يحيى دبوقذكرت صحيفة «هآرتس»، أمس، أن الأمم المتحدة تقدمت باقتراح لإسرائيل تضمّن تولي قوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان مسؤولية الأمن عن النصف الشمالي من بلدة الغجر، الواقعة على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، بحيث يمكن للجيش الإسرائيلي أن ينسحب إلى ما وراء الحدود الدولية، إلا أن إسرائيل رفضت ذلك، وأشارت إلى أن «أي اقتراح من هذا القبيل يقتضي موافقة خطية من قبل الحكومة اللبنانية».
وأضافت الصحيفة أن «الخطة الجديدة طرحت على إسرائيل خلال اجتماعات جرت بين قوات اليونيفيل وكبار المسؤولين الإسرائيليين، بينهم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكنازي، الذي التقى قائد قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان اللواء كلاوديو غراسيانو، في شهر شباط الماضي».
ووفقاً لخطة الأمم المتحدة، بحسب الصحيفة، «تتولى القوة الدولية المسؤولية الكاملة عن الأمن في الجزء الشمالي من بلدة الغجر، بما يشمل مسؤولية تأمين جميع الخدمات الضرورية للسكان الموجودين فيها»، مشيرة إلى أن «غراسيانو قال خلال لقائه أشكنازي إن تفاصيل الاقتراح قدمت أيضاً إلى الحكومة والجيش اللبنانيين».
وقالت الصحيفة إن «الرد الرسمي الإسرائيلي رأى أن المسألة غير ذات صلة في هذه المرحلة، وخصوصاً أن لبنان رفض صفقة مماثلة قبل عام، بعدما سمح المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية في آذار عام 2007، بانسحاب الجيش الإسرائيلي من الجزء الشمالي من الغجر، على أن تتولى قوات اليونيفيل والجيش اللبناني المسؤولية الأمنية فيها، في حين تواصل إسرائيل تقديم الخدمات للسكان المدنيين في البلدة».
وأضافت الصحيفة أن «الحكومة اللبنانية ألغت الاتفاق ولم تلتزم به، ويعود ذلك، بسبب جزئي، إلى الأزمة السياسية في لبنان»، مشيرة إلى أن المسؤولين الإسرائيليين يشترطون في أعقاب ذلك أن «يقدم لبنان بشكل رسمي على توقيع اتفاق، مصحوب بتوقيع من قبل الحكومة اللبنانية، كشرط مسبق قبل أي مناقشة» تتعلق بمسألة الغجر.
وقالت الصحيفة إن مصادر سياسية إسرائيلية عبرت عن شعورها «بالإحباط من الفشل في تطبيق القرار 1701 وما يقوم به حزب الله» في المنطقة الجنوبية، بل إن «مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى أشارت إلى أن لا نية في إسرائيل لإجراء نقاش بشأن بلدة الغجر، ما دامت القضايا التي تقلق إسرائيل لا تزال عالقة». وأضافت أنهم «في إسرائيل يخشون من أن لا يكون لدى الأمم المتحدة دافع لمعالجة المطالب الإسرائيلية بخصوص تسلح حزب الله في حال جرت معالجة قضية الغجر».
وقالت المصادر السياسية نفسها إن «الجيش يرى في قرية الغجر نقطة ضعف من الناحية العسكرية، لأنه من السهل على حزب الله الدخول إلى الجزء الشمالي منها والعبور إلى الجزء الجنوبي، ويولي أهمية كبيرة للبلدة من الناحية الاستخبارية والقدرة على إحباط هجمات حزب الله، ولا سيما محاولات الخطف».