يحيى دبوقوبحسب التقديرات الإسرائيلية فإن معظم الصواريخ التي بحوزة حزب الله اليوم هي قصيرة المدى الذي يتراوح ما بين 20 و40 كيلومتراً، ومن النوع الذي واجه الجيش الإسرائيلي صعوبة خلال الحرب الأخيرة في ضربها. ولكن الحزب حرص أيضاً على التزود بصواريخ بعيدة المدى، لم تكن بحوزته في الماضي، «وذلك من أجل وضع تهديد جديد أمام إسرائيل».
وإذ أشارت الصحيفة إلى أنه أثناء حرب لبنان الثانية كان لدى حزب الله بضع عشرات من الصواريخ من طراز «زلزال» كان يمكنها أن تصل حتى خط نتانيا وربما إلى تل أبيب، إلا أنها ادّعت أن سلاح الجو الإسرائيلي أصاب معظمها. أما الآن فالتقدير هو أن بحوزة حزب الله صواريخ بعيدة المدى بقدر أكبر قد يصل الى نحو 300 كيلومتر. ويمكن لهذه الصواريخ أن تضرب أي نقطة في منطقة الوسط إذا ما أطلقت من منطقة بيروت، كما يمكنها أن تصيب ديمونا التي يوجد فيها المفاعل النووي والتي تبعد عن الحدود اللبنانية مسافة 260 كيلومتراً.
وذكرت «معاريف» أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قلقة بشدة من حقيقة أن حزب الله يعمل على إدخال كل منطقة وسط إسرائيل، وكذا منطقة الجنوب، في مدى صواريخه.
وحمّلت المحافل الأمنية الإسرائيلية، بطريقة غير مباشرة، قوات اليونفيل العاملة جنوبي نهر الليطاني مسؤولية نشاط حزب الله، من خلال الإشارة إلى أن الانتشار المعزز لقوات اليونيفيل في جنوب لبنان، وفقاً للقرار 1701 لمجلس الأمن، لا يعرقل على الإطلاق التسلح المتسارع لحزب الله بصواريخ جديدة وبوسائل قتالية أخرى. بل أكثر من ذلك، قالت «معاريف» إنه في الوقت الذي يفترض بقوة اليونيفيل أولاً وقبل كل شيء أن تقيّد خطى حزب الله، فإن محافل أمنية إسرائيلية تشكو أكثر فأكثر من أنها تعرقل كثيراً عمل الجيش الاسرائيلي. ويقول مصدر عسكري للصحيفة إن «من الصعب جداً تنفيذ أعمال جمع معلومات استخبارية بسبب وجود القوة المتعددة الجنسيات».
وفيما تقر المحافل الأمنية الإسرائيلية بوجود تعاون كامل مع القوات الدولية في جنوب لبنان، تشكو في الوقت ذاته من أن هذه القوة ليست فعالة وأنها لا تعمل على منع تسلح حزب الله معتبرة أن هذا التسلح يتناقض مع القرار 1701.
ويدّعي مصدر عسكري إسرائيلي أن «اليونيفيل تثير معنا غير قليل من المشاكل». ويتابع «من الصعب جداً اجتياز ولو متر الجدار الحدودي دون تنسيق معها؛ من الصعب أكثر مما في الماضي التحليق فوق لبنان حتى ولو لأغراض التصوير الاستخباري، وسفن من ألمانيا وهولندا تعمل على طول الشاطئ حسب القرار 1701 تعرقل العمليات الاستخبارية التي يفترض أن تنفذ على طول الشواطئ اللبنانية».
على صعيد آخر، اجتمع أول من أمس أعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية للاستماع الى الخطط البعيدة المدى للجيش الإسرائيلي ففوجئوا لسماعهم من رئيس الأركان ومن قادة المؤسسة الأمنية تحذيرهم من أنه ينقصهم مليارات الشواقل كي يستعدوا كما ينبغي لكل التنهديدات.
وذكرت «معاريف» أنه تبلور قرار في المؤسسة الأمنية حتى قبل اجتماع المجلس المصغر، بطلب الحصول على إضافة على الميزانية للسنوات الخمس المقبلة، لأن المبالغ المرصودة للجيش لا تستجيب للاحتياجات، ولا سيما في العامين المقبلين، التي يعاني فيها الجيش نقصاً يتراوح ما بين مليارين الى ثلاثة مليارات شيقل سنوياً.