محمد بديرحاول الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، أمس، التقليل من حدة التوتر القائم منذ أيام على الحدود الشمالية مع سوريا، وبعث برسائل طمأنة وتهدئة جديدة إلى دمشق. وقال، خلال جولة تفقدية على مدينة «عراد» الإسرائيلية، إن «هناك فرقاً كبيراً بين الحرب والشعور بأن حرباً تلوح في الأفق»، مشيراً إلى أن «الإيرانيين يهتمون بإيجاد مناخ حرب في المنطقة، لكني آمل أن الإحساس بالحرب على الحدود الشمالية سيتبدل بسرعة، إذ إن التوتر مفتعل وليس لدينا أي نيّة في مهاجمة سوريا، كما أنني أسمع سوريا تقول ذلك أيضاً، لكن هناك جهات لديها مصلحة بعكس ذلك، وترغب في تسخين الجبهة».
وفي إطار رسائل التهدئة أيضاً، قال مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى، لصحيفة «معاريف» أمس، إن «الإنذارات بإمكان وقوع عملية إرهابية لا تزال تخيم حتى الآن على الحدود الشمالية، ومن الواضح للسوريين أن شنّ أي عملية على الجنود أو المواطنين الإسرائيليين، ستؤدي إلى ردٍّ قاسٍ من إسرائيل لن تطال لبنان فقط»، مشيراً إلى أن «السوريين يحاولون إرسال إشارة إلى إسرائيل بأنهم مستعدون للحرب ويحذرون من المساس بهم، الأمر الذي يدفع إلى الخشية من كثرة الضغط على الجانب السوري، كي لا تخرج الأمور عن السيطرة».
وأضاف المصدر أن «إسرائيل أرسلت في الساعات الأربع والعشرين الماضية رسائل تهدئة إلى سوريا عبر قوات الأندوف الدولية العاملة في هضبة الجولان، إضافة إلى قوات اليونيفيل المتمركزة على طول الحدود الشمالية، تفيد بأنه ليس لدى إسرائيل أية نية هجومية تجاه سوريا»، لكنه شدد على أن «سلاح الجو الإسرائيلي عزّز طلعاته الجوية على الحدود الشمالية خشية تنفيذ عملية انتقامية رداً على اغتيال عماد مغنية».
ورغم رسائل التهدئة الإسرائيلية، أشار مراسل الصحيفة نفسها للشؤون الأمنية، أمير بوحبوط، إلى أن «وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، أمر خلال جلسة تقدير الوضع الأسبوعية، بضرورة الحفاظ على الاستعدادات التي تقوم بها المؤسسة الأمنية على طول الحدود الشمالية، مع زيادة في مستوى اليقظة لدى الجنود».
ورد المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون أنفسهم «المناورات السورية التي أُجريت أخيراً إلى الخشية السورية من البرنامج التدريبي الذي ينوي الجيش الإسرائيلي تنفيذه في الربيع، الذي سيبدأ في مرتفعات الجولان بعد انتهاء عيد الفصح اليهودي». لكنهم أكدوا أن «إسرائيل أرسلت رسائل طمأنة إلى دمشق عبر قنوات دبلوماسية، تشير فيها إلى أنها غير معنية، وليس في نيتها اندلاع حرب» بينهما.
من جهة ثانية، أشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس إلى أن «المؤسسة الأمنية الإسرائيلية عززت إجراءاتها الأمنية لحماية الطائرات المدنية التابعة لشركات الطيران الإسرائيلية خلال إقلاعها وهبوطها في الخارج، على خلفية التأهب لمواجهة عملية رد على اغتيال مغنية».
وأوضحت الصحيفة أنه تمت «زيادة عدد الحراس في بعض الرحلات الجوية، وزيادة عدد رجال الأمن الذين يحيطون بالطائرة بعد هبوطها وإقلاعها». وأضافت أنه «بالتوازي مع ما يجري داخل الطائرات، تعززت حالة تأهب قوات الحماية المحلية في مطارات عديدة، حيث تهبط طائرات شركة العال الإسرائيلية، وذلك في مطارات أوروبية وفي الشرق الأقصى، بما يشمل مرافقة مروحيات لحركة هبوط هذه الطائرات وإقلاعها»، مشيرة إلى أن «التخوف هو من هجوم على طائرة مدنية إسرائيلية، ولا سيما بواسطة صواريخ تحمل على الكتف».