strong>وصف قصف سديروت بـ«الجريمة النكراء»... وشلّح رفض لقاءه في القاهرة لم تنفع الزيارة التي قام بها الرئيس الأميركي الأسبق، جيمي كارتر، إلى مستعمرة سديروت أمس، ووصفُه سقوط القذائف عليها بأنه «جريمة نكراء»، في تليين الموقف السلبي الذي واجه فيه المسؤولين الإسرائيليّين. موقف بدأ مع رفض رئيس الحكومة الإسرائيليّة ومسؤولين آخرين لقاءه، وتتابع مع رفض القيادة العسكريّة توفير حماية له. فالرجل لا يزال مصرّاً على لقاء رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل يوم الجمعة المقبل في دمشق «بصفة شخصيّة»، بعدما وصل ضغط البيت الأبيض عليه إلى إصدار بيان يوضح أنه «لا يمثّل الولايات المتحدة» في جولته.
ورغم هذه الضغوط، رفع كارتر تحدّيه، وأكّد أنّه يسعى إلى دور الوسيط في تسوية سلميّة في المنطقة، لعدم تهميش أي طرف فيها، وخصوصاً سوريا والفصائل الفلسطينيّة التي تدعمها («حماس» و«الجهاد الإسلامي»).
وفي السياق، علمت «الأخبار» أنّ حركة «الجهاد الإسلامي» رفضت، أمس، دعوة مصرية للقاء كارتر في القاهرة التي تتضمّنها جولته. وقالت المصادر إنّ مسؤولين مصريّين اتصلوا بالأمين العام للحركة، رمضان شلّح، وأبلغوه رغبة كارتر بالالتقاء به وبمسؤولين من «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ــ القيادة العامة» في القاهرة. لكن شلح رفض اللقاء.
وبررت حركة الجهاد رفضها بأنّه «يحمل أجندة اميركيّة ـــــ إسرائيلية».
من ناحيته، أكّد قيادي بارز في الجهاد الإسلامي في غزة، لـ«الأخبار»، أن حركته «أبلغت المصريين ترحيبها بكارتر في القطاع». وقال: «إن إراد كارتر الحضور إلى غزة ليساعد في فكّ الحصار عن أهلها ويخفف من معاناة مليون وخمسمئة ألف فلسطيني، فإنّنا نرحّب به في القطاع لنطلعه على الوضع الكارثي في غزّة».
وفي السياق، رفضت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية مساعدة ضباط أميركيّين لحراسة الضيف الأميركي خلال زيارته للدولة العبرية. وذكرت مصادر أميركية أنّ جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت)، الذي يساعد في حماية كبار الشخصيات الزائرة والذي يشرف عليه مكتب أولمرت، رفض لقاء رئيس فريق حراسة كارتر التابع للاستخبارات الأميركية أو مساعدة الفريق كما هو متبع في مثل هذه الزيارات. ووصف مصدر أميركي هذا التجاهل بأنه خرق «غير مسبوق».
وفي محاولته التخفيف من الغضب الإسرائيلي على زيارته، ضمّ كارتر إلى جولته مستعمرة سديروت، حيث قال إنّ «إطلاق الصواريخ (من قطاع غزة) باتجاه المدينة هو جريمة وسأعمل على التوصل لوقف إطلاق نار».
وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة «هآرتس»، رفض كارتر الانتقادات الإسرائيلية والأميركية لعزمه الالتقاء مع مشعل، مشدداً على أنه يجب التحدث مع جميع الأطراف للتوصل إلى سلام. كما أشار إلى أنه «لا يمكن التوصل لسلام من دون التحدث مع جميع الأطراف ذات العلاقة ومن خلال تجاهل جزء كبير من الشعب الفلسطيني».
ولمّح كارتر إلى أنه سيفحص مدى استعداد مشعل لتبني مبادرة السلام العربية، وسيحاول السعي إلى إطلاق الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، واستيضاح مصير الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لدى حزب الله، إلداد ريغف وإيهود غولدفاسير.
وعن عزمه اللقاء بمسؤولي «حماس»، قال كارتر إن الحركة «مستعدة لوقف إطلاق نار شامل في الضفة الغربية وقطاع غزة ويوافقون على أن يمثل (الرئيس الفلسطيني) محمود عباس الفلسطينيين في مفاوضات مع إسرائيل على اتفاق دائم ويتعهدون قبول الاتفاق الذي سيتحقق بشرط عرضه على استفتاء شعبي، وبرأيي فإن حكومة إسرائيل أيضاً ستعرض أي اتفاق من خلال استفتاء شعبي».
ورأى أنه «من دون تدخل الولايات المتحدة لا يمكن إسرائيل والفلسطينيين أن يتوصلا لاتفاق، ففي كامب ديفيد (المفاوضات الإسرائيلية ـــــ المصرية) كتبت بيدي كل كلمة تضمنها كل اقتراح قدمه الجانبان، وفي مناطق أخرى كنت وسيطاً فيها استُخدمتُ كقناة اتصال بين الأطراف».
وعن الرئيس السوري بشار الأسد، قال كارتر: «أعرف الأسد منذ أن كان طالباً في الجامعة، وما دام يشعر بأن الولايات المتحدة تتعامل معه على أنه عدو، فإنه سيميل للاقتراب من إيران. الولايات المتحدة لا تتحدث مع إيران، ومن دون التحدث مع جميع الفرقاء لا أمل بالتوصل لاتفاقات سلام معهم». ورأى أنّه لا بدّ من «إدخال سوريا في أي تسوية في المنطقة». ورغم أنه أبدى عدم معرفته ما إذا كانت دمشق والحركات الفلسطينيّة الإسلاميّة التي تدعمها «ستقبل بأية اقتراحات للتسوية أو لا»، فهو أصرّ على أن يؤدّي «دور الوسيط الذي ينقل وجهات نظرهم إلى بقيّة الأطراف».
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، رويترز)