strong>يحيى دبوق
طالبت القوّة البحريّة في «اليونيفيل» بزيادة الرقابة على الحمولات الواردة إلى لبنان
أعربت مصادر سياسية إسرائيلية، أمس، عن خشيتها من مشروع إيراني لنقل إمدادات عسكرية لحزب الله عبر مرفأ بيروت، مشيرة إلى أن الرقابة الدولية على السفن المتجهة إلى لبنان غير مجدية بما فيه الكفاية.
ونقلت صحيفة «هآرتس» عن المصادر السياسية الإسرائيلية «قلق إسرائيل من أن تبدأ إيران بنقل السلاح إلى حزب الله بواسطة السفن التي ترسو في ميناء بيروت»، مضيفة أن «الخشية لدى إسرائيل من أن تنقل إيران السلاح إلى حزب الله عبر هذه السفن، تحت أنظار القوة البحرية التابعة لليونيفيل، والمشكلة أن عمليات التفتيش التي تفرضها ليست ناجعة بما فيه الكفاية لحظر تصدير السلاح إلى لبنان وضبط عمليات إدخال الشحنات».
وقال مصدر سياسي إسرائيلي إن «إسرائيل قامت قبل عام بإبلاغ ألمانيا، التي قادت في حينه القوة البحرية التابعة لليونيفيل، بأنها تخشى من أن تمرر إيران أسلحة إلى حزب الله عبر البحر، مشددة على أن جنود القوات الدولية في لبنان لا يقومون بتفتيش الشحنات المنقولة إلى لبنان بصورة كافية، ووعدت ألمانيا بأن تقوم بتشديد الرقابة».
وأضاف المصدر نفسه «إن عمليات التفتيش ليست صارمة، فجنود القوات الدولية لا ينفذون عمليات تفتيش حقيقية في حمولات سفن مشبوهة، بل يكتفون بمقارنة اسم السفينة ورقمها بسجلات السفن في مرفأ بيروت»، مشيراً إلى أن الخشية الإسرائيلية من أن «تكون سفناً كثيرة مسجّلة في المرفأ على أنها تحمل شحنات من نوع معين، بينما هي في الواقع تحمل شحنات مغايرة تماماً». وقالت «هآرتس» إنها «لم تستطع الحصول على أي تعقيب من الناطق بلسان اليونيفيل».
وكانت مصادر عسكرية إسرائيلية قد أشارت الشهر الماضي إلى أن «إيران تنقل سلاحاً إلى حزب الله عبر طائرات وشاحنات تمر في الأراضي التركية، من دون علم السلطات الحكومية في أنقرة، ومن هناك تنقل إلى سوريا ولبنان». وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أنه «منذ انتهاء حرب لبنان الثانية في صيف 2006، يعمل حزب الله على إعادة بناء قدراته وزيادتها». وبحسب هذه التقديرات، فإن «قدرات حزب الله زادت في السنتين الأخيرتين منذ انتهاء الحرب، وأصبح لديه عشرات الآلاف من الصواريخ».
وشدد المصدر السياسي، أمس، على أن «حزب الله نشر ثلثي صواريخه في مناطق تقع جنوبي نهر الليطاني، أي في مناطق خاضعة لسيطرة قوات اليونيفيل، ويحظر على الحزب ممارسة نشاط فيها».
وقالت «هآرتس» إن «إسرائيل تعمل منذ شهر على حثّ الأمم المتحدة على إصدار بيان رئاسي من مجلس الأمن يتحدث عن استمرار تهريب السلاح إلى حزب الله رغم الحظر المفروض على نقل أسلحة إلى لبنان، إلا أن عدم الاتفاق بين الدول الأعضاء في المجلس، إلى جانب التخوّف الأميركي والفرنسي من تفاقم الأزمة السياسية في لبنان، عرقل إصدار البيان».
وفي السياق نفسه، أشار مراسل صحيفة «هآرتس» للشؤون العسكرية، عاموس هرئيل، إلى أن «إسرائيل قلقة جداً من التعاون الكبير بين سوريا وحزب الله». ونقل عن وزراء إسرائيليين شاركوا في المناورة التي أجرتها الجبهة الداخلية في الأسبوع الماضي قولهم إن «ضربة بداية في الحرب المقبلة قد تكون شديدة جداً، إذ يجب على الجيش الإسرائيلي أن يعمد إلى اتخاذ كل الوسائل الممكنة للتوصل إلى حسم سريع».
وأشار هرئيل إلى أن ما حصل في حرب تموز 2006، «هو عبَرٌ دُرست جيداً في الطرف الثاني، إذ إن قدرة حزب الله على إقلاق الجبهة الداخلية في الشمال، في 33 يوماً من القصف المتتابع الذي لم يستطع الجيش الإسرائيلي وقفه، أصبحت الآن نموذجاً يحتذى به من طهران إلى دمشق إلى غزة، وفي إسرائيل قلقون قلقاً خاصاً من التعاون العملياتي العميق الذي لا شبيه له في الماضي، بين سوريا وحزب الله، ومن أن دمشق تنقل الآن إلى شركائها في لبنان صواريخ تبلغ أمداء أطول وأيضاً صواريخ مضادة للدبابات متطورة».
وأضاف هرئيل أنه «إذا كان أحد الأهداف المعلنة للحرب في لبنان هو تقليص قوة حزب الله، في كل ما يتصل بالصواريخ على الأقل، فقد فشل ذلك، إذ ازداد عدد الصواريخ (لدى حزب الله) ثلاثة أضعاف بالقياس إلى صيف 2006، وينتشر جزء منها جنوبي نهر الليطاني. بحيث تستطيع صواريخ حزب الله وسوريا معاً الوصول إلى أبعد مدى في إسرائيل، أي إلى غوش دان (وسط إسرائيل) وجنوبي ذلك أيضاً».
وعن التهديدات التي أطلقها وزير البنى التحتية، بنيامين بن أليعازر، في الأيام الماضية تجاه إيران، قال هرئيل إن «بن أليعازر، الذي ينظر إلى جزء من التقارير الاستخبارية ذات الصلة كعضو في المجلس الوزاري المصغّر، هو قلق جداً. إذ يعتقد بأن الجمهور الإسرائيلي لم يدرك ما ينتظره في الضربة الابتدائية للحرب المقبلة: رشقات منسّقة بآلاف الصواريخ القصيرة والبعيدة المدى، منذ اليوم الأول للمعركة، بحيث أصبحت الجبهة الداخلية مثل الجبهة الأمامية».
وتابع هرئيل أن «تحذير وزير الدفاع إيهود باراك الخاص إلى سوريا وحزب الله، خلال زيارته للحدود الشمالية، الذي أشار فيه إلى أن إسرائيل هي أقوى دولة في المنطقة وتعرف كيف ترد على العدوان عليها، لم يكن رسالة عرضية، بخلاف تصريحات لعدد من زملائه في الحكومة، إذ جرت صياغتها بدقة مع الاستخبارات الإسرائيلية، في محاولة لفرض توازن بين الطمأنة والردع، وخاصة أن في نية حزب الله الانتقام لمقتل مسؤوله الكبير عماد مغنية، إلى جانب الاستعداد العالي نسبياً في صفوف الجيش السوري».


«معاريف»: غارة دير الزور يبحثها الكونغرس خلف أبواب مغلقة

ذكرت صحيفة «معاريف»، أمس، أن «تفاهماً يتبلور بين محافل إسرائيلية وأميركية، يفضي إلى عدم كشف تفاصيل الهجوم (الإسرائيلي) على سوريا في السادس من أيلول الماضي، وأن الاتجاه بأن يعمد الكونغرس إلى بحث الموضوع، بما فيه هوية المكان المستهدف، خلف أبواب مغلقة»، مشيرة إلى أن «مصادر أمنية إسرائيلية رحّبت بعدم نشر التفاصيل على الملأ، على أمل أن يشكل ذلك دافعاً لـ(الرئيس السوري بشار) الأسد بالامتناع عن عملية رد على إسرائيل».
وأضافت الصحيفة أن «توجه الكونغرس الأميركي لمناقشة الهجوم بصورة علنية، قد أثار قلقاً كبيراً لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، على خلفية التوتر السائد منذ فترة طويلة بين إسرائيل وسوريا، والذي تعاظم بعد اغتيال المسؤول في حزب الله عماد مغنية قبل نحو شهرين»، مشيرة إلى أن «الخشية الإسرائيلية هي في أن يؤدي الكشف عن تفاصيل الهجوم إلى مزيد من الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد لإصدار تعليماته بتنفيذ عملية ثأر ضد إسرائيل، ذلك أن مجرد نشر التفاصيل سيدفعه إلى الانحشار أكثر فأكثر في الزاوية ويفاقم التوتر».
وتابعت الصحيفة أنه «جرى نقل موقف المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في الآونة الأخيرة بشكل مفصّل إلى محافل أميركية معنية بالمسألة، أشارت فيه إلى معارضتها الكشف عن تفاصيل الهجوم، رغم أنها معروفة لدى الإدارة الأميركية، لكن يبدو أن الموضوع يتجه نحو عرض التفاصيل في الكونغرس من وراء أبواب مغلقة، على عكس ما جرت عليه العادة في مداولات مجلس النواب الأميركي».
(الأخبار)