هآرتس ـ سيلفان شالوم
يجلس ممثلو الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن هذه الأيام مع شخصيات ألمانية لبلورة قرار يفرض عقوبات جديدة على إيران، مثلما حدث في السنوات الأخيرة، يتمحور الخلاف بين الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي وبين روسيا والصين، المعارضتين لفرض عقوبات أكثر تشدداً على إيران.
الأسباب واضحة. روسيا بقيادة بوتين عادت إلى السياسة السوفياتية الماضية التي ترى أصدقاء الولايات المتحدة أعداء لها وبالعكس. عليه، تحولت إيران إلى صديقة قريبة لأن الخلاص، بالنسبة للروس، لن يأتي من الصين. فاعتماد الأخيرة على الطاقة مطلق. نموها السريع في العقد الأخير يزيد من اعتمادها على إيران. قبل سنوات وقّعت الدولتان اتفاقاً اقتصادياً تمدّ إيران من خلاله الصين بالغاز خلال الثلاثين سنة المقبلة في مقابل 75 مليار دولار، الاتفاقية الاقتصادية الأكبر في التاريخ الحديث.
علينا أن نسأل إن كان هناك جدوى من انتظار موافقة روسيا والصين أو إمكان تجاهل موقفهما بكل بساطة. هذا الانتظار، حسب رأيي، بلا داع ولن يحقق النتيجة المأمولة أي: تخلّي إيران عن مشروعها النووي العسكري.
تجارة إيران مع روسيا صغيرة: 2 في المئة فقط من مجموع التجارة العالمية الروسية. لذلك لن يسهم انضمام روسيا إلى فارضي العقوبات في زيادة الضغط على إيران. أما الصين، فقد اعتادت عدم التدخل في الصراعات الدولية التي لا تتعلق بها مباشرة. ولم تستخدم بتاتاً حق النقض للقرارات التي لا تتعلق بشؤونها. أضف أن اعتمادها على إيران كبير.
الانتظار بلا داع. بإمكان الولايات المتحدة وأوروبا أن تتخذا قراراً واضحاً وقاطعاً وقابلاً للتطبيق بفرض عقوبات شديدة على إيران. سيكون صعباً وذا تأثير أكبر لأن غالبية تجارتها الدولية مع أميركا والاتحاد الأوروبي.
أثر العقوبات على إيران أصبح محسوساً. بعض القرارات التي اتخذت أخيراً في عدة ولايات أميركية، والتي تحظّر على صناديق الاستثمار التابعة للنقابات العمالية الاستثمار في الشركات التي تنشط في إيران أو تتاجر معها، قد بدأت تؤتي أكلها. كذلك الحال مع القرارات التي اتخذت أخيراً في مصارف أوروبا والولايات المتحدة بإلغاء الاعتمادات المقدمة للشركات الإيرانية والدولية التي تتاجر مع إيران وتعمل فيها.
هذه القرارات التي تتسبب بالخناق الاقتصادي، أدّت إلى تململ في القطاع التجاري الإيراني. الكثيرون هناك يشعرون بأن السيف الدولي مصلط على رقابهم. حكومة إيران قرّرت نقل قسم كبير من ودائعها من الدولار إلى الذهب، الخطوة التي تتخذ عند الأزمات الاقتصادية استعداداً للأوقات الصعبة.
التهديد الإيراني وجوديّ ولا يشبه التهديد من «حماس» وحزب الله والجهاد الإسلامي أو حتى من سوريا. لذلك، ستضطر إسرائيل إلى القيام بكل ما هو ممكن لمنع إيران من تحقيق القدرات العسكرية النووية. بإمكان إسرائيل، وعليها، أن تستعدّ لكل خيار ممكن.
مع ذلك، البدائل المطروحه واضحة. الخيار العسكري إشكالي ومركّب ومحفوف بمخاطر كثيرة. الإصرار الدولي وتكثيف العقوبات على إيران سيؤديان إلى تركيعها. النتيجة ستكون تخلّيها عن مشروعها الطموح بإنتاج القنبلة النووية.