strong>مهدي السيدعاد التوتر ليتصاعد مجدداً بين قادة حزب «العمل»، بحيث يرجح المراقبون حتمية حصول مواجهة مباشرة بين الرئيس الحالي للحزب إيهود باراك، وسلفه عامير بيرتس، الأمر الذي من شأنه أن يفضي إلى انشقاق جديد يقوده الأخير ومعسكره، والانضمام إلى حزب «كديما» أو تشكيل حزب مستقل.
وكانت الجلسة الأخيرة لكتلة الحزب البرلمانية، قبل يومين، قد شهدت توتراً كلامياً بين باراك وبيرتس، على خلفية تمسك الأخير بقراره عرض مشروع القانون الخاص به على الكنيست اليوم الأربعاء، خلافاً لموقف الحزب، ما أثار العاصفة داخل الكتلة. وبحسب المشروع، سيكسب كل جنود الجيش الإسرائيلي حداً أدنى للأجور.
موقف بيرتس هذا أدى إلى احتدام التوتر، ما دفع باراك إلى القول أثناء جلسة الكتلة إنه «عند التحرك في ناقلة جند، يجب إطلاق النار إلى الخارج لا إلى الداخل»، وأرفق قوله بضربٍ بيده على الطاولة مرات عديدة، مضيفاً أن الخلافات أمر مشروع ولكن عند القرار يجب العمل كرجل واحد. وقال: «من يعرقل، فسنريه باب الخروج».
وبعد دقائق من قوله ذلك، خرج بيرتس وعضو الكنيست المقرب منه يورام مرتسيانو من غرفة الكتلة وغادرا المكان.
وذكرت تقارير إعلامية أن مقرّبي باراك، بمن فيهم فؤاد بن اليعيزر الذي يعدّ القوة المركزية في الحزب، شجعوه أخيراً على أن يضع حدوداً لبيرتس وأن يرسم خطوطاً حمراء أمامه. وبحسب «معاريف»، فإنه بعد موقف باراك في جلسة الكتلة، أعرب الكثير من أعضاء الكنيست من «العمل» عن رضاهم من حقيقة أن رئيس الحزب قرر محاولة فرض النظام.
ويشير مراقبون إلى أن هذه الواقعة بين باراك وبيرتس هي مجرد مثال جزئي على ما يجري تحت سطح الأرض. وفي هذا السياق، قالت محافل مقربة من بيرتس إن من غير المستبعد أن يؤدي هذا المسار إلى انسحاب بيرتس، ومؤيديه ومنتسبيه، من حزب «العمل»، وأن يشكلوا قائمة مستقلة مثل «شعب واحد» أو حتى الارتباط بـ«كديما»، حيث يغازله بشدة أكبر في الآونة الأخيرة إيهود أولمرت.