strong>محمد بديرحذّرت مصادر أمنية إسرائيلية، أمس، من جهود إيرانية مكثفة لنقل السلاح إلى حركة «حماس» و«الجهاد الإسلامي» في قطاع غزة عبر البحر، في وقت فرضت فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلي طوقاً كاملاً على الضفة والقطاع، رافعة مستوى جهوزيتها عشية عيد الفصح اليهودي إلى الذروة. ونقلت تقارير إعلامية إسرائيلية عن مصادر في جيش الاحتلال قولها إن «إيران أصبحت ترسل صواريخ قصيرة المدى وأسلحة متطورة أخرى إلى حماس والجهاد الإسلامي»، موضحة أن عمليات التهريب تجري عبر استخدام أنابيب عائمة يُلقى بها بالقرب من سواحل غزة، «حيث يلتقطها صيادو الأسماك الفلسطينيون، إضافة إلى عمليات تهريب عبر أنفاق محفورة تحت معبر فيلادلفي، الذي يربط شبه جزيرة سيناء بمنطقة رفح» على الحدود المصرية مع قطاع غزة.
وقالت المصادر نفسها، لصحيفة «جيروزالم بوست»، إن «سلاح البحرية الإسرائيلي يبذل ما في وسعه لإيقاف عمليات التهريب عبر البحر»، لكنها أقرت بأن «عدداً من الشحنات قد مرت، ولم تنجح القوات الإسرائيلية باعتراضها».
وأوضح مسؤول أمني إسرائيلي، للصحيفة نفسها: «إنهم يرمون الأسلحة من السفن في أنابيب عازلة للمياه تطفو في طريقها إلى سواحل غزة، وقد تتمكن البحرية الإسرائيلية من اعتراض بعضها، لكن تعجز عن اعتراض بعضها الآخر، التي يقوم الصيادون الفلسطينيون بالتقاطها». وأضاف أن «الجيش الإسرائيلي لاحظ في الأشهر الأخيرة تزايد عدد الصواريخ الإيرانية في قطاع غزة»، مشيراً إلى أن «طهران زودت في الأسابيع الأخيرة المجموعات الإرهابية في غزة بنوعين مختلفين من القذائف المخصصة لمدافع من عيار 122 ملليمتراً، النوع الاول يبلغ مداه عشرة كيلومترات ويبلغ مدى النوع الثاني ستة كيلومترات»، مشدّداً على أن «الآلاف من هذه القذائف هُرِّبَت إلى غزة، في الأسابيع القليلة الماضية».
وعن الطريق التي تسلكها شحنات الأسلحة المهربة من إيران، قال المصدر إن «نقلها يكون بواسطة زوارق وسفن من إيران إلى مصر، ومن هناك يُعمل على تهريبها إلى القطاع من خلال رميها في البحر والتقاطها في شواطئ غزة، أو عبر الأنفاق الموجودة على الحدود المصرية مع القطاع، كما يجري أيضاً تهريب السلاح عبر نقله من إيران إلى سوريا، ومن ثم إلى لبنان، على أن يشحنه حزب الله على متن زوارق إلى مصر».
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن «عدداً من الأسلحة الموجودة في غزة لا يمكن تهريبها عبر الأنفاق المحفورة من سيناء إلى القطاع، ويعود ذلك إلى حجمها الكبير نسبياً، ومن الواضح أن هناك طريقة أخرى بديلة تستخدم لتهريبها إلى المنطقة».
في هذا الوقت، طالب رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، تساحي هنغبي، الجيش الإسرائيلي بإعادة احتلال قطاع غزة من جديد. وقال إن «المطلوب تحديد هدف استراتيجي يقضي بإسقاط سلطة حماس في القطاع»، مشيراً إلى أنه «من أجل تحقيق هذا الهدف يجب الدخول إلى القطاع، والسيطرة عليه لفترة من الزمن». إلا أنه أقرّ بأن مثل هذا القرار يتطلب ثمناً ليس بسيطاً.
إلى ذلك، فرضت سلطات الاحتلال طوقاً أمنياً شاملاً على الضفة الغربية وقطاع غزة بدءاً من منتصف ليل الخميس ـــــ الجمعة لمناسبة حلول عيد الفصح اليهودي. وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن الطوق الأمني سيظل مفروضاً حتى منتصف ليل الاثنين بعد المقبل (أي ما يقارب من عشرة أيام).
كما رفع الجيش الإسرائيلي مستوى الجهوزية في محيط القطاع إلى الذروة تحسباً لاستغلال المقاومة الفلسطينية فترة الأعياد اليهودية لتنفيذ عمليات. ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن ضباط في قيادة المنطقة الجنوبية قولهم إن الجيش مستعد لكل سيناريوات التصعيد خلال الأعياد، بما في ذلك هجمات صاروخية مكثفة باتجاه البلدات الإسرائيلية المحيطة بالقطاع ومحاولات استهداف جنود إسرائيليين على السياج.