قرر الأسرى اللبنانيون في سجون الاحتلال مقاطعة جلسات المحاكمة الخاصة بهم أمام القضاء الإسرائيلي بغية عدم الإسهام في منح الشرعية لها. ووجّه الأسير محمد سرور رسالة إلى المحكمة المركزية في مدينة الناصرة، حيث تجري محاكمته، أوضح فيها أنهلا ينوي منح الشرعية للمحاكمة التي وصفها بالسياسية، معلناً عدم حضورها من الآن فصاعداً.
وكان الأسيران، حسين سليمان وماهر كوراني، الممثلان من جانب المحامية سمدار بن ناتان، قد أعلنا في وقت سابق أنهما سيقاطعان المحكمة.
وقرر سرور مقاطعة المحكمة بعدما قررت عدم الاعتراف بمكانته كـ«أسير حرب»، وأعلنت بدء محاكمته في الرابع عشر من الجاري.
وقدّم سرور رسالته إلى المحكمة عبر المحامية التي عيّنتها النيابة الإسرائيلية العامة لتمثيله، إيتي هرملين.
وجاء في الرسالة إن لائحة الاتهام، التي قُدمت ضده من جانب الادعاء الإسرائيلي، «تجعل من يطّلع عليها ينفجر بالضحك»، مثل تهمة "المشاركة في تدريبات عسكرية من دون مصادقة حكومة إسرائيل، وحمل السلاح في لبنان من دون ترخيص من وزارة الداخلية الإسرائيلية».
وأشارت صحيفة «معاريف» إلى أن لائحة الاتهام الموجّهة إلى سرور لا تتضمّن «المشاركة في عمليات إرهابية أو ارتكاب جرائم حرب، وإنما كل ما جاء فيها يرتبط بكونه جندياً احتياطاً في حزب الله، نظراً لحقيقة أنه يحمل السلاح وكان قد شارك في تدريبات عسكرية كما شارك في نصب كمائن مضادة للمدرعات خلال الحرب» الإسرائيلية على لبنان في تموز 2006.
وبحسب «معاريف»، فإن سرور هو مقاتل في الوحدات الصاروخية المضادة للدبابات في صفوف حزب الله، وكان له دور دفاعي عن قرية عيتا الشعب، خلال الحرب الأخيرة على لبنان، حيث أسره الجيش الإسرائيلي.
وأوضح سرور، في رسالته، أنه قد شارك في مرحلة الادعاءات السابقة في المحكمة، لأنها كانت تناقش مسألة حقه في أن يجري التعامل معه كأسير حرب، وصلاحية المحكمة إضافةً إلى بطلان بنود الاتهام الموجّهة إليه.
ورأى الأسير اللبناني أن «تقديمه للمحاكمة، وفقاً للقانون الجنائي، (كما تفعل إسرائيل مع الأسرى اللبنانيين) يتناقض مع أهداف قانون كهذا، لا يتضمن معالجة أوضاع الحرب، وأن هدف القانون الجنائي هو توجيه مسلكيات مجتمع، ولا إمكان لفرض ذلك على دول أخرى»، مشيراً إلى أنه «خدم في صفوف حزب الله في إطار العادات المتبعة في جنوب لبنان، كاستمرار مباشر لعضويته في حركة الكشافة».
وشدد سرور، في رسالته، على أن ما قام به له علاقة مباشرة بما قام به الجنود الإسرائيليون الذين غزوا قريته، وليس لمجرد كونهم إسرائيليين. كما أن ما قام به ليس من قبيل الكراهية وإنما لكونه وطنياً لبنانياً عربياً. ورأى أن الهدف من المحاكمة غير واضح لأن نتائج المحكمة لن تؤثر في موعد إطلاق سراحه الذي سيكون ضمن صفقة تبادل أسرى.
(الأخبار، عرب 48)