حيفا ــ فراس خطيبسمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية، أمس، بنشر تفاصيل القبض على أهم جاسوس للاستخبارات السوفياتية «كي جي بي» في إسرائيل، البروفيسور ماركوس كلينبرغ، عام 1983. ويتبيّن من التفاصيل، التي نشرتها صحيفتا «هآرتس» و«يديعوت أحرونوت» بعد تعتيم دام سنوات، أنَّ القبض على كلينبرغ، تمّ بواسطة جاسوس سوفياتي آخر، تحوّل إلى عميل مزدوج.
وكان كلينبرغ أكاديمياً معروفاً، وشغل قبل اعتقاله منصب نائب المدير العام للمعهد البيولوجي في مدينة نس تسيونا الإسرائيلية. هاجر إلى إسرائيل في عام 1948، بعدما خدم في صفوف «الجيش الأحمر». وتشير «هآرتس» إلى أنَّه «ليس معروفاً حتى الآن، متى بدأ كلينبرغ العمل لمصلحة الاستخبارات السوفياتية، لكنه في إفادته بعد تحرّره من السجن بعد عشرين عاماً، قال إنّه عمل مع السوفيات قبل الخمسينيات وأنه فعل هذا بدافع إيديولوجي».
وكان كلينبرغ قد كتب ذات مرة بخط يده، أنه «نظر في لائحة الاتهام ضده، وشاهد هناك ورقة صغيرة، لم يكن من المفترض أن يراها، كتبها المدّعي العام الإسرائيلي، يونا بلاوتمان. وتبيّن من خلالها أنَّ تسليمه للشاباك جرى بواسطة عميل سوفياتي وافق على العمل لإحدى دول الغرب، وصار عميلاً مزدوجاً».
العميل المزدوج، الذي أطلق عليه «الشاباك» اسم شمروني، أجرى اتصالاً بكلينبرغ عام 1977، بعدما كان الأخير قد قطع اتصالاته بمشغّليه السوفيات. وقالت «يديعوت» إن شمروني ترك رسالة في صندوق بريد كلينبرغ كتبت بشيفرة يفهمها، وجرىَ توثيق كل هذه الخطوات بواسطة «الشاباك». وأشارت «هآرتس» إلى أنَّ الشبهات حول كلينبرغ راودت «الشاباك» في عام 1963. وقد استدعي في حينه لاختبار على آلة كشف الكذب، إلا أنه تخطّى الاختبار بنجاح. وبعد عشرين عاماً، وصلت معلومات عن كلينبرغ من العميل المزدوج «شمروني»، ما قاد إلى اعتقاله بواسطة حملة سمّيت «شونيت».
خلال تلك الحملة، قيل لكلينبرغ إنه سيمثّل إسرائيل في دولة في جنوب آسيا. وقيل له أيضاً إن مهمته تقوم على المساعدة في رصد خلل في أحد المصانع الكيميائية أدَّى إلى تلويث قوي. وقال «الشاباك» لكلينبرغ إن عليه ألا يبلّغ أحداً بهذه المهمة، وأن يقول لعائلته إنه لن يكون على اتصال معها لوقت ما. وعندها نقله «الشاباك» إلى أحد البيوت الآمنة، وحقّق معه بشكل مكثّف حتى اعترف وأدين وحكم عليه لفترة 20 عاماً، سمح له بعدها بأن يغادر في عام 2003 إلى باريس، حيث يعيش مع ابنته.