يديعوت أحرونوت ـ إيتان هابر كل طرف في الخلاف السياسي الداخلي في إسرائيل سيستيقظ اليوم لصباح أليم، بينما الموتى مستلقون أمامنا، ليدعي: نحن محقون، قلنا لكم.
هؤلاء سيدّعون أن قبضة حديدية من قوات الأمن ستمنع عمليات دموية من النوع الذي شهدناه أمس، والآخرون سيدّعون أنه لا نهاية ولا حل للإرهاب إلا بمفاوضات سياسية. لن يكون هناك أي تجديد في أقوال السياسيين، مثلما يمكن القول هذا الصباح، بشفتين متآكلتين إنه لا يوجد أي تجديد في العملية الإرهابية ليوم أمس. منذ أكثر من مئة سنة، ونحن نكافح في سبيل حقنا في العيش على قطعة الأرض هذه. الصراع الدموي بيننا وبين الفلسطينيين يرتدي شكلاً ويخلع آخر، ولكنه الصراع ذاته الذي يقسمه التاريخ إلى فصول زمنية وأسماء: الاستقلال، الاستنزاف، المعركة على الماء، يوم الغفران، عمليات الانتحاريين.
من شبه اليقين أن المخرِّب أو مبعوثيه اختاروا مدرسة «مركاز هراف» هدفاً كي يثبتوا للملأ أن بوسع رجال الإرهاب التسلل إلى لب لباب معقل المستوطنين وغوش إيمونيم، ممن يُعَدّون في نظر الإرهابيين رأس الحربة ضدهم. وكما يبدو، فقد أجرى مخرِّب كهذا جولات وأعمال مراقبة للمدرسة ومحيطها، نمط حياة تلاميذها ومعلميها، وفقط بعد استعدادات خرج لزرع الموت.
الحياة المشتركة، الواحد داخل ساحة الآخر، الإسرائيليون والفلسطينيون في جملة واحدة، تسمح وستسمح أيضاً في المستقبل لرجال الإرهاب بالوصول إلى كل مكان في البلاد تقريباً، ولن تجدي تساؤلات على نمط «كيف نجح؟». لقد نجح لأنه من سكان جبل المكبر داخل القدس. نجح لأنه كان يحمل بطاقة هوية زرقاء، بطاقتنا. نجح لأنه لا يمكن أن نوقف جندياً أو شرطياً في كل متر في هذه الدولة.
من سيقفز هذا الصباح ليسأل بغضب شديد: «كيف لم نعرف؟»، ليتّهم الشاباك أو أجهزة الاستخبارات الأخرى، سنروي له بسر مكتوم أن مطاردة المجهولين خلف عماد مغنية استمرت نحو عشرين سنة، وليس الإسرائيليون وحدهم كانوا معنيين بموته. يحيى عياش، «المهندس» قتلوه بعد خمس سنوات من المطاردة، عندما كنا في غزة وسيطرنا عليها، حيث كانت تحت قبضتنا. وهاكم السر: مخابراتنا استثنائية، لكن مقاتليها ليسوا سحرة.
واخيراً: يجب أن نكون يقظين الآن أيضاً. ينبغي الحذر من محاولة أحد ما أن يأخذ القانون بيديه. الألم واضح، ولكنّ أحداً ما كهذا من شأنه أن يفتح حمام دماء، ليس مؤكداً على الإطلاق أن الغلبة فيه ستكون لنا.
وأخيراً، لا مفر. يجب المواصلة.