سؤال برسم «القلقين» من يهود أميركاونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن غولدبرغ قوله: «أنا قلق. يمكنك أن تحاول الدفاع عن نفسك بأفضل طريقة ممكنة ضد التهديدات الخارجية، لكنك يجب أن تكون متيقظاً للتهديد الداخلي كذلك». وأضاف: «أنا قلق جداً على مستقبل إسرائيل خلال السنوات الـ10 أو الـ15 المقبلة. أنا قلق بشأن إضفاء الشرعية، وإضفاء الشرعية هي عملية يمكن أن تساعد إسرائيل فيها».
وفي هذا الإطار، يرى غولدبرغ، في مقاله، أن «هذا الخطر الداخلي ينشأ بشكل كبير من المستوطنين الذين يقاومون إرادة غالبية الإسرائيليين التي تؤيد حل الدولتين»، مشيراً إلى أن «المستوطنين يتصرفون بطريقة تجعل من السلام القائم على إقامة دولة فلسطينية تعيش جنباً إلى جنب بسلام مع إسرائيل أمراً لا يمكن تحقيقه».
ونسبت الصحيفة إلى الصحافي اليهودي قوله إن «من الجيد طرح الأسئلة الأكبر. ليس من خطأ في فعل ذلك». وأضاف أن «اليهود الأميركيين بحاجة لأن يدركوا أن الأشياء (في إسرائيل) هشة جداً».
ومن الأسئلة التي طرحها غولدبرغ في مقالته التي ستصدر الشهر المقبل: كيف يمكن إسرائيل أن تبقى خلال السنوات الستين المقبلة في جزء من العالم تنمو فيه مجموعات مثل «حماس»؟ كيف يمكن إسرائيل أن تزدهر إذا كان جيشها لا يستطيع هزيمة عصابات صغيرة من مطلقي الصواريخ؟ هل تركُّز اليهود في فسحة مأساوية صغيرة من العالم، وفي أكثر مناطق العالم تقلباً، يقوِّض فعلاً قدرة الشعب اليهودي على الصراع من أجل البقاء؟
من جهة أخرى، وصف المغترب الإسرائيلي في الولايات المتحدة والأديب ليونارد فين، الذي أسس مجلة «مومنت»، وهو الآن عضو في مجلس إدارة «أميركيون من أجل السلام الآن»، مقال غولدبرغ بأنه «مضخم بطريقة مبالغ فيها».
وأضاف فين: «إنه يحطم فؤادي. أنا حزين، لكن أعتقد أننا ننسفها (إسرائيل)»، موضحاً أنه «فيما أثمّن التقدم الاقتصادي (في إسرائيل) وإسهاماتها العلمية، فأنا مقتنع وواثق جداً في شأن السنوات الستين المقبلة، وأعتقد أن من المناسب بشكل مثالي قول ذلك الآن بدلاً من أن نهدئ روعنا كما في ليلة رأس سنة أميركية».
من ناحيته، رأى مدير «الرابطة الوطنية لمكافحة التمييز»، أبراهام فوكسمان، الذي اطلع على غلاف «آتلانتك» من دون قراءة المضمون، أن «60 سنة هي لحظة بارزة جداً بالنسبة إلى بالغ وإلى بلد. لذلك هي تمثل فرصة وإغراء بالنسبة إلى الأصدقاء والأعداء كي يحللوا ويعظوا، وهذا ما سنجده».
وأوضح فوكسمان: «سنجد أشخاصاً يتوقعون أشياء عظيمة، (أو) يتوقعون أشياء مأساوية ويطرحون أسئلة مأساوية». وأضاف: «أنا لست قلقاً من الأشخاص الجيدين والمهتمين ويبذلون جهدهم (للإجابة) بالنسبة إلى هذه الأسئلة».
وشدد فوكسمان على أن هناك سبباً آخر لعدم قلقه، موضحاً أنه تذكر سماعه أشخاصاً يتساءلون أثناء إحياء الذكرى الـ25 لتأسيس إسرائيل عمّا إذا كانت هذه الدولة ستستطيع البقاء حتى الذكرى الخمسين؟ وقال فوكسمان: «هذا أحد الأسئلة التي أُجيب عنها بالفعل».
(يو بي آي)