strong>يحيى دبوقاتفاق مبادئ لـ 5 سنوات وإرجاء بحث القدس وحقّ العودة
كشفت مصادر إسرائيلية أمس عن أن الولايات المتحدة تراجعت خطوة إلى الوراء، واقترحت إرجاء بحث الملفات المعقدة، والتوصل إلى اتفاق مبادئ قبل نهاية العام الجاري، بحيث يضمن للفلسطينيين صلاحيات مدنية خدماتية محدودة في القدس المحتلة لمدة خمس سنوات، وإرجاء بحث قضية اللاجئين.
وذكر موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني أن الاقتراح الأميركي، الذي يعكس تعثر المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، قُدم للجانبين، قبل أسابيع، وأن الطرفين يدرسانه ولم يعربا حتى الآن عن قبوله.
وأثار إعلان صفقة يجري العمل عليها بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، يؤجل بموجبها الحسم في قضية القدس لمدة خمس سنوات، أصداءً واسعة في الوسط السياسي الإسرائيلي؛ فقد هدد رئيس حزب «شاس»، نائب رئيس الحكومة إيلي يشاي، أنه «إذا قُبلت هذه المبادرة من الجانب الإسرائيلي، وطُرحت على طاولت المباحثات، فسيستقيل شاس من الحكومة فوراً». ودعا يشاي إلى الحذر من هذه المبادرة «وفعل كل شيء للوقوف في وجه الضغط الأميركي» من أجل إزاحتها عن جدول الأعمال.
ومع ذلك، هاجم عضو الكنيست غلعاد اردن (الليكود) «شاس» واتهمه بأنه «شريك كامل في عملية تسليم القدس للفلسطينيين»، مستنداً في ذلك إلى أن «من يوافق اليوم على سيادة بلدية للفلسطينيين، من الواضح أنه سيمنحهم سيادة تامة داخل العاصمة الإسرائيلية خلال وقت قصير».
وأكد عضو الكنيست اوفير بينس (العمل) وجود خلافات داخل الحزب، بهذا الخصوص، ورأى أنه «ينبغي للحزب أن يسأل نفسه إن كان شريكاً في هذه المهزلة وسيبقى مكتوف الأيدي ومكموم الفم». ودعا بينس وزير الدفاع إيهود باراك إلى أن يحدد موقفه بوضوح. وقدر بينس أنه لن يجري التوصل إلى اتفاق فعلي في كل القضايا الجوهرية، لأن القيادة الإسرائيلية والفلسطينية والأميركية الحالية غير قادرة على التوصل إلى نتائج. ولفت إلى أن «روح شاس والجناح اليميني داخل كديما يرفرفان فوق المفاوضات».
في المقابل، حذرت أصوات من اليسار الإسرائيلي من تفويت الفرصة الحالية في التوصل إلى اتفاقية سلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وحذر عضو الكنيست يوسي بيلين (ميرتس ياحاد) من خسارة لا تعوض على خلفية وجود «فرصة نادرة للتوصل إلى اتفاق في المواضيع الأكثر حساسية».
ورأى بيلين أن «هروباً إضافياً من لحظة الحقيقة إلى اتفاقات مرحلية، يمكن أن يكون تفويتاً لفرصة نادرة وتعزيزاً للتطرف لدى الطرفين اللذين ليس لديهما اهتمام بحل النزاع، بل بتأبيده».
أما عضو الكنيست من كتلة «ميرتس»، ران كوهين، فرأى أنه «لن يكون هناك اتفاق من دون اتفاق على القدس، وأن من يرفض النقاش في هذه القضية فقط، يدفعنا مرة أخرى إلى كوارث وحروب».
وفي السياق، برز فشل في المساعي الأميركية الرامية إلى عقد مؤتمر في شرم الشيخ، يكون امتداداً لقمة أنابوليس. ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مصادر أميركية قولها إن الرئيس جورج بوش سيلتقي فقط كلاً من الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس الفلسطيني محمود عباس والملك الأردني عبد الله، في القمة المزمع عقدها أواسط أيار المقبل، خلال فترة وجوده في إسرائيل للمشاركة في احتفالات ذكرى مرور ستين عاماً على إقامتها. ولفتت المصادر إلى أن أولمرت ليس مدعواً إلى هذه اللقاءات.
وكانت «هآرتس» قد نقلت أمس عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن قمة شرم الشيخ ستكون مكملة لمؤتمر أنابوليس لدفع المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين والتوصل لاتفاق بحلول نهاية العام الجاري.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أول من أمس أنها ستوفد مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ولش لحضور اجتماع للجنة الرباعية الأسبوع المقبل في عمان لبحث عملية السلام في المنطقة. وقال المتحدث باسم الوزارة، شون ماكورماك، إن «ديفيد ولش سيحضر اجتماع اللجنة الرباعية على مستوى الموفدين في عمان في 17 نيسان». وكانت اللجنة الرباعية للشرق الأوسط، التي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة، قد أقرت خطة السلام الدولية لتسوية النزاع التي تنص على إقامة دولة فلسطينية على مراحل إلى جانب إسرائيل.