الوزيرة الأميركية «واثقة» من التوصل إلى اتفاق نهاية العام... وعباس إلى الرياض اليوموكررت رايس موقف الولايات المتحدة من ضرورة «وقف الاستيطان وتوسيع المستوطنات، لأنه يتعارض مع خريطة الطريق». ورغم كل العقبات، وصفت المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية بأنها «جدية»، إذ قالت: «أعتقد بأن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح».
ورأت الوزيرة الأميركية أنه «يجري العمل مع الجانب الإسرائيلي جدّياً لتحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين»، مشيرة إلى «تعهدات الحكومة الإسرائيلية بإزالة نحو 50 حاجزاً من الحواجز في الضفة الغربية»، قائلة إن «هذه الخطوة ستكون جيدة بالنسبة إلى الفلسطينيين».
بدوره، أعلن الرئيس الفلسطيني أنه سيلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، في السابع من نيسان المقبل، لاستئناف مفاوضات السلام، بعد شهرين من توقف الاجتماعات الدورية بينهما، مشيراً إلى أن «الوصول إلى اتفاق سلام قبل نهاية العام الحالي هدف يسعى الجميع إليه، رغم الخلافات مع الإسرائيليين». وأكد «أننا سنبذل كل جهد ممكن للتوصل إلى اتفاق سلام، وحل المسائل المتعلقة بالوضع النهائي، في ما يتعلق بالقدس والحدود والمستوطنات واللاجئين والمياه والأمن والأسرى».
وجدد عباس دعوته الولايات المتحدة «إلى الضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس، وإطلاق سراح المعتقلين، وإعادة فتح المؤسسات المغلقة في القدس الشرقية، وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل عام 2000».
وعن دعوة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل له لزيارة غزة لإجراء محادثات، قال عباس الذي يزور السعودية اليوم للقاء الملك عبد الله، إنه «لا جواب على هذا السؤال لأنه لا يحتاج أساساً إلى جواب»، مضيفاً «أجدّد موقفنا أنه يجب على حماس التراجع عن انقلابها وإعلان التزامها الشرعية الفلسطينية والعربية والدولية، والذهاب معاً إلى انتخابات مبكرة». وسبق اجتماع رايس وعباس، لقاء عقدته في القدس المحتلة صباحاً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، إضافة إلى آخر ثلاثي جمعها برئيس فريق المفاوضات الفلسطيني أحمد قريع، ووزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، قبل أن تتوجه إلى أوكرانيا للالتحاق بالرئيس الأميركي جورج بوش.
وبعد اللقاء، شدّد أولمرت على أن «أعمال البناء في الأحياء الاستيطانية في القدس الشرقية ستستمر، بدعوى أنها ستبقى بأيدي إسرائيل في أي اتفاق سيتوصل إليه مع الفلسطينيين، كما هي الحال بالنسبة إلى الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية». ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن أولمرت قوله إنه «رغم مواصلة الاستيطان، فإن إسرائيل ملتزمة الجهود للتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين حتى نهاية العام». وأضاف أنه يرى إدارة الرئيس الأميركي «شريكاً استراتيجياً هاماً، لكونها ملتزمة العملية السياسية وفقاً لمسار خريطة الطريق والتفاهمات التي تم تحقيقها خلال مؤتمر أنابوليس».
وفي كلمة له أمام كتلة حزب «كاديما» البرلمانية، وصف أولمرت المفاوضات مع الفلسطينيين بـ«الصريحة، وبأنها حالياً في أوج حيويتها». وشدّد على أن «حكومته لن تتنازل خلال الاتصالات السلمية عن الأمن». وتطرّق إلى التقارير الصحافية بشأن المفاوضات قائلاً: «بين الفينة والأخرى أقرأ الأخبار الدراماتيكية عن أن هناك اتفاقاً خلال يومين تقريباً. أقول لنفسي خسارة أني لا أعلم ذلك. وعندما أقرأ أنه لا شيء يحدث وأن الأمر برمّته خداع، أقول لحسن حظي أعلم شيئاً ما».
في سياق التسهيلات الأمنية الإسرائيلية في الضفة، أعلن رئيس هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية، حسين الشيخ، أن إعلان إسرائيل عن رفع نحو خمسين حاجزاً من أصل نحو 600 في الضفة الغربية، «غير كاف وغير مجد».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)