لم تحسم التحقيقات الإسرائيلية في عملية القدس الغربية الخميس الماضي هويّة الجهة المنفذة، وإن كانت الروايات لا تزال تروِّج لاحتمال ارتباط المنفذ بجهات خارجية.وتبين من تسريبات التحقيقات أنه لم يتم التوصّل إلى أي دليل مادي يربط منفذ العملية بجهة في الداخل، ولا حتى بجهات خارجية، رغم التركيز على البحث عن أن تكون هناك جهة ما قد ساعدته.
ولا تستبعد أوساط إعلامية إسرائيلية أن تكون التحقيقات تجري بمشاركة أردنية، إذ بحسب التسريبات فإن لعائلة المنفِّذ علاقات تجارية ما مع الأردن، بل إن أخته متزوجة ومقيمة هناك وثبت أنه قام بزيارتها.
في إطار الفرضيات المطروحة، تتجه التحقيقات إلى اعتبار المنفذ جزءاً من خلية نائمة، من ضمن سلسلة خلايا أخرى جاهزة للتنفيذ. وفي السياق، قال المراسل العسكري للقناة الثانية: «لا أعتقد أن من نفذ العملية، لديه مصلحة في الوقت الحالي بالكشف عن هويته، ذلك أن «حماس» من جهتها، رغم أنها فرحة بما حصل، لكنها تحاول منذ فترة الوصول إلى تهدئة لإعادة ترتيب صفوفها والتزود بالسلاح وما إلى ذلك، وأيضاً لجهة حزب الله فهو لا يريد أيضاً أن تكون لديه بصمات في عملية داخل إسرائيل».
وتحدث المراسل عن إمكان أن يكون لحزب الله دور في العملية، إذ إن «التقدير يشير إلى أن لدى حزب الله خلايا نائمة» في الأراضي الفلسطينية، مضيفاً أنه «تجري عملية فحص إذا ما كان حزب الله أو حماس من دمشق، الجهة المسؤولة عما حدث».
من جهته، نقل مراسل القناة العاشرة للشؤون العسكرية، شاي حزكاني، عن مصادر أمنية إسرائيلية «شكها بأن حزب الله يقف وراء العملية»، مؤكدة أن الاتجاهات العامة في التحقيق حول المسؤول عن العملية، «لا تزال غير واضحة».
أما المراسل العسكري لصحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، فشدد على أن «هناك صعوبة في الوصول إلى الجهة المرسلة، وخصوصاً أن عدم الإسراع في تبني العملية، قد يكون هادفاً إلى التصعيب على إسرائيل في تحقيقاتها، هذا إن لم يكن المخرب قد عمل بمبادرة شخصية منه».
وقال الرئيس السابق لجهاز «الموساد» عضو الكنيست عن حزب «العمل»، داني ياتوم، إن «الهجوم على مدرسة هاراف قد يكون الهجوم الانتقامي لحزب الله». وقال: «أنا لن أُفاجَأ إذا اتضح أن مَن يقف وراء هذا الهجوم هو حزب الله، إذ لديه علاقات متزايدة مع خلايا في الضفة، وبشكل خاص مع خلايا حركة فتح».