السلطة ترحّب بالمؤتمر الأمني في برلين وتطالب بـ«إجبار» تل أبيب على وقف الاستيطانالتي وصلت أمس إلى مطار بن غوريون، حيث كان في استقبالها رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ووزير الدفاع إيهود باراك وأعضاء في الحكومة، فضلاً عن كبار الحاخامات.
وشكرت ميركل مضيفيها على هذا «الاستقبال الحار»، مجددة التأكيد على التزام بلادها أمن إسرائيل، ومشيرة إلى «المسؤولية الخاصة لبلادها» تجاه الدولة العبرية، في إشارة إلى المحرقة النازية بحق اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.
وقالت ميركل «ندرك التهديدات التي تحدق بإسرائيل منذ ستين عاماً، ونريد المساهمة في التوصل أخيراً إلى سلام على أساس دولتين، دولة في إسرائيل لليهود ودولة للفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية».
من جهته، رحب أولمرت بميركل «الحليفة الاستراتيجية»، مشدداً على دورها في «مكافحة الإرهاب والتسلح (النووي) الإيراني». كما رحب بـ«العلاقات الوثيقة للغاية» بين الدولتين على الصعيد الاقتصادي، العلمي والثقافي، مذكّراً بأن ألمانيا أصبحت «الشريك التجاري الثاني» لإسرائيل في العالم.
وخلال هذه الزيارة ستكون ميركل أوّل مستشار ألماني يلقي كلمة أمام الكنيست الإسرائيلي غداً الثلاثاء. كما تزور اليوم النصب التذكاري لضحايا المحرقة.
وكانت ميركل قد عبّرت، أول من أمس، عن تضامنها مع إسرائيل في مواجهة التهديدات التي تستهدف الدولة اليهودية. وقالت، في رسالتها الصوتية الأسبوعية، إن «التهديدات التي تتعرض لها دولة إسرائيل تهديد لنا أيضاً». وأشارت إلى أنها ستشدد أثناء الزيارة على أن «البرنامج النووي الإيراني لا يمكن أن يستمر، ويتعين على إيران في النهاية أن تكفّ عن التلاعب بالقواعد الدولية». وقالت «نريد بهذه (الزيارة) تحمل المسؤولية عن الماضي. نريد أن نوضح أن حق إسرائيل في الوجود جزء دائم في سياسة ألمانيا الخارجية».
وتفتتح زيارة ميركل أسبوعاً دبلوماسياً حافلاً ستشهده تل أبيب، التي سيزورها هذا الأسبوع نائب الرئيس الأميركي، ديك تشيني، ومرشح الحزب الجمهوري الأميركي للانتخابات الرئاسية، جون ماكاين، ووزيرا الخارجية الروسي والبريطاني، سيرغي لافروف ودافيد ميليباند.
وكانت وزارة الخارجية الألمانية قد أعلنت الجمعة أن ميركل ومبعوث اللجنة الرباعية إلى الشرق الأوسط طوني بلير سينظمان مؤتمراً في برلين عن الأمن في الشرق الأوسط في حزيران المقبل لبحث تعزيز قوة الأمن الفلسطينية وجهاز العدل الفلسطيني.
وذكرت وسائل الإعلام الألمانية أنه ستتم دعوة كل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والعديد من الدول العربية ورباعي الوساطة في الشرق الأوسط، وهم: روسيا، الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، الأمم المتحدة، ومسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون لحضور المؤتمر.
ونقل موقع «يديعوت أحرونوت» عن مصادر سياسية إسرائيلية استغرابها للتقارير الإعلامية التي تتحدث عن عقد مؤتمر استكمالي لمؤتمر أنابوليس في برلين من أجل دفع العملية السياسية قدماً. وقال مصدر سياسي رفيع المستوى إنه بحسب علم إسرائيل فإن المؤتمر المذكور سيناقش مشروع تعزيز الشرطة في السلطة الفلسطينية. وأضاف «الأمر لا يتعلق بمؤتمر سلام، بل بمؤتمر تقني في جوهره».
ورحب رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض أحمد قريع بعقد مؤتمر برلين. وقال، خلال استقباله وفداً برلمانياً ألمانياً، إن ميركل اتصلت بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وأبلغته بالدعوة إلى هذا المؤتمر.
وطالب قريع اللجنة الرباعية الدولية والإدارة الأميركية بـ«إجبار» إسرائيل على وقف كل النشاطات الاستيطانية في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة. وقال «إذا استمرت إسرائيل في بناء وتوسيع المستوطنات، فإننا نرى أن إسرائيل تريد عن سبق إصرار وترصّد تدمير وقتل عملية السلام وتخريب أي جهد فلسطيني وعربي ودولي لدفع عملية السلام».
بدوره، رأى نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي حاييم رامون أن تأخر إسرائيل في تفكيك المواقع الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية يضرّ بالعلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة. وقال، للإذاعة الإسرائيلية، «لسوء الحظ، لم ننفذ التزاماتنا، وهذا يضرّنا دولياً ويضرّ قدرتنا على مواصلة المحادثات».
وأشار رامون إلى أن أولمرت وباراك أجّلا إزالة المواقع الاستيطانية لأنهما يحاولان «التوصل إلى تفاهم» مع زعماء المستوطنات اليهودية لتفادي أي مواجهات. وأضاف «بعد أسبوع أو أسبوعين، نحتاج للتوصل إلى قرار بخصوص قضية المواقع الاستيطانية. حقيقة أننا لا نفعل ذلك يضر ويلقي بظلال على علاقاتنا بالولايات المتحدة».
إلى ذلك، قال مسؤولون إسرائيليون وغربيون، أمس، إن كبار المفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين يعتزمون الاجتماع الأسبوع الجاري لاستئناف المفاوضات، إلا أن كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، نفى علمه بموعد محدد للاجتماع.