يحيى دبوقأنهت إسرائيل أمس اليوم الثاني من التدريبات الواسعة النطاق التي تجريها قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي وسلطة الطوارئ، التي تشكلت استناداً إلى عبر حرب تموز 2006. وتضمّن سيناريو اليوم الثاني محاكاة لمواجهة سقوط صواريخ متزامنة على شمال إسرائيل وجنوبها، تطلقها إيران وسوريا وحزب الله والفصائل الفلسطينية انطلاقاً من قطاع غزة، وتسبّب إصابات كثيرة بين الإسرائيليين في مختلف المدن الإسرائيلية، من بينها صواريخ غير تقليدية، تحمل رؤوساً كيميائية أو جرثومية.
وأفادت الاذاعة الاسرائيلية امس أن وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك، ترأس جلسة للجنة الاقتصاد في حالات الطوارئ، بمشاركة مسؤولي الوزارات الحكومية المختلفة، في محاكاة لجلسة أثناء الحرب حيث تكون إسرائيل في وضع تعاني فيه نقصاً في إمدادات الغذاء والأدوية في المراكز السكنية في كل أنحائها.
وبحسب السيناريو المقرر للمناورة، ستطلق اليوم (الثلاثاء) صفارات الإنذار في كل أنحاء إسرائيل عند الساعة العاشرة صباحاً، وسيطلب من الاسرائيليين وطلاب المدارس التحرك خلال دقائق من سماعهم صوت الصفارات للتوجه إلى أقرب ملجأ أو مكان محصّن، وستجري طواقم الطوارئ في السلطات المحلية والبلديات جلسات تقييم للوضع، بناءً على سيناريوهات خاصة تنقلها إليهم مسبّقاً هيئة الطوارئ المركزية.
وقال مصدر أمني إسرائيلي، لصحيفة «جيروزاليم بوست»، إنه بحلول اليوم الرابع من التدريبات، سيقتل بحسب السيناريوهات الموضوعة عدد كبير من الاسرائيليين جراء الهجمات الصاروخية، مشيراً إلى أن «هيئات الإنقاذ ستعمل على محاكاة لعمليات إجلاء واسعة النطاق من المناطق التي سيطالها القصف، على أن تستقبل المستشفيات الآلاف من المصابين، إذ من المحتمل أن تطلق إيران صواريخ بالستية من نوع شهاب 3».
وأشار المراسل العسكري للقناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي إلى أن «الاستنتاج الاساسي الذي سينتج عن المناورة هو أن الجبهة الداخلية الاسرائيلية ستتلقى خلال أي حرب مستقبلية أعداداً كبيرة من الصواريخ، الأمر الذي يحتم على الجيش أن يوفر الحلول لإنهاء الحرب بسرعة، إذ إن الصواريخ التي ستتساقط على الجمهور الاسرائيلي لا تشبه صواريخ حرب لبنان الثانية، بمعنى أن الأضرار وعدد المصابين ستكون كبيرة جداً، وبالتالي على الجيش أن يستخدم موارده لإلحاق هزيمة بالعدو إضافة إلى احتلال المناطق التي تنطلق منها الصواريخ». وقال رئيس قسم العمليات في الشرطة الإسرائيلية، يورام أوحايون، إن مدينة حيفا ستكون المسرح الأبرز لتدريبات يوم غد الأربعاء، بعد أن تقوم الشرطة وهيئات الإنقاذ المختلفة بإخلاء عدد كبير من الضحايا والمصابين في محاكاة لانفجار مصنع كيميائي رئيسي جراء سقوط صواريخ عليه، مضيفاً ان «هذا السيناريو هو أسوأ السيناريوهات الموضوعة لهذه التدريبات».