نقاش مقرّر في الكونغرس بشأنها يثير قلق المؤسّسة الأمنيّة الإسرائيليّة يحيى دبوقوأشارت الصحيفة إلى أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تخشى من أن «يؤدي الكشف عن تفاصيل الهجوم الإسرائيلي إلى عرقلة الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق ممكن مع سوريا»، مشيرة إلى أن الكشف «قد يدفع دمشق إلى الرد، فيما تعمل إسرائيل على تهدئة الأجواء المتوترة على الحدود» مع سوريا.
وأضافت الصحيفة أن مسؤولين أمنيين إسرائيليين طالبوا مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، بأن «يبذل قصارى جهده كي تُعقد جلسة الاستماع المقررة في لجنة الخارجية التابعة للكونغرس الأميركي بسرية، منعاً لإلحاق الضرر بالمصالح الإسرائيلية».
من جهتها، أشارت صحيفة «هآرتس» إلى أن «إسرائيل والولايات المتحدة تبحثان في ما بينهما أمر كشف تفاصيل الهجوم على سوريا، بعد أن تقرر الاستماع إلى (شهادات) موظفين أميركيين في نقاش يجري في الكونغرس، رغم معارضة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية»، مشيرة إلى أنهم «في مكتب رئيس الوزراء (أولمرت) وفي الإدارة الأميركية، يقدّرون أنه يمكن في هذه المرحلة الكشف عن التفاصيل، لأن احتمال تصعيد سوريا للوضع الأمني انتقاماً للهجوم متدنّ».
وأشارت الصحيفة إلى أن خشية المؤسسة الأمنية الإسرائيلية «مردّها إلى تقديرات الاستخبارات في إسرائيل بأن الكشف عن تفاصيل الهجوم على المنشأة السورية سيزيد من حالة التوتر القائمة أصلاً بين إسرائيل وسوريا، في ظل تهديدات حزب الله بتنفيذ هجمات على أهداف إسرائيلية انتقاماً لاغتيال القيادي في الحزب عماد مغنية في شهر شباط الماضي». وأضافت الصحيفة نفسها أن «رئيس طاقم مستشاري أولمرت، يورام طوربوفيتش، ومستشار أولمرت السياسي، شالوم تورجمان، بحثا الموضوع مع المسؤولين الأميركيين، وفي مقدّمهم مستشار الأمن القومي (الأميركي) ستيفن هادلي لدى زيارتهما واشنطن الأسبوع الماضي، وذلك بعد أن بحثا الموضوع مع وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قبل سفرهما».
وتابعت الصحيفة أن الاعتقاد السائد في واشنطن وتل أبيب هو أن «الكشف عن تفاصيل الهجوم سيعزز قدرة الردع الإسرائيلية، بل ويلزم سوريا تبريد علاقاتها الوطيدة مع إيران وكوريا الشمالية، إضافة إلى أن الولايات المتحدة ترى في كشف التفاصيل تعزيزاً لموقفها في محادثاتها مع الكوريين الشماليين في ما يتعلق بتفكيك سلاحهم النووي».
كما أشارت «هآرتس» إلى «معارضة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية الكشف عن ملابسات الهجوم». وأعرب مسؤولون أمنيون إسرائيليون، للصحيفة نفسها، عن «خشيتهم من أن نشراً أميركياً للتفاصيل سيؤدي إلى إزالة التعتيم المطبق المفروض من جانب إسرائيل، ما دفع مسؤولين في الجيش الإسرائيلي للإعراب أخيراً عن وجوب إقدام إسرائيل على إقناع الأميركيين بعدم التعرض للمسألة علناً».
وقالت «هآرتس» إن «الحديث عن كشف تفاصيل الهجوم الإسرائيلي يعزز أجواء التوتر بين أولمرت وباراك، وإن الأول قد يقرر أن يزيل التعتيم عن الموضوع بنفسه، من خلال المقابلات الصحافية المقررة في ذكرى يوم استقلال إسرائيل، في مطلع شهر أيار المقبل، بهدف تعزيز مكانته».
إلى ذلك، أشار المراسل السياسي للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، تشيكو مناشيه، إلى أن «القرار الأميركي بنشر تفاصيل الهجوم على سوريا، اتُخذ أخيراً في مداولات سرية جرت مع مستشاري أولمرت، وفُهم من المداولات أن القرار الأميركي يأتي على خلفية الاستراتيجية الأميركية وارتباطها بالحوار القائم مع كوريا الشمالية، وضرورة الكشف عن علاقاتها النووية مع دول أخرى». وأشار المراسل إلى أن «المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعتقد بأن نشر التفاصيل ستؤدي إلى حشر بشار الأسد في الزاوية، وستسبّب له إحراجاً في فترة حساسة جداً، وهي تعني نوعاً من تبنّي المسؤولية الإسرائيلية، في ظل توتر للأوضاع معها»، مشدداً على أن «الإعلان يعني في الواقع إغلاقاً لباب المفاوضات مع سوريا».