strong>سجّلت المقاومة الفلسطينية، أمس، إنجازاً نوعياً، لم يكتمل، باستهدافها وزير الأمن الداخلي، الرئيس السابق لـ«الشاباك» آفي ديختر، أسقطت خلاله كل الإجراءات الأمنية الإسرائيلية، وتمكّنت من إصابة أحد مساعديه
علي حيدر
تعرّض وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، آفي ديختر، خلال جولة له برفقة موكب من اليهود الكنديين بالقرب من مستوطنة نير عام المحاذية لقطاع غزة، لصليات نارية أطلقها مقاومون فلسطينيون، أدت إلى إصابة مساعده، ماتي غيل، بجراح.
وفيما أعلنت «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، وجماعة «حماة الأقصى» المرتبطة بـ«كتائب شهداء الأقصى»، مسؤوليتهما عن العملية، ذكرت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي أن قواته اشتبكت مع مقاومين مسلحين داخل القطاع خشية وقوع إطلاق نار مماثل عبر الحدود.
ونقلت إذاعة الجيش عن ديختر، المسؤول عن تصفية العشرات من المقاومين الفلسطينيين خلال توليه رئاسة «الشاباك»، قوله إن «المسلحين لم يستهدفوه شخصياً، لكنهم أرادوا إصابة أفراد من الوفد الأجنبي». إلا أن المتحدث باسم «حماس» أكد أن الحركة حصلت على معلومات مسبّقاً بأن ديختر سيزور الحدود.
وأوضح ديختر، للصحافيين في مستشفى في مدينة عسقلان يعالج فيه مساعده المصاب، «كنت أقف مع مجموعة من نحو 20 فرداً، حين فُتحت النار فجأةً من الجانب الفلسطيني». وقال إن «الجيش سيضطر الى اتخاذ العبر ممّا حدث، انطلاقاً من أن عملية إطلاق النار جرت في المكان الذي يصل إليه سيّاح ومواطنون كثر».
وشرح ديختر جانباً مما حصل بالقول «لاحظت مباشرة أنهم يطلقون النار باتجاهنا، وصرخت عليهم كي ينبطحوا. وكانوا منضبطين وانبطح الجميع. ورد الجيش على مصادر النيران. ومرت عشر دقائق لم نستطع خلالها رفع رؤوسنا. وعلى بعد 20 متراً مني سمعت مساعدي، ماتي غيل، يصرخ. وفهمت أنه أصيب».
إلّا أن موشيه رومين، رئيس اللجنة الكندية التي شاركت في الجولة الحدودية مع ديختر، أوضح في بيان له أن أعضاء جماعته أصيبوا بالصدمة، لكن بات لديهم الآن «فهم أكثر وضوحاً» للوضع الذي يواجهه الإسرائيليون في المنطقة.
يُشار إلى أنه قبل أسابيع سقط صاروخ «غراد» قرب منزل ديختر في عسقلان. وقبل نحو شهر ونصف شهر، أصيب أحد حراسه، حيث كان يقوم بجولة تمهيدية قبل وصول ديختر إلى كلية سفير، بعد يوم من صلية صواريخ «القسام» التي قُتل خلالها الطالب روني يحيا.
وفي السياق، أكد رئيس هيئة الأركان غابي أشكينازي أن «الجيش يعمل في قطاع غزة طوال الوقت، ليلاً ونهاراً، وإذا قرر المستوى السياسي القيام بعملية واسعة، فسينفّذ الجيش ذلك». وأثنى، أمام حشد من الطلاب في بات يام، على قيمة «الخدمة الوطنية». وأضاف إن «الجيش يسيّر دوريّات طوال الوقت في قطاع غزة، وخاصة على طول الجدار، من أجل منع زرع العبوات وإطلاق النيران باتجاه قوات الجيش ومنطقة غلاف غزة».
وأكد مصدر عسكري أن «العمليات قرب الجدار في القطاع متواصلة طوال الوقت. وأن المنظمات الإرهابية تحاول تنفيذ عمليات ضد الجنود، وخاصة الاقتراب إلى الجدار من أجل تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية في منطقة غلاف غزة». وأوضح أن عمليات الجيش «تستهدف صدّ المخربين، من أجل عدم السماح لهم بالاقتراب من الجدار».