غزة ــ الأخباررأى منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، روبرت سيري، أمس أن «العقاب الجماعي الذي بدأ في غزة منذ أشهر قد فشل»، فيما أعلن مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، جون جينغ، وقف جميع العمليات الإغاثية المقدمة لمليون فلسطيني ابتداءً من اليوم إذا لم يُدخَل الوقود.
وقال سيري، في مؤتمر صحافي مشترك مع جينغ في مقر «الأونيسكو» في غزة، إن «قتل المدنيين، بمن فيهم الأطفال، وأيضاً المصور الصحافي (لوكالة رويترز فضل شناعة)، وعدم الدخول والخروج من غزة، والحصار المستمر، تؤثر سلباً على جميع الأطراف ويجب أن يتخذوا خيارات جدية للابتعاد عن الهاوية». وأضاف أن «الأمم المتحدة تقود الجهود الإنسانية في غزة من أجل حل المشكلة الراهنة وفك الحصار، وتعمل على وضع جميع الأطراف والمجتمع الدولي للعمل من أجل استراتيجية مختلفة وإيجابية من أجل غزة».
ودعا سيري حركة «حماس» وفصائل المقاومة الفلسطينية إلى «وقف الهجمات على المعابر فوراً، لأن هذه الهجمات تضع المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين والأجانب تحت طائلة الخطر»، واصفاً هذه العمليات على المعابر وإطلاق الصواريخ المحلية الصنع بأنها «مقلقة جداً». وشدد على أن «العقاب الجماعي للمدنيين الفلسطينيين نتيجة هجمات الفصائل الفلسطينية هو خطأ من إسرائيل». وعبّر عن رفض الأمم المتحدة لعمليات قتل المدنيين من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة. ورأى فيها عمليات «غير مقبولة»، مشيراً إلى أن «الطريق الحقيقي لأمن ورفاهية إسرائيل والفلسطينيين ومصر هو طريق مختلف، والهدف العاجل والمشترك يجب أن يكون إنهاء العنف وفتح المعابر».
بدوره، رسم جينغ صورة قاتمة للأوضاع الإنسانية والمعيشية في القطاع، والآثار التدميرية التي تخيم على مختلف مناحي الحياة بفعل الحصار الخانق وأزمة الوقود. وقال إن «كل العمليات الإغاثية وتوزيع المواد التموينية للأونروا وبرنامج الغذاء العالمي المقدمة لأكثر من مليون فلسطيني في قطاع غزة ستتوقف الخميس مع نفاد الوقود». وأشار إلى أن «المطاحن سينفد وقودها وستتوقف عن العمل نهاية الأسبوع، والصيادون لا يجدون وقوداً لقواربهم والمزارعون لا يجدون وقوداً لري زراعتهم، إضافة إلى شلل الصناعات ونظام الحياة اليومي».
وأشار جينغ إلى أن «الأطباء والمرضى يضطرون إلى السير على أقدامهم للوصول إلى المستشفيات»، موضحاً أن «20 في المئة من سيارات الإسعاف توقفت تماماً وستتوقف 60 في المئة خلال نهاية الأسبوع». وقال إن «العيادة المركزية نفد وقودها المخصص لحفظ الأدوية، فيما الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات، التي تعالج 12 ألف مريض، وصل إلى أقل من 25 في المئة»، مضيفاً أن «النفايات تتجمع في شوارع غزة حيث توقفت 50 في المئة من بلديات القطاع عن جمعه، فيما يعتمد نظام التعليم اليوم على قدرة التلاميذ ومدرسيهم على الوصول إلى مدارسهم سيراً على الأقدام».
وقال جينغ إن «حجم الموت والخراب واليأس في قطاع غزة مدمر ومخجل»، مشيراً إلى أن «أكثر من 53 طفلاً قتلوا وأصيب 177 آخرون بجروح منذ كانون الثاني الماضي فقط». وناشد «المجتمع الدولي التدخل العاجل لاستعادة الكرامة والشرعية والإنسانية لسكان القطاع».