أجرت مجلة «newsweek» الأميركية حوارا مطولا مع قائد جهاز الأمن الوقائي السابق، والنائب في المجلس التشريعي، محمد دحلان، نشرته قبل يومين، وقال فيه إنه ينوي فعل كل ما يمكنه من أجل العودة إلى أراضي السلطة الفلسطينية، بل الترشّح للانتخابات إذا أُعلنت.الصحيفة تخلص مع دحلان إلى القول إنه سيكون رئيس فلسطين المقبل، إذ لا يخفي أنه يستخدم علاقاته في قطاع غزة والمال من أجل استعادة أهميته في غزة، التي خرج منها بعد سيطرة حركة «حماس» عليها عام 2007، لكنه يرى أن «أهل غزة ضحايا حماس وإسرائيل و(محمود) عباس»، جميعا.

أما كيف سيقدم نفسه بديلا عن أولئك الثلاثة، فيضيف كاتب التقرير دان إيفرون: «برغم أن الانتخابات بعيدة، فإن مناورات دحلان تثير الانتباه في ظل حالة غياب الرؤية المتعلقة بمن سيخلف الرئيس عباس»، مضيفا: «رئيس السلطة الذي تسلمها عام 2004، سيبلغ من العمر في الشهر المقبل 80 عاما، ومن المعروف عنه التدخين المفرط ولديه مشكلات صحية، وبرغم ذلك لم يسمِّ خليفة له». وبالنسبة إلى الأميركيين والأوروبيين، كما يرى إيفرون، فهذا الوضع يفتح مجالا لفراغ السلطة يمكن لـ«حماس» استغلاله. برغم ذلك، تصعب عودة دحلان في ظل رفع قضية فساد ضده في محكمة فلسطينية، جرى تأجيل إحدى جلساتها قبل أيام، كما أدين العام الماضي غيابيا بتهمة تشويه سمعة السلطة، لأنه اتهم قوات الأمن بأنها «تساعد المستوطنين»، تبين المجلة أن دحلان يجمع المال من دول الخليج ويوزعها على الغزيين، عبر جمعية خيرية تديرها زوجته. وكذلك يضغط على الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، كي يفتح الحدود بين غزة وسيناء لينسب ذلك السبق لنفسه. مع هذا يرى الكاتب أن دعم الفلسطينيين لدحلان أمر غير مؤكد، «لأن منتقدوه يصورونه بلطجيا سجن معارضيه... لكن من الخطأ استبعاد دحلان ومؤيديه من المعادلة السياسية». ولا يزال دحلان يتبادل الاتهامات مع عباس علانية في شؤون عدة، منها قضية وفاة الرئيس الفلسطيني السابق، ياسر عرفات، إذ كشف دحلان، في الحوار، أن عرفات «رفض تلقي العلاج في باريس في المراحل الأولى من مرضه لخوفه من استيلاء عباس على السلطة في غيابه».
(الأخبار)