strong>اتصالات مصرية ـ إسرائيلية ووفد من «حماس» و«الجهاد» إلى القاهرة اليومالقاهرة ـ خالد محمود رمضان
تسارعت أمس الاتصالات المصرية الإسرائيلية للتوصّل إلى تهدئة في قطاع غزة، الذي عاش خلال اليومين الماضيين فترة من الهدوء الأمني، دفعت مراقبين عسكريين إسرائيليين إلى القول إن التهدئة باتت واقعاً فعلياً على الأرض.
وقالت مصادر مصرية لـ«الأخبار» إن رئيس الهيئة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية، الجنرال عاموس جلعاد، أجرى في القاهرة أمس محادثات مع مساعدي رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان لاستكمال المفاوضات بين القاهرة وتل أبيب بشأن كيفية تأمين الحدود الفلسطينية المصرية المشتركة وإدارة المعابر الحدودية.
ووضع المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، السفير سليمان عواد، زيارة المبعوث الإسرائيلي في إطار الاتصالات التي تجريها مصر من أجل التهدئة. وأوضح أن المبعوث الإسرائيلي جاء إلى القاهرة ليستمع إلى تقويم مصر للموقف ورؤيتها لسبل التهدئة ونتائج الاتصالات مع حركة «حماس».
ورداً على سؤال للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي عن هذه الزيارة، لم يستبعد جلعاد ضمنياً اتفاق تهدئة تتفاوض بشأنه مصر. ووضع شرطين لوقف الغارات الإسرائيلية على القطاع، هما «الوقف التام لإطلاق الصواريخ، ووقف تهريب الأسلحة من مصر إلى قطاع غزة».
وتزامنت زيارة جلعاد للقاهرة مع ترتيبات لعقد جولة جديدة من المحادثات بين السلطات المصرية ووفدين من حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» اليوم. وقالت مصادر مطلعة إن المحادثات تستهدف إقناع الحركتين بالتوصل إلى اتفاق هدنة لوقف إطلاق النار والعمليات العسكرية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وفي السياق، نقل موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت»، نقلاً عن مصادر فلسطينية، أن فصائل المقاومة في قطاع غزة وإسرائيل توصلت إلى تفاهمات من شأنها أن تؤدي إلى تهدئة، وأن تلك التفاهمات دخلت حيز التنفيذ في نهاية الأسبوع المنصرم، حيث لم يطلق إلا صاروخ واحد، فيما لم تنفِّذ الطائرات الإسرائيلية أي طلعة جوية في قطاع غزة.
وتضيف المصادر أن إسرائيل تعهدت الامتناع عن شنّ أي عملية برية أو غارات جوية مقابل وقف إطلاق الصواريخ. وأشارت إلى أن المحادثات ستتواصل من أجل التوصل إلى تهدئة شاملة تشمل فتح المعابر ورفع الحصار وصفقة تبادل أسرى.
وكانت وكالة «رويترز» قد ذكرت أمس أن مصر حصلت على ضوء أخضر من الولايات المتحدة للتوصل إلى تهدئة بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية.
ورحب عضو الكنيست من حزب «العمل»، داني ياتوم، بالتقارير التي تتحدث عن بلورة التهدئة، مشيراً إلى أنه ينبغي «التأكد في إطارها من وقف كل الإرهاب في غزة، بما في ذلك الذي تمارسه المنظمات الأخرى غير حماس». وأضاف: «يجب تسريع المفاوضات من أجل تحرير جلعاد شاليط وإيجاد السبل التي تضمن عدم تهريب السلاح من مصر إلى غزة. وكذلك يجب الاتفاق على نشر قوات متعددة الجنسيات على امتداد محور فيلادلفي لمنع التهريب».
في المقابل، هاجم عضو الكنيست عن حزب «الليكود»، يولي أدلشتاين التهدئة، مشيراً إلى أن «وقف النشاط الهجومي للجيش في غزة، والتفاهم مع حماس هما جزء من مشهد متكرر تتراجع فيه إسرائيل، قبل لحظة من تحقيق الحسم على الإرهاب فتسمح له بالانتعاش والإعداد لشن هجمات».
في هذا الوقت، أعلنت مصادر طبية وفاة جندي إسرائيلي متأثراً بجروح خطرة أصيب بها الخميس في هجوم فلسطيني بالمتفجرات على تخوم قطاع غزة، أدّى حينها إلى مقتل جندي وجرح عسكريين آخرين.