«هآرتس»: الاتّفاق على عودة حرس الرئاسة لتشغيل معابر القطاع برقابة «حمساويّة»محمد بدير
نفى وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، أمس، وجود اتفاق تهدئة مع حركة «حماس»، معلناً استمرار العدوان على قطاع غزة حتى وقف تساقط الصواريخ الفلسطينية على إسرائيل، فيما واصلت وسائل الإعلام العبرية نشر تفاصيل تتعلّق باتفاق التهدئة.
وقال باراك، خلال جولة تفقدية للقوات الإسرائيلية المنتشرة على حدود القطاع: «لسنا هنا في وضع اتفاق، بل داخل عملية عسكرية متواصلة غايتها وقف إطلاق صواريخ القسام وإعادة الأمن لسكان المنطقة» في جنوب إسرائيل. وأضاف: «لكن هذا لن يكون بين ليلة وضحاها». وتابع: «يجب القيام بهذا الأمر بتعقّل وبطريقة صحيحة وبالتركيز على النتائج، لا على الشعور الآني بالرضا على حساب النتيجة المتوخاةوأعلن باراك، الذي رافقه في جولته رئيس أركان الجيش غابي أشكنازي وقائد الجبهة الجنوبية اللواء يوآف غالانت، أن «عمليات أخرى تنتظرنا في المستقبل القريب»، مشيراً إلى أن «استمرار حملتنا على غزة قد يؤدّي إلى تصعيد على جبهات أخرى».
وتأتي تصريحات باراك غداة تأكيد مصدر عسكري إسرائيلي رفيع المستوى التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة مصرية مع «حماس».
من جهة أخرى، حمّل باراك السلطة الفلسطينية، برئاسة محمود عباس، مسؤولية التعثر في مفاوضات التسوية، مشككاً بإمكان التوصل إلى اتفاق سياسي معها. وقال: «لا أعرف إذا ما كان سيجري التوصل إلى اتفاق سلام مع السلطة، لكن إذا لم نتوصل إليه فذلك ليس لأن دولة إسرائيل ليست مستعدة للمضي نحو اتفاق مع الفلسطينيين، بل لأنه لا استعداد في الجانب الفلسطيني لاتخاذ قرارات لمصلحة شعبهم». واتهم الجانب الفلسطيني بـ«فقدان الرغبة لمحاربة الإرهاب، وكذلك القدرة على إنشاء جهاز فرض النظام والقانون».
ورداً على سؤال عن اغتيال القيادي في حزب الله، الشهيد عماد مغنية، لم ينف باراك تورط إسرائيل، وقال: «أمام إسرائيل كثير من الجبهات والتهديدات، إلا أننا الدولة الأقوى في دائرة شعاع 1500 كيلومتر بعداًَ عن القدس، ونستعد لتهديدات أخرى على كل الجبهات».
وبرغم نفي باراك للتهدئة في غزة، نقلت صحيفة «هآرتس» عن مصادر فلسطينية تأكيدها العمل على بلورة اتفاق بوساطة مصرية بين إسرائيل و«حماس»، مشيرة إلى تضمن الاتفاق عودة حرس الرئاسة الفلسطينية لتشغيل المعابر الحدودية لقطاع غزة على أن تكون هناك نقاط فحص متقدمة للأجهزة الأمنية التابعة لحكومة «حماس».
وقالت المصادر إن إسرائيل و«حماس» وافقتا على الاقتراح المصري بنشر قوات الحرس الرئاسي في المعابر التجارية «كارني» (المنطار)، و«سوفا» (صوفا) و«كيرم شالوم» (كرم أبو سالم) بالإضافة إلى معبر «إيرز» (بيت حانون) بين إسرائيل والقطاع، بالإضافة إلى معبر رفح بين سيناء وغزة. وأضافت أن على «حماس» بموجب الاقتراح أن تتمركز في المواقع القريبة من معابر الحدود، وبذلك سيسيطرون فعلياً على حركة المدنيين الفلسطينيين إلى المعابر ومنها.
وأشارت المصادر إلى أن «حماس» وافقت أيضاً على وجود مراقبين أوروبيين في معبر رفح وفقاً لاتفاقية المعابر من عام 2005 شرط ألا تكون إقامتهم في إسرائيل.
وكشفت المصادر الفلسطينية لـ«هآرتس» عن أن مسؤولين من حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» سيجتمعون في غضون أيام مع المسؤولين المصريين لاستمرار المباحثات واستبيان الموقف الإسرائيلي عبر المصريين. وأوضحت أنه تم التوصل إلى تهدئة تستمر لأسبوع في اللقاء الذي عقد يوم الخميس الماضي بين وفدي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» والمسؤولين المصريين في العريش.
وفي السياق، قالت صحيفة «معاريف» إن الهدنة النسبية في الجنوب هي نتيجة وساط أميركية ـــــ مصرية، وإن إسرائيل أعطت موافقتها على اتفاق غير مكتوب توقف بموجبه حركة «حماس» إطلاق الصواريخ خلال 30 يوماً، في مقابل وقف الجيش الإسرائيلي كل عملياته الهجومية في قطاع غزة.
وبحسب الصحيفة، فإن الخطوة التالية لوقف النار ستكون مفاوضات في نقاط أخرى كتهريب السلاح والمعابر، ناقلة عن مصدر أمني رفيع المستوى قوله إن «الموقف الإسرائيلي في هذه المفاوضات لن يوافق على أن تشمل الهدنة الضفة الغربية ولا على سيطرة حماس على المعابر».
وذكرت الصحيفة أن لقاءً سياسياً رفيع المستوى يتوقع أن يعقد اليوم «للمرة الأولى منذ جولة القتال الأخيرة في غزة بين رئيس القسم السياسي في وزارة الدفاع، عاموس جلعاد ورئيس حكومة السلطة الفلسطينية، سلام فياض، بمشاركة المراقب الأميركي لتطبيق خريطة الطريق، الجنرال ويليام فريزر». وبحسب الصحيفة «قد يمهد اللقاء الطريق أمام لقاء رئيس الحكومة أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس».
إلى ذلك، أعرب مصدر عسكري إسرائيلي عن ارتياح تل أبيب للجهود التي تبذلها مصر لكبح تهريب السلاح إلى قطاع غزة عبر منطقة رفح. ونقلت صحيفة «جيروزالم بوست» عن الضابط الإسرائيلي قوله إن «مصر بدأت تزيد جهودها بشكل ملحوظ لوقف تهريب السلاح في أعقاب إطلاق صواريخ من نوع غراد على عسقلان قبل أسبوعين». وأوضح أن إسرائيل أرسلت بعد هذه الحادثة رسالة شديدة اللهجة إلى القاهرة تؤكّد فيها الحاجة إلى عمل حاسم على الحدود، مشيراً إلى أن هذا الموضوع أخذ حيزاً محورياً في المباحثات التي أجراها جلعاد مع المسؤولين المصريين الأسبوع الماضي.
وبحسب الصحيفة، من المقرر أن يزور مدير المخابرات المصرية، عمر سليمان، إسرائيل في غضون شهر لإجراء محادثات مع باراك وجلعاد. وستتركز المحادثات على وقف إطلاق النار الحالي في غزة وعلى مسألة تهريب الأسلحة.