strong>حرصت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس على إظهار مزيد من الجدية في دفع الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني للتوصل إلى تسويات وحلول للقضايا العالقة بينهما، وأكدت على معادلة توفير الأمن الإسرائيلي مقابل تحسين الحياة اليومية للفلسطينيين، في وقت تمّ فيه الكشف عن مفاوضات فلسطينية إسرائيلية جدية ومكثفة وسرية، للبحث في قضايا الحل الدائمأكدت وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، في ختام لقائها مع رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض ووزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك في القدس
، أمس، أن الولايات المتحدة ستراقب تطبيق إسرائيل لتعهداتها بتقديم تسهيلات للفلسطينيين، فيما أعلن باراك أن إسرائيل ستوافق على إقامة بلدة سكنية جديدة قرب مدينة رام الله للفلسطينيين.
وقالت رايس، في مؤتمر صحافي بمشاركة فياض وباراك، «إننا سندقق تماماً في ما سيفعله الإسرائيليون بخصوص تحسين حرية تنقل الفلسطينيين، ونريد أن نكون منهجيين أكثر بخصوص تعهدات الإسرائيليين مقابل ما تنفذه فعلاً».
وكانت رايس تشير إلى «رزمة التسهيلات» التي وعد باراك بتقديمها للفلسطينيين بشان إقامة بلدة سكنية جديدة وإزالة نحو خمسين حاجزاً في الضفة الغربية. وأضافت أن المنسق الأميركي لمتابعة تطبيق الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني لتعهداتهما في خطة خريطة الطريق، الجنرال جون فريزر، «سيتابع بصورة مفصلة ويتأكد فعلاً ما إذا كانت إسرائيل قد أزالت فعلاً الحواجز في طرقات الضفة وما إذا كان لذلك تأثير حقيقي على حرية حركة الفلسطينيين». وقالت إن الإسرائيليين وعدوا بالتنفيذ خلال وقت قصير.
وسبق لقاء رايس مع باراك لقاؤها بوزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، التي قالت خلال مؤتمر صحافي مشترك إنه يجب تسريع العمل على سن قانون «إخلاء وتعويض» المستوطنين الذين يسكنون في مستوطنات تقع شرق الجدار العازل الذي تبنيه إسرائيل في الضفة ويضم عملياً الكتل الاستيطانية الكبرى لإسرائيل. لكنها أضافت أن سن هذا القانون «لا يزال سابقاً لأوانه ويجب القيام بذلك في المستقبل وبعد أن يتم رسم الحدود».
وشددت رايس على أن ما تريد أن تسمعه من إسرائيل ليس بوادر حسن النية، بل تقدم ملموس باتجاه تحسين الحياة اليومية للفلسطينيين، على اعتبار أن ذلك من مسؤولية الطرفين لخلق أجواء تتيح إقامة دولة فلسطينية. وأضافت أنها تدرك الاعتبارات الأمنية لإسرائيل، إلا أنها تأمل أنه سيكون بالإمكان القيام بأشياء تكون جيدة للأمن، وأيضاً لتطوير الاقتصاد الفلسطيني.
كما تطرقت رايس إلى المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. ورأت أن «هناك مسؤولية مشتركة بين الإسرائيليين والفلسطينيين في إنتاج جو وواقع يكون فيه الفلسطينيون ملتزمين بأمن إسرائيل، وإسرائيل ملتزمة بجودة حياة الفلسطينيين». وعبرت عن توقعها بأن يقوم الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني بـ«أمور ذات معنى سواء في المجال الاقتصادي والحياتي أو في المجال الأمني».
كما التقت رايس الرئيس الفلسطيني محمود عباس في منزل السفير الفلسطيني في عمان، ولم يدل الجانبان بأي تصريحات للصحافيين واكتفيا بالوقوف لحظات أمام عدسات المصورين.
كما لم يرد عباس على سؤال لأحد الصحافيين عما إذا كان راضياً عن تعهد إسرائيل بالحدّ من العراقيل في وجه حركة سير وتنقل الأشخاص في الضفة الغربية.
وأفادت وكالة «فرانس برس» أن رايس ستعود إلى الأردن اليوم لإجراء لقاء ثانٍ مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل أن تلتحق بالرئيس الأميركي جورج بوش في زيارته لأوكرانيا.
على صعيد آخر، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مفاوضات مكثفة وسرية جرت، خلال الأشهر الماضية، بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني بشأن قضايا الحل الدائم. وأوضحت الصحيفة أن رئيسي طاقمي المفاوضات: الفلسطيني أحمد قريع، والإسرائيلي وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، عقدا خلال الأشهر الأخيرة أكثر من 50 لقاءً، اتسم معظمها بالسرية ولم ينشر مضمونها في وسائل الإعلام.
ونقلت يديعوت عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن هذه المفاوضات هي الأكثر جدية بين إسرائيل والفلسطينيين منذ اتفاق أوسلو الذي وقّع عام 1993. وعُقدت اللقاءات في عدد من فنادق القدس وفي منازل خاصة في المدينة، بعضها تابع لشخصيات ضالعة في المفاوضات، وقد حرص الطرفان على إبقاء مضمونها سرياً في الوقت الحالي.
وتجري هذه المفاوضات في خمسة مستويات، فيما المستوى الأساسي هو لقاءات ليفني وقريع، والتي تكون في الغالب على انفراد، لكن ينضم إليهما أحياناً خبراء من الجانبين، وفي بعض الأحيان يتم إدخال خرائط إلى غرفة الاجتماعات.
ويلتقي في المستوى الثاني مستشارو ليفني وقريع بهدف تسوية قضايا عالقة بين رئيسي طاقمي المفاوضات، وبحث تفاصيل قضايا تم الاتفاق عليها. ويشارك في المستوى الثالث طواقم موسعة، وبين المشاركين الإسرائيليين رئيس طاقم مستشاري رئيس الحكومة الإسرائيلية، يورام طوبوفيتش، ومستشار رئيس الحكومة السياسي شالوم ترجمان، ورئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس غلعاد. ويتناول المستوى الرابع القضايا الأمنية، فيما يتناول المستوى الخامس القضايا المدنية مثل المياه والبيئة والمواضيع الاقتصادية.
ولفتت الصحيفة إلى أن هدف ليفني وأولمرت هو التوصل بحلول نهاية العام الجاري إلى اتفاق مبادئ يتم تقديمه كوثيقة لمصادقة مجلس الأمن الدولي عليها وتصبح «اتفاق رف» يكون تطبيقه مشروطاً بتنفيذ خطة خريطة الطريق.
وفي موقف يتلاقى مع ما أوردته «يديعوت»، قالت ليفني، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رايس، إن جزءاً من المحادثات يتم بينها وبين أبو علاء بعيداً عن أعين الجمهور من أجل تجنب الضغوط، فيما يجري جزء آخر على مستويات أخرى.
وبررت ليفني هذا النهج بالقول إن «الجمود ليس سياستنا وليس مصلحة إسرائيلية. ونحن نعمل من أجل تعزيز أبو مازن وأبو علاء وسلام فياض البراغماتيين في مقابل المتطرفين برئاسة حماس والآخرين». ولخصت هدف اللقاءات بأنها «تحقيق رزمة تشمل أيضاً تسويات إقليمية وأمنية بالنسبة لإسرائيل، كي يتمكن الفلسطينيون من تحقيق طموحاتهم الوطنية وإقامة دولة إلى جانب إسرائيل. نحن في بداية الطريق».
في المقابل، أكد رئيس المعارضة وحزب «الليكود» بنيامين نتنياهو لرايس أنه لن يقبل بتسليم أمن إسرائيل لمقاولين، انطلاقاً من أنه ليس أبو مازن من يدافع عنا، بل الجيش الإسرائيلي، وأنه لن يدعم اتفاق مبادئ يشمل العودة إلى حدود الـ67 وتقسيم القدس وأن الحاجة الآن هي إلى سلام اقتصادي مع الفلسطينيين.
(يو بي آي، رويترز، أ ف ب، أ ب)


المقاومة تتوقّع عدواناً بعد زيارة الوزيرة الأميركيّة
غزة ــ رائد لافي
أعلنت كتائب «شهداء الأقصى» التابعة لحركة «فتح»، أمس، اسمي شهيديها اللذين سقطا، ليل أول من أمس، في غارة جوية شرق مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، في وقت واصلت فيه فصائل المقاومة عمليات إطلاق الصواريخ تجاه البلدات والأهداف الإسرائيلية المتاخمة للقطاع.
وقالت كتائب «شهداء الأقصى» في بيان، إن «الشهيدين ربيع أشرف محسن (23 عاماً)، ومراد محمد خضر (23 عاماً) من ناشطيها، وعضوين في وحدة الرباط في شمال القطاع». وأضافت أنهما «توفّيا إثر قصف طائرة استطلاع صهيونية صاروخين في منطقة عزبة عبد ربه، في أثناء قيامهما بمهماتهما الجهادية».
إلى ذلك، توقعت «ألوية الناصر صلاح الدين»، الذراع العسكرية للجان المقاومة الشعبية، تصعيداً عسكرياً من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي عقب زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى المنطقة. وقالت «ألوية الناصر صلاح الدين» في بيان، إن «زيارة رايس إلى فلسطين والمنطقة لن تجلب سوى مزيد من الجرائم والتصعيد العسكري من قوات الاحتلال كعادتها دوماً».
في هذا الوقت، قال شهود عيان على الجانب المصري من الحدود مع قطاع غزة، إن مئات الفلسطينيين نظّموا تظاهرة أمام الجانب الفلسطيني من معبر رفح، للمطالبة بالإفراج عن عناصر في حركة «حماس» التي تسيطر على القطاع.