مراسل «يديعوت» يغتال باراك ونتنياهو وديختر بمسدسين بلاستيكيّين!حيفا ـ فراس خطيب
أعدَّت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، تحقيقاً مطوّلاً، كشفت خلاله عن «سهولة» اختراق الحراسة على المسؤولين الإسرائيليين، بمن فيهم وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، ورئيس المعارضة بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن الداخلي آفي ديختر.
ومن أجل إنجاح التقرير، «تسلّح» مراسل الصحيفة، نير جونتاج، بمسدسين بلاستيكيين، وسار على مقربة من الشخصيات أثناء جولاتٍ ميدانية قاموا بها في مدن سديروت وعسقلان وتل أبيب، وهم محاطون بالحراس. والتقطت الصحيفة صوراً للمراسل وهو بمحاذاة المسؤولين، منتقدةً «السهولة المخيفة» في الوصول إلى القياديين، في وقت تعدّه «حرجاً»، وسط تهديداتٍ من حزب الله بالانتقام لعملية اغتيال القيادي عماد مغنية.
وكتب مراسل الصحيفة أنه «اقترب من باراك واحتكّ به. كان هذا سهلاً للغاية». وأوضح «كان كل شيءٍ جاهزاً، وإصبعي على الزناد»، مشيراً إلى أن المسدسين البلاستيكيين «كانا في جيب الجاكيت وموجّهين إلى الهدف الثالث من حيث الأهمية في إسرائيل»، مستنتجاً «لو كنت قاتلاً حقيقياً، لكانت الدولة كلها في حداد».
وعلى الرغم من التعتيم المفروض على أماكن زيارة المسؤولين الرفيعي المستوى، إلا أنَّ مراسل الصحيفة توقّع زيارة باراك إلى مدينة عسقلان، التي تعرضت على مدار يومين لقصف مكثف بصواريخ «غراد» من غزة. وقال جونتاج إنه «كان من السهل معرفة برنامج زيارة باراك إلى المدينة من المتجوّلين في الشارع أو موظفين في البلدية».
توجه المراسل إلى بلدية عسقلان يوم السبت الماضي، وقالت له إحدى الموظفات الجالسات عند المدخل إن نائب وزير الدفاع الإسرائيلي متان فيلنائي غادر المدينة وباراك في طريقه إليها. وأرشدته إلى الملجأ الذي سيصل إليه باراك. وبعد دقائق، وصل الكثير من الحراس إلى المكان، حيث تخبّطوا في أي مكان سيوقف وزير الدفاع سياراته. وقال المراسل إن المكان كان مليئاً بمحبّي الاستطلاع. وتابع: «تجوّلت بينهم (الحراس)، وفي جيبي مسدسان بلاستيكيان، ولم يطلب مني أحد أن أعرّف عن نفسي. في تلك الأثناء، استطعت التجوال في الملجأ ولم يعرفني أحد من الحاضرين». وتابع: «عندما وصل باراك ونزل من السيارة، نجحت بسهولة بالاحتكاك به، ولو كنت مسلّحاً بحزام ناسف، لحدثت كارثة».
قبل زيارة باراك، وفي اليوم نفسه، كان مراسل الصحيفة في مدينة سديروت، التي زارها الوزير السابق أفيغدور ليبرمان. وروى جونتاج كيف اقترب من رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» بينما كان الحراس مشغولين «بشيء آخر»، وضع يده على كتف ليبرمان وقال له إنه لم يعرّف عن نفسه أمام أحد، وها هو يقف بمحاذاته. وتابع: «تنهد ليبرمان، وقال: أنا أتكّل على المصير».
وتشير الصحيفة إلى أن نتنياهو وصل يوم الأحد الماضي صباحاً إلى عسقلان، حيث ذهب المراسل إلى المكان نفسه الذي استقبل فيه باراك. كان هناك حارسان شخصيان لنتنياهو، لكنهما لم يسألاه عن هويته. ولدى وصول سيارة نتنياهو، ركض المراسل نحوها، وعندما نزل نتنياهو كان جونتاج قريباً جداً منه.
ورصد جونتاج زيارة ديختر الثلاثاء إلى سوق الكرمل في تل أبيب، حيث انتظره هناك. لم يطلب أحد منه تعريفاً يذكر. وكما في المرات السابقة، استطاع الوصول إلى ديختر.