «الحشود تتزامن مع تسريب جهات سورية معلومات عن أن وزارة الداخلية السورية ستعلن نتائج التحقيق في اغتيال القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية، نهاية هذا الأسبوع، وهو ما يعني ـ بحسب الفهم الإسرائيلي ـ إعطاء ضوء أخضر لحزب الله للانتقام لاغتيال قائده العسكري، ولا سيما أن التحقيق سيشير إلى اتهام الموساد الإسرائيلي في عملية الاغتيال وتورط جهات عربية مع الأجهزة الإسرائيلية».
وفي ظل غياب تعليق رسمي من جانب تل أبيب على النبأ، أبدت وسائل الإعلام الإسرائيلية اهتماماً بالغاً في تناوله، محذرة من تصعيد للوضع قد يحصل على الجبهة الشمالية نتيجة «سوء تقدير» أحد الأطراف لنيات الطرف الآخر.
وذكر محلل الشؤون العسكرية في القناة العاشرة الإسرائيلية، ألون بن دافيد، أن هناك تخوفاً من سيناريوهين للتصعيد على الجبهة الشمالية خلال هذه الفترة: الأول، يرتبط بقيام حزب الله برد على اغتيال مغنية، يستدعي رداً إسرائيلياً قد يستدرج سوريا إلى حرب. والثاني، أن تقرر إسرائيل القيام بعملية برية واسعة في قطاع غزة يكون من تداعياتها دخول حزب الله على الخط لتتوسع الدائرة بعدها لشتمل سوريا.
وحذر بن دافيد من «وجود توقع إسرائيلي لصيف ساخن على الحدود الشمالية»، مشيراً إلى أن تقدير الوضع في إسرائيل يتحسب من «ربيع وصيف قادمين يمكن أن يكونا أكثر سخونة من المعتاد».
في هذا الوقت، صادق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون الأمنية (الكابينت) أمس على إجراء أكبر مناورة للجبهة الداخلية في إطار استخلاص العبر من حرب لبنان الثانية.
وذكرت تقارير إسرائيلية أن المناورة، التي أطلق عليها اسم «نقطة تحول 2»، ستستمر خمسة أيام وسيتم التدرب فيها على سيناريوهات طوارئ عديدة. وستبدأ المناورة نظرياً يوم الأحد المقبل مع عقد جلسة حكومية خاصة لدراسة سيناريو افتراضي محدد يقدم لها، مقروناً بتقدير وضع، على أن تعقد جلسة أخرى يوم الاثنين تتزامن مع مناورة أركانية عامة على المستوى القطري. وتبلغ المناورة ذروتها صباح يوم الثلاثاء مع إطلاق صفارات الإنذار في جميع أرجاء إسرائيل وبدء وسائل الإعلام ببث رسائل خاصة من قيادة الجبهة الداخلية تعطي توجيهات للسكان للتكيف مع حالة الطوارئ.
في غضون ذلك، سيتم إنزال طلاب المؤسسات التعليمية إلى الملاجئ، وافتتاح أقسام طوارئ في نحو 253 بلدية. وتنتقل المناورة إلى المرحلة الميدانية يومي الأربعاء والخميس حيث سيُعمل على محاكاة وضع تتعرض فيه إسرائيل لهجمات صاروخية، بعضها غير تقليدي.
وأوضح قائد الجبهة الداخلية، يائير غولان، أن «المناورات الميدانية ستنظم من الجليل في الشمال وحتى بئر السبع جنوباً». وستشارك في المناورة، إلى أجهزة الطوارئ والأجهزة الأمنية، كل من الحكومة والسلطات المحلية والمؤسسات التعليمية ومنظمات أهلية مختلفة، وستفعّل خلالها عشرات غرف الطوارئ. وستشرف على إجرائها «سلطة الطوارئ القومية»، وهي هيئة كانت قد أقيمت في أعقاب عدوان تموز كجزء من تطبيق عبر الحرب. وعرّف رئيس السلطة، العميد في الاحتياط تسافي تسوك، هدف المناورة بأنه «رفع مستوى التأهب في الداخل»، معتبراً أن ما يميزها عن غيرها هو حجمها الواسع الذي يشمل كل الدوائر الرسمية والأهلية في إسرائيل.
وكان نائب وزير الدفاع الإسرائيلي، متان فلنائي، قد أعلن في مؤتمر صحافي، الثلاثاء، أن على إسرائيل أن «تكون مستعدة لتعرض جبهتها الداخلية للصواريخ»، مضيفاً «لسنا ذاهبين إلى حرب، بل نحضّر أنفسنا لحالات طوارئ، منها الزلزال الذي سمعنا عنه جميعنا في الفترة الأخيرة، حريق غابة وغيره. هذا هو الواقع الذي نعيش فيه».
وفي الاجتماع نفسه، قرر الكابينت الإسرائيلي إعادة توزيع الأقنعة الواقية من أسلحة غير تقليدية على الإسرائيليين خلال الأشهر المقبلة.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن وزارة الدفاع الإسرائيلية بادرت إلى إعادة توزيع الأقنعة الواقية من الأسلحة النووية والبيولوجية والكيميائية «على خلفية تهديدات صواريخ أرض ـ أرض التي تملكها إيران وسوريا والتي تحتوي على مواد كيميائية».
وستوزع السلطات الإسرائيلية الأقنعة خلال الشهور المقبلة بعد استكمال جمع تلك التي ما زالت بحوزة المواطنين، فيما قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن توزيعها سيبدأ في مطلع عام 2009 المقبل.


«معاريف»: قواعد تنصت إيرانية في سوريا
نقلت صحيفة «معاريف» أمس عن «جهات غربية» قولها إن إيران أقامت في سوريا قواعد متطورة للتنصت، بهدف جمع معلومات أمنية قيّمة عن إسرائيل.
ولمواجهة خطر التنصت الإيراني وحزب الله، أوضحت «معاريف» أن جنرالات في هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي تلقوا تعليمات جديدة تتضمن «قيوداً على استخدام الهواتف»، كتبتها دائرة أمن المعلومات في شعبة الاستخبارات والنيابة العامة العسكرية، ومن ضمنها أنه ستقام «زوايا حديث» للتحدث عبر الهواتف النقالة، كما يتم في غرف التدخين.
وستدخل التعليمات الجديدة إلى حيّز التنفيذ بعد أسابيع، بحيث يُمنع إدخال الأجهزة الخلوية إلى المداولات، وغرف القيادة المتقدمة، والغرف الحربية، وحتى في حالات السفر العادي على طول جدار الفصل، ويُحصر فقط في السكن والمناطق الإدارية. ولهذا الغرض، ستبنى حجرات لإيداع الأجهزة و«زوايا حديث» على نحو يشبه زوايا التدخين في القواعد العسكرية.
وأوضح ضابط إسرائيلي رفيع المستوى أنه «من اللحظة التي يدخل فيها الأمر حيّز التنفيذ، سيكون ملزماً، وسيفرضه ضباط أمن المعلومات أو المسؤولون عن الأمن، وإذا كانت هناك خروقات فستكون هناك عقوبات أيضاً». ونقلت الصحيفة عن ضابط رفيع المستوى في شعبة الاستخبارات تأكيده أن «إيران تحاول أيضاً جمع معلومات استخبارية من خلال تفعيل عملاء على الحدود الشمالية».
(الأخبار)