كشفت سلطات الاحتلال، أمس، عن مخطّط استيطاني جديد في القدس المحتلة، يقطع الطريق على مساعي استئناف مفاوضات السلام، وهو ما أثار موجة تنديد غربية.وأعلنت بلدية القدس الإسرائيلية، أمس، أنها صادقت على مشروع لبناء حي استطاني جديد في القدس الشرقية المحتلة. وقال المتحدث باسم البلدية، يوسي غوتسمان، إن المشروع «يتضمن بناء 400 مسكن على تلة قريبة من حي النبي يعقوب» في القسم الشمالي من القدس الشرقية. وأوضح أنه بعد الحصول على موافقة البلدية يتحتم الحصول على موافقة المجلس المحلي للتخطيط المديني قبل الشروع في تنفيذ المشروع.
وقال مدير «حركة السلام الآن»، ياريف اوبنهايمر، للصحافيين «إنه قرار جديد يمثّل فضيحة وهو يهدف إلى ربط مستوطنة آدم بالقدس وسيُلحق المزيد من الضرر بالمفاوضات مع الفلسطينيين». وأوضح أن الحي الاستيطاني الجديد سيمتدّ على مساحة تقضم من الضفة الغربية.
وشنت حركة «حماس» هجوماً عنيفاً على الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، لإعلانه قبول استئناف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي. واتهمته بأنه خضع «لإملاءات كوندوليزا رايس التي أمرته بالعودة إلى طاولة المفاوضات فلبى أوامرها مسرعاً من دون تردد». وأضافت «كانت الجائزة التي كافأه بها إيهود أولمرت الإعلان عن قرار إسرائيلي جديد ببناء 750 وحدة استيطانية جديدة شمالي القدس».
وشدّد الملك الأردني الملك عبد الله الثاني، خلال استقباله الرئيس الفلسطيني، على رفض بلاده «التوسع في النشاطات الاستيطانية» الإسرائيلية، التي رأى أنها «تعوق مساعي تحقيق السلام». وقال بيان صادر عن الديوان الملكي إن «الأردن يدعم الجهود التي تبذلها الأطراف الإقليمية والدولية لمساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين على استئناف العملية التفاوضية وإيجاد حلول لكل قضايا الوضع النهائي وفق جدول زمني واضح ومحدّد».
وانتقدت القاهرة، أمس، الخطط الإسرائيلية لتوسيع الاستيطان بالقرب من القدس، مشيرةً إلى أنها «تنسف فرص السلام» بين إسرائيل والفلسطينيين. وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان لها، إن «خطط إسرائيل لبناء 750 وحدة سكنية في مستوطنة جفعات زئيف اليهودية في الضفة الغربية شمال غرب القدس تتناقض بشكل صارخ مع الحوار السياسي الدائر بين الإسرائيليين والفلسطينيين لمحاولة التوصل إلى اتفاق».
وطالب البيان اللجنة الرباعية الدولية حول الشرق الأوسط (الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا) «بتحمل مسؤولياتها والضغط على إسرائيل لتجميد تنفيذ تلك المخططات التى لن ينتج منها سوى تآكل خيار تحقيق السلام القائم على دولتين تعيشان جنباً إلى جنب».
وفي برلين، أكدت الحكومة الألمانية أن استئناف إسرائيل عملية بناء مساكن في مستوطنة في الضفة الغربية وفي القدس الشرقية «غير مقبول» ويمثّل «خطراً محتملاً» على عملية السلام. وأعربت فرنسا عن إدانتها «لمواصلة الاستيطان» الإسرائيلي، مشيرة إلى أن هذا الإجراء «ينال من قدرة الدولة الفلسطينية المقبلة على البقاء».