فضّلت إسرائيل التزام الصمت حيال ما تداولته وسائل إعلام سورية في شأن إبلاغ أنقرة الرئيس السوري بشار الأسد موافقة رئيس الوزراء إيهود أولمرت على الإنسحاب الكلّي من هضبة الجولان، في إطار اتفاق سلام بينهما. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن مصادر في مكتب أولمرت أشارت في معرض رفضها التعليق على الخبر السوري إلى ما ورد في المقابلات الإعلامية التي أجراها رئيس الوزراء عشية عيد الفصح، قبل أيام، حيث قال إن «إسرائيل تعلم ما يريد السوريون منها، وهم يعلمون ما نريد نحن منهم». إلا أن مصادر سياسية إسرائيلية ربطت بين جلسة الاستماع المقرر أن يعقدها الكونغرس الأميركي اليوم بشأن التعاون النووي المحتمل بين سوريا وكوريا الشمالية وبين التقرير السوري، ملمّحة إلى أن الأمر محاولة سورية لاحتواء تداعيات النقاش المزمع.
وفي السياق، رفض متحدث باسم أولمرت أيضاً تأكيد أو نفي نبأ زيارة رئيس طاقم مستشاري أولمرت، يورام توربوفيتش، إلى سوريا قبل بضعة أشهر. وقال مارك ريغيف «لا أريد التطرق إلى سفر توربوفيتش أو إلى برنامج عمله». وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قد ذكرت أمس أن توربوفيتش زار سوريا قبل بضعة أشهر، وأجرى محادثات مع مسؤولين سوريين تناولت موضوع المفاوضات بين الجانبين.
وأثار التقرير السوري في شأن استعداد أولمرت للانسحاب من هضبة الجولان ردود فعل غاضبة في صفوف المعارضة اليمينية الإسرائيلية التي رأت أن هذا الأمر يُعدّ «تنازلاً سياسياً وأمنياً غير مسبوق».
ورأى عضو لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست يوفال شطاينيتس، من حزب الليكود، أن «استعداد أولمرت للانسحاب من الجولان يعبّر عن تنازل سياسي وأمني غير مسبوق».
وقال شطاينيتس إنه «من دون الجولان، ستواجه إسرائيل صعوبة في الدفاع عن وجودها والحفاظ على بحيرة طبرية ومصادر المياه. ولا شك لدي في أن الشعب مع الجولان لا مع رئيس الحكومة».
وكان رئيس المعارضة الإسرائيلية ورئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، قد لمّح في نهاية الأسبوع الماضي إلى أنه في حال انتخابه رئيساً للحكومة، فإنه لن يحترم أي اتفاق ينجزه أولمرت.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصادر في حزب الليكود قولها إن «أولمرت مستعد لفعل كل شيء من أجل بقائه السياسي، وهو الآن يقدم تنازلات بالغة لسوريا، حليفة إيران ومقدمة الدعم لإرهاب حماس والسلاح لحزب الله».
من جهته، دعا عضو الكنيست يوسي بيلين، من حزب «ميرتس»، أولمرت إلى استغلال الفرصة الحاصلة وإجراء مفاوضات مكثّفة وسريعة مع السوريين.
(الأخبار، يو بي آي)