رفعت إسرائيل أمس من «شروطها» لقبول أي اتفاق بين إيران والغرب، لتتجاوز الاتفاق نفسه باتجاه الاشتراط على طهران تغيير سياستها الخارجية والحدّ من حضورها في المنطقة، مطالبةً بضرورة الربط بين رفع العقوبات الغربية عليها ووقف ما سمّته «إرهابها» وتهديدها لإسرائيل.وقال رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية أمس، إنه «بعد خطابي أمام الكونغرس، سمعنا أن عدداً من وزراء خارجية الدول العظمى لا يرون ضرورة في التوصل إلى اتفاق قريب، وأنهم سينتظرون حتى يتم التوصل إلى اتفاق صحيح، وأنا من جهتي آمل أن يحظى هذا الكلام بتعبير عملي».

ولفت نتنياهو إلى أن «الاتفاق الصحيح»، بحسب إسرائيل، هو «الاتفاق الذي يربط بين رفع القيود والعقوبات عن البرنامج النووي الإيراني بوقف العمليات الإرهابية التي تمارسها إيران في كل أنحاء العالم، وبطبيعة الحال وقف إطلاقها للتهديدات بتدمير إسرائيل». وأضاف أن «الاتفاق الصحيح هو الاتفاق الذي سيمدد لسنوات الفترة الزمنية التي تحتاج إليها إيران للاختراق قدماً باتجاه القنبلة النووية، إذ يوجد احتمال بأن تخرق إيران هذا الاتفاق».
وأشار إلى أن الصفقة المتبلورة حالياً بين إيران والدول العظمى ستمنح طهران عاماً واحداً، وربما أقل من ذلك، للاختراق نحو امتلاك الأسلحة النووية، و«هذه هي تقديرات المؤسسة الاستخبارية الإسرائيلية، التي تم نقلها إلى الدول العظمى».
وبحسب نتنياهو، فإن إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي، و«سنواصل العمل بشتى الوسائل كي نمنع أكبر دولة إرهاب في العالم من امتلاك القدرة على تصنيع أخطر الأسلحة التي توجه في المقام الأول ضدنا».
وفي مقابلة أجرتها معه شبكة «سي بي اس» الأميركية أمس، حذر نتنياهو من أن إيران ستمتلك سلاحاً نووياً في حال إبداء التراخي حيالها، ولفت إلى أنه «لو لا تعاملي والرئيس الأميركي باراك أوباما، والكونغرس وآخرين، على مدار السنوات الماضية مع الملف النووي الإيراني، لكانت طهران قد امتلكت بالفعل أسلحة نووية، ومنذ مدة طويلة».
وشدد على ضرورة عدم تغيير السياسة الأميركية تجاه طهران، إذ أجاب، رداً على سؤال بشأن الوعود الأميركية الخاصة بتوفير مظلة نووية لحلفاء واشنطن في الخليج، بأنه «إذا صحّت هذه الأنباء، فهي تشير إلى تغيير في السياسة الأميركية والإقرار بإيران نووية، بدلاً من العمل ضدها».
وكانت الادارة الأميركية بثت أمس رسائل طمأنة لإسرائيل وحلفائها العرب في المنطقة، شددت فيها على أن الاتفاق المتبلور مع إيران سيتضمن التأكد من أن طهران لن تمتلك سلاحاً نووياً، مع توجه خاص نحو تل أبيب، وطمأنتها بأن التحالف معها هو أهم التحالفات الأميركية في الخارج، وأن واشنطن تبذل ما في وسعها لضمان مستقبلها وأمنها.
وتحدث مصدر أميركي، في لقاء خاص مع مراسلي الاعلام العبري في واشنطن، حول مسار التفاوض مع إيران والجهود التي تبذلها الادارة لإزالة مخاوف حلفائها في المنطقة وإسرائيل، لافتاً إلى أن واشنطن لن تسمح لإيران بأن تمتلك سلاحاً نووياً، لأنها «إذا تحولت إلى دولة نووية، فإنها ستشكل خطراً حقيقياً على المنطقة، وهذا سيكون بمثابة جنون».
وقال المصدر إن واشنطن تعمل على بلورة «اتفاق صحيح»، ورغم أن الوقت يضغط علينا إلا أننا لسنا على عجل من أمرنا، إذ «نريد أن نصل إلى اتفاق طويل الأمد يبعد إيران عن السلاح النووي، ويصمد لأكثر من عشر سنوات، على أن تكون نتائج هذا الاتفاق أفضل بكثير من شنّ عملية عسكرية، مع الإدراك أننا قلقون في المقابل من أن العقوبات لا تبعد إيران عن السلاح النووي».
وأكد المصدر للإعلام العبري أن لدى واشنطن التزاماً مع حلفائها، و«لا يوجد تحالف أهم من تحالف الولايات المتحدة مع إسرائيل، والرئيس باراك أوباما يبذل كل ما في وسعه لضمان مستقبلها، كما انه يعلم بأن الاتفاق (مع إيران) يجب أن يجيب على مخاوف كل المنطقة والعالم، وهو يضغط من أجل التوصل إلى اتفاق حتى نهاية شهر آذار» الحالي.
وأضاف أن «الاتفاق سيستمر لأكثر من عشر سنوات، وهدفه منع إيران من امتلاك السلاح النووي، حتى في الفترة التي تعقب رفع العقوبات عنها، أي إن منطقة الشرق الأوسط، بنتيجة الاتفاق، لن تشهد سباقاً للتسلح النووي».
مع ذلك، رفض المصدر الأميركي مجاراة نتنياهو في الربط بين الاتفاق وما سمّاه «ممارسة إيران للإرهاب» وتهديد إسرائيل، ورداً على سؤال حول شروط نتنياهو الجديدة، أشار المصدر إلى أن تحول إيران إلى دولة تمتلك سلاحاً نووياً هو أخطر بكثير مما هي عليه اليوم، و«على ذلك فإن المفاوضات مع الجانب الإيراني تركز فقط على المسألة النووية».