strong>تمديد إغلاق الضفة الغربيّة وحملة سياسيّة للتنكيل بالمقدسيّين
رام الله ـ أحمد شاكر
غزة ـ الأخبار
مددت إسرائيل أمس الطوق الأمني الشامل المفروض على الضفة الغربية بعد الهجوم على المدرسة التلمودية في القدس الغربية، وسط دعوات إسرائيلية إلى معاقبة أهالي منفذي العمليات الفدائية، ومخاوف من انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية ومناطق فلسطينيي 48.
وستبقى قوات الشرطة الإسرائيلية في حال تأهب قصوى في مختلف أنحاء الدولة العبرية، وخصوصاً في القدس المحتلة، حيث سينتشر رجال الشرطة في أنحاء المدينة، ولا سيما حول المؤسسات التعليمية.
وقال الكومندان يورام أوهايون لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن «الشرطة أبقت على حالة الاستنفار، وخصوصاً في القدس، ونشرت الآلاف من رجالها». وأضاف: «لا نملك معلومات حالياً عن استعدادات لاعتداءات محددة، لكن يجب علينا أن نأخذ في الاعتبار خطر أن يعزز هذا الاعتداء (في القدس الغربية) دوافع ارتكاب عمليات إرهابية أخرى».
وأوضح أن الشرطة «تعطي الأولوية لحماية المؤسسات التعليمية».
وأكد قائد شرطة القدس أهارون فرانكو، من جهته، أن استنفار قوات الشرطة هدفه أيضاً «إعادة الشعور بالأمن إلى الناس». وقال المتحدث باسم الشرطة، ميكي روزنفلد، إن «الشرطة وضعت بعد الاعتداء في درجة التأهب الثالثة (سي)، وهي العليا، وتسبق درجة التأهب القصوى (دي)».
وتحدث روزنفلد عن التحقيق في العملية الفدائية الخميس الماضي، وقال إن «العناصر الأولى للتحقيق تفيد بأنه تحرّك بمفرده وأعدّ الاعتداء بمفرده، لكنه ربما كان على اتصال مع منظمة إرهابية قد تكون سلمته الرشاش الذي استخدمه». وأعلن أن الشرطة أوقفت «ثمانية أشخاص قريبين من مطلق النار للاشتباه بمشاركتهم» في الهجوم، وأزالت علماً أخضر لحركة «حماس» وأصفر لـ«حزب الله» رُفعا على منزل المهاجم في القدس الشرقية، حيث تتلقى أسرته التعازي.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت قد ربط بين الهجمات الصاروخية الفلسطينية على النقب الغربي وعملية القدس الخميس الماضي. وقال إن «جميع هذه الاعتداءات تهدف إلى تنغيص العيش على الإسرائيليين». وأضاف أن «إسرائيل ستتمكن من ردع التنظيمات (الإرهابية) الفلسطينية مثلما نجحت في ردع حزب الله اللبناني». ورأى أولمرت أن منفذ هذا الهجوم «كان يدرك عملياً أنه بمهاجمة مركز هاراف فإنه يهاجم عملياً رمزاً للصهيونية الدينية».
من جهته، اقترح نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي إيلي يشائي إبعاد عائلات منفذي الهجمات الفلسطينيين. وقال زعيم حزب «شاس» الديني المتشدد: «يجب أن يعرف كل شخص يحمل تصريح إقامة في القدس أن عائلته يمكن أن تفقد حقها في الإقامة (في القدس الشرقية)، ومنزلها يمكن أن يدمر». وقال النائب إسرائيل حسون، من حزب «كاديما» الذي يتزعمه أولمرت، إنه سيطرح مسوَّدة قانون ينزل عقوبات شديدة بأي شخص يشارك في إلقاء الحجارة «لأسباب قومية»، وذلك بعد تعرّض سيارات إسرائيلية لإلقاء حجارة في القدس وبعض المناطق العربية في الدولة العبرية. وأضاف أن «الانتفاضة الفلسطينية الثالثة بدأت فعلاً. لا نريد أن نرى الإسرائيليين مضطرين للتنقل في عربات مصفحة أثناء توجههم إلى إجازاتهم».
أما نائب رئيس الوزراء حاييم رامون فدعا إلى إخراج الأحياء العربية التي تقع في أطراف مدينة القدس، كجبل المكبر، إلى خارج جدار الفصل العنصري. ورأى أن العملية الأخيرة هي إثبات على أن هذه الأحياء لا يجب أن تكون جزءاً من «مدينة أورشليم»، لأن ذلك يمس بإسرائيل من ناحية أمنية وسياسية واقتصادية.
ودعا وزير الأمن الداخلي آفي ديختر إلى طرد من وصفهم بـ«المخربين ومن يساعدهم»، مشيراً إلى أن 20 في المئة من منفذي العمليات في السنوات الأخيرة كانوا من القدس.
إلى ذلك، قالت مصادر أمنية إسرائيلية لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، إن العملية في القدس المحتلة الخميس الماضي، تأتي في إطار مخطط يستهدف إشعال انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية، بموازاة التصعيد في قطاع غزة.
ونقل المراسل العسكري للصحيفة، أليكس فيشمان، عن محافل أمنية إسرائيلية قولها إن عملية القدس «لم تكن عملية عفوية، بل تأتي في إطار خطة جرى الإعداد والتخطيط لها قبل جولة العنف الأخيرة في القطاع». وأضافت أن «العملية كانت جاهزة وناضجة وتنتظر أوامر التنفيذ، ووقف خلف القاتل شبكة اختارت الزمان والمكان بعناية، ولا يستبعدون في المؤسسة الأمنية إمكان أن يكون حزب الله في لبنان هو من استخدم الخلية» المنفذة.
وأضاف فيشمان أن «التوقيت الذي تم اختياره، إضافة إلى المكان أيضاً، كان يفترض به أن يشعل ناراً كبيرة في الضفة، وأن يؤدي إلى انتفاضة ثالثة. وأشار إلى ان «اختيار مساء يوم الخميس، لا يتعلق فقط بكون المدرسة الدينية مليئة بالتلاميذ، بل لأن المسلمين سيقيمون صلاة الجمعة في الحرم في اليوم التالي، وتوقع المخططون أن يعمد اليهود بعد العملية إلى نشاطات ثأرية، بما يشمل الحرم، الأمر الذي سيسبب بشكل مؤكد اشتعال المناطق».
وتابع فيشمان أن «الخلية النائمة التي جرى إيقاظها في الأسبوع الماضي ونفذت العملية، لا تشير فقط إلى خلل استخباري (إسرائيلي)، بل هي طائر سنونو يدل على وجود خلايا نائمة وسرية جداً ولديها عمليات جاهزة، وهي تنتظر التعليمات».
وانطلق مراسل الصحيفة من مفهوم «الخلايا النائمة» ليستدل بشكل غير مباشر على ضلوع حزب الله في التخطيط لعملية القدس، فيشير إلى أن «استيقاظ خلايا نائمة للقيام بعملية مستقبلية هو نهج معروف يتّبعه حزب الله واكتُشفته الاستخبارات الإسرائيلية لدى تجنيد الحزب لأشخاص من عرب إسرائيل في الجليل».


الأردن يمنع عزاء آل أبو دهيم
ذكر موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، أنَّ محمد قاسم أبو دهيم، عمَّ منفّذ عملية القدس الغربية علاء هاشم أبو دهيم، قال لقناة «الجزيرة»، إنَّ «عائلة أبو دهيم حاولت إقامة خيمة عزاء في بيتهم الواقع غربي العاصمة الأردنية عمّان، إلا أنَّها فوجئت بأنَّ قوات الأمن الأردنية وصلت إلى المكان، وأبلغتها بأنّها ممنوعة من القيام بهذا العمل».
وقال أبو دهيم «لقد وصلت قوات الأمن الأردنية، وطلبت منا تفكيك خيمة التعازي التي أقمناها». وتابع «قال لنا ضبّاط الشرطة إن محافظ العاصمة، قرّر منع إقامة الخيمة»، فيما أوضح أنَّ محاولات أخرى من قبل أقرباء العائلة لإقامة خيمة عزاء قد فشلت. وأضاف أنَّ قوات الأمن الأردنية، تمنع المعزين من الوصول إلى بيت العائلة، «ويصادرون منهم الهويات التابعة لهم».
وذكرت «يديعوت أحرونوت» أنَّ عضو الكنيست جلعاد أردان (ليكود)، بعث رسالة إلى وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، والمفتش الأعلى للشرطة دافيد كوهين، مطالباً بهدم خيمة العزاء التي أقامتها عائلة الشهيد في جبل المكبر في القدس الشرقية المحتلة. وقال فيها «لقد منعوا من إقامة خيمة عزاء في الأردن، وليس معقولاً أن تسمح حكومة إسرائيل بإقامة خيمة عزاء احتراماً لقاتل، عليها أعلام حماس وحزب الله».