مهدي السيدذكر تقرير إسرائيلي، أمس، أن عديد القوات المسلحة لدى حركة «حماس» وصل إلى 20 ألف مقاتل، وأنها أصبحت مجهزة بصواريخ بعيدة المدى وقذائف مضادة للدروع من طراز «ساغر» و«كونكورس» حصلت عليها بمساعدة سوريا وإيران.
وصدر التقرير، الذي يتمحور حول تعاظم القوة العسكرية لـ«حماس»، عن «مركز المعلومات والإرهاب» التابع لمركز «التراث الاستخباري» المرتبط بالمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، ويستقي معلوماته من جهاز الأمن العام (الشاباك).
ورأى التقرير أن «حماس وصلت إلى أوج قوتها العسكرية»، وأن هذه العملية تتسارع منذ فك الارتباط في صيف 2005، مشيراً إلى الدور الرئيس لسوريا وإيران في تزويد الحركة بالسلاح والمعلومات، ومساعدتها في تدريب عناصرها.
وأوضح التقرير، الذي يعود آخر تحديث للمعطيات الواردة فيه إلى آذار الماضي، أن لدى «حماس» بضع عشرات من الصواريخ التي يصل مداها إلى 20.4 كيلومتراً، من دون استبعاد أن يكون جرى تهريب صواريخ ذات مدى أبعد إلى القطاع. ويشير إلى امتلاك الحركة عشرات الأحزمة الناسفة ضمن وحدة «الانتحاريين»، ويتحدث، من جهة أخرى، عن تمكنها من تهريب 80 طناً من المتفجرات إلى قطاع غزة منذ أن سيطرت عليه في حزيران الماضي، على الرغم من الحصار الإسرائيلي.
ويلفت التقرير إلى أن «تهريب السلاح والأموال إلى داخل القطاع يحصل على خلفية عجز الأجهزة الأمنية المصرية، التي تمتنع عن التحرك بفاعلية لقطع أنبوب الأوكسيجين بين حماس وبقية فصائل المقاومة، والدول الداعمة لها».
ورأى التقرير أن «مسار تعاظم حماس تغذى من مجموعة عوامل، في مقدمتها مواجهة الصعوبات التي تفرضها العزلة السياسية، والحصار الاقتصادي، وعمليات الجيش الإسرائيلي، والصراع السياسي والإعلامي المستمر من جانب حركة فتح والسلطة الفلسطينية برئاسة أبو مازن». وأضاف أن هذه الصعوبات التي تواجهها «حماس» تولّد لديها شعوراً بالحصار، وتضعها أمام «تحديات سلطوية مستمرة، وتلزمها ببناء منظومة عسكرية أمنية تضمن استمرار حمكها في القطاع، وحماية نفسها من أعدائها الكثيرين في الداخل والخارج». وتابع أن «حماس تشعر بالحاجة إلى تأمين الرد على عمليات الجيش الإسرائيلي، بموازاة خشيتها من احتلال القطاع أو أجزاء منه».
وبحسب التقرير، فإن نجاح حزب الله في مواجهة الجيش الإسرائيلي خلال عدوان تموز 2006، جعله «مثالاً يُحتذى بالنسبة لحماس، وأن إحدى عبر الحرب كانت الأهمية الاستراتيجية التي توليها الحركة لاستخدام الصواريخ وإطلاقها نحو الجبهة الداخلية الإسرائيلية».
ورأى التقرير أن «عملية تعاظم قوة حماس، التي تقودها قيادة الحركة في دمشق، في أوجها، وستستغرق سنوات، لكن قسماً من عناصر بناء هذه القوة العسكرية أصبح ناضجاً، ما يزيد تهديد حماس للجيش الإسرائيلي وللسكان في منطقة النقب الغربي» في جنوب إسرائيل. وأضاف أن «حرب عصابات يخوضها الجيش الإسرائيلي في مناطق مأهولة ومزدحمة، سوف تؤدي إلى فقدانه تفوّقه وسقوط خسائر بشرية كبيرة في صفوفه».