يحيى دبوقاستكمالاً لما كان لمّح إليه رئيس حزب «العمل» إيهود باراك، قبل يومين، في حديثه عن إمكان حصول انتخابات مبكرة خلال العام الجاري، ذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن مسؤولين رفيعي المستوى في هذا الحزب يستعدون لتقديم موعد الانتخابات، مشيرة إلى أن الموعد الذي يجري الحديث عنه هو شهر تشرين الثاني من عام 2008.
ووفقاً للانطباع الذي خرج به وزراء «العمل» في أعقاب حديثهم مع باراك، فإنه فور انتهاء عيد الفصح، في بداية أيار المقبل، يعتزم باراك المبادرة إلى خطوة لتقديم موعد الانتخابات، ستأخذ على الأرجح شكل بلورة غالبية للتصويت على قانون لحل الكنيست.
وتجدر الإشارة إلى وجود قانونين بهذا الشأن مطروحين على طاولة الكنيست، كان قد تقدم بهما عضوا الكنيست سيلفان شالوم وجدعون ساعر من حزب «الليكود». وإذا ما أُقرّ القانونان، فإن الانتخابات ستجرى في تشرين الثاني المقبل. وقد رحّب مسؤولون رفيعو المستوى من حزب الليكود بالفكرة، وأبدوا استعدادهم «إعطاء باراك السلّم للخروج من الحكومة».
يُذكر أنه إذا ما أيّد «العمل» مشروع القانون لحل الكنيست، فسيكون مصير حكومة إيهود أولمرت متعلقاً بحركة «شاس»، التي سيكون في يدها مفاتيح منع تقديم موعد الانتخابات. لكن التقديرات في «الليكود» وفي «العمل» تشير، بحسب «معاريف»، إلى أن «شاس» ستصوّت إلى جانب تقديم موعد الانتخابات، إذا انسحب «العمل» من الحكومة.
وفي هذه الأثناء، تواصلت التصدّعات داخل حزب «العمل» وموجة الاستقالات والإقالات، وآخرها تقدم رئيس لجنة الدستور في الحزب، الوزير السابق موشيه شاحل، باستقالته، وذلك في ما يبدو أنه احتجاج من شاحل على إقالة باراك لمستشاره الداد ينيف.
وفي السياق، ربط مراقبون بين التحول في موقف باراك بشأن كيفية التعاطي مع السلطة الفلسطينية ونيته تقديم موعد الانتخابات.
وكان باراك قد وافق قبل أيام على تقديم سلة من التسهيلات للسلطة، بعدما عارض لفترة طويلة القيام بذلك، بذريعة أنها ستسهم في تعزيز «الإرهاب» الفلسطيني وتفتح ثغرات أمامه لتنفيذ هجمات على إسرائيل.
وبحسب محلل الشؤون الحزبية في صحيفة «معاريف»، يوسف حريف، فإن «التغيير في الموقف لدى باراك لا يعود فقط إلى حصول انعطافة في مفهومه الأمني ـ السياسي. ذلك أن باراك معني بتقديم موعد الانتخابات ويعمل على تثبيت مكانته في حزب العمل كمرشح لرئاسة الحكومة». ويرى حريف أن باراك تعرض للكثير من النقد لكونه «رافضاً للسلام»، وهو الآن يسعى إلى تغيير صورته كي يكون مقبولاً من كل شرائح الحزب، ومن اليسار عموماً.