strong>محمد بديراجتازت إسرائيل، أمس، نقطة الذروة في المناورة العملاقة مع إطلاق صفارات الإنذار في أرجائها، مؤذنة بتعرضها لهجمات صاروخية استدعت نزول السكان إلى الملاجئ، في ظل شكاوى عديدة عن قصور في الاستعدادات، برّرتها السلطات المختصة بأنها السبب الأساس وراء إجراء مناورة كهذه
أطلقت، أمس، صفارات الإنذار في جميع أنحاء إسرائيل، في اليوم الثالث للمناورة الكبرى التي تجريها قيادة الجبهة الداخلية، في إطار تدريب يهدف إلى اختبار إجراءات إنقاذ المدنيين في حالة الحرب أو سقوط عدد كبير من الصواريخ على المدن الإسرائيلية، وسط تراجع ملحوظ في كثافة واهتمام الإسرائيليين بها، بعد تقارير إعلامية متعددة تحدثت عن فشل في التحضيرات وثغر في تنفيذ السيناريوهات الموضوعة لها.
وقبل ساعة من انطلاق الصفارات، بدأ البث من الاستديو الخاص بقيادة الجبهة الداخلية، للمرة الأولى منذ إقامته، وذلك بواسطة القناة 33 الخاصة بالكنيست. وتضمن البث تعليمات موجهة إلى الإسرائيليين بشأن اختيار الحيّز الآمن لحظة تعرض الجبهة الداخلية لهجوم.
وأطلّ قائد الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي، يائير غولان، في سياق البث الطارئ للاستديو، طالباً من الإسرائيليين التفاعل مع التوجيهات المقدمة والتصرف بحسب السيناريوهات الموضوعة، مشدداً على أهمية «التدرب على حالات طوارئ تعدّ مهددة جداً، إذ إن معرفة هذه الحالات ضرورة لتعزيز القدرة على مواجهتها». وخاطبت رسالة أخرى الإسرائيليين قائلة «إنها لحظة التحقق من أنك وعائلتك على استعداد لمواجهة وضع طارئ، وأنكم اخترتم المكان الأكثر أماناً في مسكنكم ومكان عملكم».
وشكل انطلاق صفارات الإنذار، التي تواصلت لتسعين ثانية، إيذاناً بوجوب توجه الطلاب في المؤسسات التربوية المختلفة، وكذلك موظفي المكاتب الحكومية والكنيست والبلديات إلى الملاجئ والغرف الآمنة والبقاء فيها ساعة واحدة.
وحاكت مرحلة أمس من المناورة تصعيداً إضافياً في الحرب وتساقط المزيد من الصواريخ في مناطق مختلفة من إسرائيل سبب وقوع عشرات القتلى.
وقامت أجهزة الطوارئ المختلفة بإجراء تدريبات على سيناريوهات متعددة بناءً على تعليمات الجبهة الداخلية، فيما شهدت منطقتا «مروم هجليل» والناصرة تدريباً لإخلاء مصابين في أعقاب تعرضهما لصلية صاروخية. وفي تل أبيب ومحيطها تم اختبار تجنيد الآليات المدنية للخدمة العسكرية ولخدمات الطوارئ كاستدعاء الرافعات والجرافات من أماكن مختلفة إلى ساحة الحدث.
وكان لمقر الكنيست الإسرائيلي في القدس المحتلة دوره من المناورة، حيث جرت محاكاة سقوط صاروخ في حرم المكان، ما استدعى المدير العام للبرلمان إصدار أوامر إلى الموظفين وأعضاء الكنيست بالاحتماء في الأماكن المخصصة وإغلاق المبنى وتشغيل منظومات الطوارئ، ومن بينها أجهزة تنقية الهواء من التلوث غير التقليدي. وأشارت تقارير إعلامية إسرائيلية إلى أن بعض أعضاء الكنيست كانوا في اجتماعات داخل اللجان المختلفة وفوجئوا بما حصل.
وأشارت تقارير إعلامية إسرائيلية إلى أن «شكاوى عديدة تدفقت من كل أنحاء إسرائيل تحدثت عن عدم سماع ملايين الإسرائيلين لصفارات الإنذار، وهو ما يشير إلى فشل ذريع، وخصوصاً ما جرى في المدن الإسرائيلية الكبرى التي قد تكون عرضة لهجمات صواريخ معادية في أي حرب مقبلة».
وفي إطار رده على ذلك، قال نائب وزير الدفاع الإسرائيلي متان فلنائي، المسؤول المباشر عن المناورة، إنه «لهذا الغرض بالذات شُرع بمثل هذه التدريبات الواسعة النطاق، وذلك بهدف اختبار جميع السيناريوهات والمواضيع المتعلقة بالاستعداد لحالة الطوارئ»، مضيفاً أن «هدف التدريبات هو رفع جهوزية الجبهة الداخلية، وأن جميع دوائر الدولة الحكومية والعسكرية، تولي أهمية كبيرة لنجاحها». وأضاف فلنائي «إن إسرائيل اليوم في وضع أفضل بكثير مما كانت عليه قبل عامين. لا مجال للمقارنة».
وستخصص المرحلة الرابعة من المناورة، التي تجرى اليوم، للتدريب على إنقاذ مصابين من تحت الأنقاض في منطقة يافا، وكذلك لمواجهة تعرض مدينتي عسقلان ونتيفوت لهجمات صاروخية، إضافة إلى إجلاء السكان ذوي الاحتياجات الخاصة من سديروت، وتسرب مواد سامة من المصانع البتروكيمائية في خليج حيفا.