محمد بديركشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، النقاب عن قيام إسرائيل والولايات المتحدة قبل أيام بتوقيع اتفاق لتعزيز التعاون بينهما في مجال الأمان النووي، وذلك في محاولة إسرائيلية للاستعانة بمحافل خارجية لتأكيد أمان المفاعل في ديمونا، حيث تطوّر الدولة العبرية سلاحاً نووياً، الذي يعدّ قديماً، إذ يعود تاريخ بنائه إلى ما قبل خمسين عاماً. ومن شأن الاتفاق الذي وقّعه المدير العام للجنة الطاقة الذرية في إسرائيل، شاؤول حورب، ورئيس مصلحة الإشراف على أمان المفاعلات النووية في الولايات المتحدة، ديل كلاين، توسيع وتطوير اتفاقات سابقة بين الدولتين في هذا المجال، سبق أن وقّعت في العشرين سنة الماضية، وهو سيسمح للجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية بالحصول على حق الوصول إلى معظم المعلومات والإجراءات والتكنولوجيات الحديثة التي لدى الولايات المتحدة في مجال الأمان النووي.
وعلى الرغم من طبيعة الاتفاق التي هي فنية في جوهرها، إلا أن مراقبين إسرائيليين يرون أن أهميته تتجاوز الجانب الفني، على أساس أن دولاً عديدة، بما فيها الولايات المتحدة، تميل إلى عدم التعاون في المجال النووي مع إسرائيل، التي لم توقّع معاهدة منع انتشار السلاح النووي، ومع ذلك، فإن لواشنطن اتفاقات أمان نووي مع الدولة العبرية. كما أن لإسرائيل اتفاق تعاون محدود في شؤون الأمان مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتبنّت إجراءات الأمان والسلامة المتشددة للوكالة.
وأشارت «هآرتس» إلى أن إسرائيل تسعى في السنوات الأخيرة إلى تحسين علاقاتها في الشؤون النووية وتوسيعها مع أكبر عدد ممكن من الدول والمنظمات، لا من أجل كسر عزلتها في هذا المجال فحسب، ولكن أيضاً بسبب الحاجة إلى الاستعانة بمحافل أجنبية للحفاظ على الأمان في مدينة البحث النووي في ديمونا والإشراف على النفايات النووية هناك. وعلى خلفية كون مفاعل ديمونا يُعدّ قديماً نسبياً، ذكرت «هآرتس» أنه سبق أن أعرب عدد من الخبراء في المجال النووي عن تخوّفهم من وقوع خلل أمان فيه، على الرغم من أن إسرائيل ادّعت أن المفاعل طوّر في السنوات الأخيرة، وأن مدى الأمان فيه هو من بين الأعلى في العالم، بحسب ادّعائها.
وكان عدد من كبار المسؤولين في لجنة الطاقة الذرية قد قالوا في السنوات الماضية إن على إسرائيل أن تقيم مفاعلاً نووياً لإنتاج الكهرباء، وذلك لتقليص التعلّق بالنفط من الدول العربية، وبسبب التوقعات بنفاد مخزونات النفط في العالم. ولكن التقديرات في هذا المجال تشير إلى أن إسرائيل ستصطدم بمصاعب إذا ما رغبت في شراء مثل هذا المفاعل من دولة أخرى، بسبب رفضها توقيع معاهدة منع انتشار السلاح النووي. وللخروج من هذه المشكلة، اقتُرح، بحسب «هآرتس»، خلال المداولات الحكومية، محاولة توقيع اتفاق مع الولايات المتحدة يسمح بتلقّي معدات وتكنولوجيا لإقامة مفاعل لإنتاج الكهرباء.