strong>«معاريف»: تل أبيب أبلغت دمشق تحميلها لها مسؤولية ردّ حزب الله على اغتيال مغنيّة
محمد بدير
أطلقت إسرائيل، أمس، رسائل تهديد بالجملة في كل الاتجاهات، مصوّبة خصوصاً نحو سوريا وإيران ولبنان، محذّرة إياها من التحرش بها تحت طائلة التعرض لردود مدمرة. وكشفت صحيفة «معاريف»، أمس، أن منشأ التوتّر الأخير بين إسرائيل وسوريا يعود إلى رسالة شديدة اللهجة وجّهتها تل أبيب إلى دمشق تحمّلها فيها مسؤولية أي عملية قد ينفذها حزب الله ضد إسرائيل، انتقاماً لاغتيال قائده العسكري عماد مغنية. وأشارت إلى أن مصادر مقربة من رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، أكدت وجود رسالة كهذه، موضحة أنها «ليست جديدة، وإنما أُرسلت في أعقاب اغتيال مغنية برغم عدم تبني إسرائيل للعملية».
ونقلت «معاريف» عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن التقديرات الإسرائيلية ترى أن سوريا مطّلعة عن قرب على استعدادات حزب الله وخططه المتعلقة بتنفيذ عملية الرد على استشهاد مغنية. ولذلك دخلت حالة التأهب متذرعة بالمناورة التي تجريها إسرائيل. وينطوي تصريح المصادر الأمنية الإسرائيلية على تلميح بالربط بين الاستنفار السوري واقتراب تنفيذ الحزب لعمليته المرتقبة.
أما على الجبهة اللبنانية، فقد حذر الجيش الإسرائيلي، على لسان أحد ضباطه الكبار، لبنان واللبنانيين من تدفيعهم ثمناً غالياً إذا ما نفذ حزب الله هجوماً ضد إسرائيل انتقاماً لاغتيال مغنية.
وقال الضابط، الذي رفض الكشف عن اسمه، لوكالة «يونايتد برس إنترناشونال»، «إن حزب الله وزعيمه (الأمين العام السيد حسن) نصر الله لا يزالان يلعقان جراح حرب لبنان الثانية ويعرفان تماماً أنه إذا ارتكب حزب الله خطأً آخر مثلما فعل في عام 2006 فإن لبنان واللبنانيين سيدفعون ثمناً غالياً جراء ذلك».
وقال الضابط الإسرائيلي «إننا في الجيش وأجهزة الاستخبارات موجودون في حال تأهب عالية جداً وفي حالة تيقظ عسكري للرد بشدة على كل محاولة لحزب الله، باسمه أو باسم مستعار مثل جيش الأمة وما شابه، لاستفزاز دولة إسرائيل عند الحدود الشمالية أو في أي مكان آخر، ونحن لن نتحمل أمراً كهذا». وأضاف ان «الجيش الإسرائيلي يعي تماماً سعي حزب الله لزيادة قوته وتخزين أسلحة بدعم من إيران وسوريا، ونحن نعرف حجم هذا الدعم بصورة واضحة جداً جداً».
ورأى الضابط أن «نصر الله نفسه يشغِّل جهاز حرب نفسية يطلق من خلالها تعابير مثل الحرب المفتوحة، لكنه موجود بصورة دائمة في ملجأ ويخشى الخروج والتحدث مع أتباعه وجهاً لوجه»، مضيفاً «وبالنسبة لنا، فإنه لدينا تجربة مع تهديدات كهذه، ولن ننجرّ وراء نصر الله، ولن نسمح له بزيادة قوته ونفوذه».
وقال الضابط الإسرائيلي: «إننا نعلم أن حزب الله وأعداءنا عموماً لم ينجحوا في الوصول إلى أي توازن استراتيجي في مقابل الجيش الإسرائيلي. وفي كل قتال وجهاً لوجه بين عناصر حزب الله وجنود الجيش الإسرائيلي سينتصر الجنود الإسرائيليون». وأضاف «إننا نعرف أن حزب الله يبحث عن انتقام ما لما ينسبه إلينا بخصوص مغنية. ونقول بصورة واضحة جداً، إن حزب الله يعرف ما حدث في المرة الماضية عندما استفز إسرائيل، ونحن عازمون الآن على أنه إذا ما استفزّنا مرة أخرى فسوف نردّ بقوة كبيرة».
وفي ما يتعلق بحال التوتر عند الحدود بين إسرائيل وسوريا، قال الضابط إنه «حسبما هو معروف لنا، وهذه تقديرات أجهزة استخباراتنا، وننقلها أيضاً للقيادة السياسية، فلا نية بتاتاً لدى سوريا ولا مصلحة بالدخول في مواجهة حربية مع الجيش الإسرائيلي، ولا توجد لدينا أيضاً نوايا كهذه». وأضاف ان الجيش الإسرائيلي «أجرى خلال الفترة الأخيرة تدريبات ومناورات عسكرية من أجل التمكن من التغلب والحسم بسرعة لأي استفزاز ضد إسرائيل عند الحدود الشمالية». وتابع «كدولة وكجيش يجب علينا أن نكون في حالة تيقّظ عالية وجهوزية وتأهب، والاعتماد على قوة ردعنا وقدرتنا على الانتصار في حال اشتعال الجبهة مع سوريا أيضاً». وأردف «بإمكاننا الانتصار بسرعة إذا اشتعلت الجبهة مع سوريا».
وتطرق الضابط الإسرائيلي إلى المناورة في الجبهة الداخلية، فأشار إلى أن الاسم الذي أطلق عليها، «نقطة تحول 2»، «يعني أنه كانت هناك تدريبات نقطة تحول 1، وهذه كانت شبيهة تماماً بالتدريبات الحالية وجرت في نيسان الماضي. ولذلك فإن التدريبات الحالية ليست كما يتم وصفها بأنها الأولى والأكبر من نوعها».
من جهته، تصدى وزير البنية التحتية الإسرائيلي، بنيامين بن اليعزر، للجبهة الإيرانية، محذراً طهران من رد مدمر إذا ما أقدمت على مهاجمة إسرائيل.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن بن اليعزر قوله، خلال جولة في غرفة العمليات التابعة لوزارته في القدس المحتلة، إن «هجوماً إيرانياً على إسرائيل سيؤدي إلى رد فعل شديد من جانب إسرائيل يسبب دمار الأمة الإيرانية». وأضاف «إن الإيرانيين لن يسارعوا إلى مهاجمة إسرائيل لأنهم يعرفون قوتنا، لكن رغم ذلك فإنهم يستفزوننا بواسطة حليفيهم سوريا وحزب الله ويزوّدونهما بسلاح كثير، وعلينا مواجهة ذلك».
وشدد الوزير الإسرائيلي على أن المناورة الداخلية «ليست عرضاً كاذباً أو سيناريو وهمياً. وبرأيي، فإن الواقع المستقبلي سيكون أصعب بأضعاف عما نعرفه الآن»، مشيراً إلى أن هدف المناورة «واحد وهو أن نكون مستعدين لكل شيء». وأوضح أنه «بالضربة الأولى، ستسقط في إسرائيل مئات الصواريخ ولن يكون ثمة مكان في الدولة ليس واقعاً في مدى صواريخ سوريا وحزب الله، وعلينا كوزارة أن نستعدّ لاحتمال سقوط صواريخ في مواقع استراتيجية إسرائيلية».


وزير أمن يطالب حكومته بتوفير... الأمن!
بعد أربعة أيام على نجاته، إثر تعرّضه لإطلاق النار وإصابة مساعده، طالب وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، آفي ديختر، الحكومة بإصدار تعليمات إلى المستوى العسكري كي يعمل على وقف إطلاق الصواريخ والنيران من قطاع غزة.
وذكرت التقارير الإعلامية الإسرائيلية أن ديختر طلب من الحكومة، خلال جلستها الأسبوعية التي عُقدت يوم الأحد الماضي، إعطاء الجيش الإسرائيلي الضوء الأخضر من أجل العمل على ما سمّاه «وقف إطلاق النار من قطاع غزة لا تخفيفه».
وتوجه ديختر إلى رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، وإلى الوزراء الحاضرين، بالقول: «إن المجلس الوزاري أصدر تعليمات للجيش قبل أسبوعين بالعمل على وقف الإطلاق لا تخفيفه»، وأضاف: «لذا، أتوقع من رئيس الحكومة أن يعقد جلسة للمجلس الوزاري المصغّر من أجل التصديق على خطة لوقف إطلاق النار من قطاع غزة».
كما رفض ديختر تخفيف الإجراءات الأمنية في الضفة الغربية، مشيراً إلى أن «رفع مستوى المعيشة في الضفة الغربية سيؤدي إلى ارتفاع عدد الموتى في الجانب الإسرائيلي». وقد جاء موقفه هذا رداً على اقتراح نائب رئيس الحكومة، الوزير حاييم رامون، الذي دعا إلى تخفيف الضغط عن الفلسطينيين واتخاذ خطوات لرفع مستوى المعيشة للسكان.
وفي السياق، أصدر الجيش الإسرائيلي أمراً حظر بموجبه الوصول إلى التلة التي أُصيب فيها مساعد ديختر بنيران المقاومين الفلسطينيين. وعلّل الجيش الإسرائيلي قراره بأسباب أمنية.
(الأخبار)