رسم تقرير سري إسرائيلي سيناريو وُصف بـ«المرعب» للحرب المقبلة التي يمكن أن تخوضها تل أبيب، متوقعاً أن تكون الجبهة الداخلية عرضة لهجمات صاروخية مكثفة توقع آلاف الإصابات وتؤدي إلى انهيار في بعض الخدمات الحيوية.واستند التقرير الذي أعدته «مديرية الطوارئ»، وهي هيئة حكومية مكلفة تولي الأوضاع العامة في الحالات الطارئة، إلى العبر التي استُخلِصَت من عدوان تموز 2006.
وأوضحت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن إعداد التقرير، الذي وُزِّع على الوزارات والبلديات، يهدف إلى تمكين الاقتصاد المدني في إسرائيل من الاستعداد لسيناريوات الحرب المقبلة لجهة الاستمرار في القيام بمهامه حتى في الظروف الأشد صعوبةويحاول التقرير استشراف سيناريوات مختلفة قد تحصل في الحرب المقبلة من أجل التهيؤ لها. وفيما وُصف بعض هذه السيناريوات بأنه «قاسٍ جداً ويثير القشعريرة»، تمحور التقرير حول سيناريو وجده «معقولاً وخطيراً»، موضحاً أنه ليس الأخطر، كما أنه ليس الأقل خطراً.
وبحسب هذا السيناريو، ستستمر الحرب المقبلة لفترة شهر تقريباً، وسيشارك فيها كل من سوريا وحزب الله وإيران، إضافة إلى المقاومة الفلسطينية. وخلال هذه الفترة ستكون الجبهة الداخلية، بما في ذلك منطقة الوسط التي تضم تل أبيب، عرضة لتساقط آلاف الصواريخ من مختلف الأنواع التي سيطلقها حزب الله وسوريا، فضلاً عن صواريخ تحمل رؤوساً حربية تقليدية قد تطلقها إيران التي يُتوقع، بحسب التقرير، أن تدخل إلى «الصورة القاتمة».
ولا يقتصر الدور السوري في الحرب على إطلاق الصواريخ، بل إن دمشق ستشن هجوماً برياً على هضبة الجولان، كما أنها ستنفذ هجمات جوية تطال أهدافاً عسكرية واستراتيجية ومنشآت لبنى تحتية، بحسب السيناريو نفسه، الذي يوضح أن المقاومة الفلسطينية ستدخل المواجهة بشكل محدود نسبياً، وستطلق صواريخ قصيرة المدى من غزة والضفة الغربية باتجاه الداخل الإسرائيلي، فضلاً عن تنفيذ عمليات استشهادية هناك.
ويتوقع التقرير أن يصاب مطار بن غوريون الدولي بالشلل التام خلال الحرب، كما يتوقع انقطاع التيار الكهربائي في كل أرجاء إسرائيل لساعات مطولة وحصول انهيار في إمداد مناطق كاملة بالمياه.
ويراوح عدد القتلى الإسرائيليين «المدنيين» في هذه الحرب الافتراضية، بحسب التقرير، بين 100 و 230 قتيلاً، فيما سيصاب 1900 إلى 3200 آخرين بجروح، وسيكون هناك بين 5000 إلى 8000 حالة هلع.
أما في حال اشتمال الهجوم الصاروخي على أسلحة كيميائية (كغاز السيرين أو الخردل) فسيرتفع عدد المصابين إلى نحو 16 ألف شخص، من بينهم 1200 إصابة خطيرة. وفي هذه الحالة، ستضطر الدولة، نتيجة التلوث الكيميائي وتدمير البيوت، إلى إخلاء ما بين 169 و227 ألف نسمة من منازلهم لفترة قد تمتد إلى أشهر.
كما يتوقع التقرير حصول موجة كبيرة من الهجرة إلى خارج إسرائيل فراراً من الحرب، وقدر عدد من سيسعى إلى ذلك بنحو 100 ألف شخص.
(الأخبار)