strong>حيفا ـ فراس خطيبعاد «موسم الحوار مع سوريا» أمس في إسرائيل. موسم يغيب ثم يظهر فجأة على المسرح السياسي في الدولة العبرية. رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، جدّد الحديث عن «الجديّة» في البحث عن مسار تفاوضي مع دمشق، رغم أن هذه «الجديّة تنعكس عملاً إسرائيلياً على زيادة التوترات الإقليمية المنعكسة سلباً على أي جهود تبذل لإحراز تسوية ما، حاضراً أو مستقبلاً».
وذكرت صحيفة «هآرتس»، أمس، أن أولمرت يرى أنه ينبغي «دراسة المفاوضات مع سوريا بشكل إيجابي، في حال تؤدي إلى النأي بسوريا عن مشاركتها بالإرهاب وإخراجها من محور الشر». وتابع أنَّ القيادة السورية «تعرف أنَّ هذا هو موقفه».
وجاءت أقوال أولمرت هذه أثناء رصده لآخر التطورات السياسية ـ الأمنية لأعضاء لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، المنعقدة يوم الاثنين الماضي. وبحثت اللجنة آخر التطورات على «الجبهة الجنوبية» والتصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة.
ونقلت صحيفة «هآرتس» عن أحد أعضاء اللجنة، ممن شاركوا بالجلسة بداية الأسبوع، قوله إنَّ تصريحات رئيس الحكومة «تجاوزت كونها مجرد مقولة». فيما قال مصدر سياسي رفيع المستوى إنَّ تصريحات أولمرت تندرج ضمن «خطوة إضافية للأمام».
وكان أولمرت قد صرَّح قبل أربعة أشهر، عشية انعقاد مؤتمر «أنابوليس»، أمام أعضاء اللجنة نفسها، بأنَّ «مشاركة سوريا في المؤتمر، قد تؤدي بشروط معينة، إلى تجديد المفاوضات، وهذا شيء قيِّم بالنسبة إلى إسرائيل»، مشيراً إلى أنَّه «لا يوجد شخص يتمتع بالمسؤولية في إسرائيل إلا وفكرَّ بأنَّ المفاوضات مع سوريا فيها الكثير من الإيجابيات لإسرائيل».
وكان الطيران الإسرائيلي قد شنّ في أيلول الماضي غارة على سوريا، علماً بأنَّ قبل ثلاثة أشهر من الهجوم، دعا أولمرت أيضاً إلى مباشرة التفاوض مع سوريا، وقال إن إسرائيل «معنية بسلام» معها.
ونقلت «هآرتس» أيضاً عن مصادر أمنية قولها إن وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، يعتقد أن على إسرائيل «بذل جهوداً لدفع قناة التفاوض السورية، وليس بالضرورة على حساب القناة الفلسطينية»، علماً بأن باراك كان قد قد صرّح قبل أشهر في «منتدى سافان»، بأنه لا يستبعد اندلاع مواجهة بين إسرائيل وسوريا، وفي حال كهذه «سنجبر على النظر في عيون الجنود ونقول لهم إننا بذلنا كل الجهود للتوصل إلى تسوية»
وفي نهاية الأسبوع الماضي، نشرت صحيفة «هآرتس»، أن رئيس حزب «ميرتس»، يوسي بيلين، نقل عن وزير الخارجية الروسي السابق يفغيني بريماكوف قوله إن الرئيس السوري بشار الأسد، مستعد للقاء أولمرت في موسكو، والبحث معه في اتفاق سلام بين الدولتين. واشترط الأسد لعقد اللقاء، بحسب بيلين، موافقة إسرائيل على «وديعة رابين عام 1994» القاضية بانسحاب إسرائيلي من حدود 67 وهضبة الجولان.