strong>«تعمل كمحارب بالوكالة عن النظام الإيراني»
واشنطن ــ محمد سعيد
اتهمت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، أول من أمس، حركة «حماس» بالقتال نيابة عن إيران، التي قالت إنها عازمة على تدمير إسرائيل وزعزعة الاستقرار في المنطقة.
وقالت رايس، في خطاب أمام المؤتمر السنوي للجنة الأميركية اليهودية، «إن إيران لا تمثّل تهديداً في الأراضي الفلسطينية فحسب، بل أيضاً في لبنان والعراق وأفغانستان». وتعهدت بأن تواصل واشنطن مساعيها لعزل «حماس» «ما دامت تواصل رفضها لنبذ العنف، والاعتراف بحق إسرائيل في الوجود، وإقرار الاتفاقات التي وقعتها السلطة الفلسطينية».
وأضافت رايس أن «أكثر ما يبعث على القلق هو أن قيادات حماس يعملون بشكل متزايد كمحاربين بالوكالة عن النظام الإيراني»، الذي اتهمته «بزعزعة استقرار المنطقة والسعي إلى امتلاك قدرات نووية».
ودعت رايس المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم للسلطة الفلسطينية التي قالت إن «لديها الإرادة لمحاربة الإرهاب والرغبة في الحكم بشكل فعال، لكن تنقصها الإمكانات». ورددت تأكيدات الرئيس جورج بوش بأنه «لا يزال يأمل في التوصل إلى اتفاق سلام بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل قبل انتهاء ولايته». غير أنها تساءلت «كيف يمكن لحكومة أن تتفاوض مع منظمة لا ترى في أي اتفاق وقرار تسوية لدفع السلام، بل تكتيكاً لمواصلة الحرب»، مؤكدة أن «السياسة الوحيدة المسؤولة تقضي بعزل حماس والدفاع عن النفس ضد تهديداتها حتى تختار حماس دعم السلام».
وأشارت رايس إلى أن «واشنطن ستواصل العمل لتعزيز مراقبة استغلال إيران للنظام المالي الدولي في الإرهاب وانتشار أسلحة الدمار الشامل»، مشيرة إلى أن «واشنطن ربما تدرج كيانات إيرانية أخرى على قوائم الحظر من التعامل في النظام المالي العالمي، بعدما سبق أن فرضت عقوبات على فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني». وقالت إن واشنطن «سمت فيلق القدس وسمت الحرس الثوري، وأعتقد أننا سنواصل كشف الأسماء».
وقالت رايس «هناك حزام جديد من التطرف يمتد الآن من حماس في الأراضي الفلسطينية إلى حزب الله في لبنان إلى المتطرفين في العراق، وحتى في أفغانستان». وأضافت أن «هذا الحزام يلقى الدعم والتأييد من إيران، وإلى حد ما من سوريا». وأوضحت أن «طهران على وجه الخصوص تمنح هذا الصراع بعداً إقليمياً لم يكن له من قبل».
من جهة ثانية، بحثت رايس أمس مع وزير الخارجية الأردني صلاح الدين البشير الجهود الخاصة بتسوية الصراع العربي الإسرائيلي، والزيارة التي سيقوم بها بوش إلى المنطقة هذا الشهر. وقال بيان رسمي أردني في واشنطن إن المباحثات تناولت التطورات في العراق ولبنان، حيث أكد البشير دعم الأردن المتواصل لوحدة العراق واستقلاله، معبراً عن أهمية استعادة الأمن والاستقرار من خلال العملية السياسية «دون أي تدخل خارجي».
وكان البشير شارك في المؤتمر السنوي للجنة الأميركية اليهودية، حيث تحدث عن ضرورة بذل مزيد من الجهود للتوصل إلى اتفاق سلام على أساس حل الدولتين. وحذّر من أن الإخفاق في عملية السلام سيهدد أمن المنطقة واستقرارها برمتها.
إلى ذلك، كلفت رايس عدداً من رجال الأعمال الأميركيين بتمثيل الولايات المتحدة في مؤتمر فلسطين للاستثمار الذي سيعقد في بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة يوم 21 أيار المقبل.
وجاء هذا التكليف خلال اجتماع لرايس بمجموعة رجال الأعمال الذين يكوّنون ما يسمى بـ«الشراكة الأميركية الفلسطينية» برئاسة مدير معهد آسبن وولتر آيزاكسون، وهو يهودي أميركي، وعضوية كل من رجلي الأعمال اليهوديين ساندي ويل وليستر كراون، بالإضافة إلى وزير التجارة السابق روب موسباشر، والمحامي الشهير العربي الأصل جورج سالم وممثلين عن مؤسسة الاستثمار عبر البحار التي تقدم المشورة والتسهيلات لرجال الأعمال المستثمرين في الخارج.