strong>يحيى دبوق
قالت صحيفة «هآرتس» أمس إن سوريا نجحت أخيراً في تطوير صاروخ أرض ــــــ أرض جديد، بمساعدة تقنية من إيران، يمكّنها من ضرب منشآت البنى التحتية الإسرائيلية بشكل دقيق جداً، في الوقت الذي أنهت فيه قوات من الجيش الإسرائيلي مناورات أجرتها في جنوب الدولة العبرية «لإظهار مدى القدرة القتالية والجهوزية لخوض حرب تقليدية مع سوريا أو حزب الله».
وأضافت الصحيفة إن «معلومات جديدة عُرضت على وزراء إسرائيليين رفيعي المستوى، تشير إلى أن سوريا تمكّنت من تطوير صاروخ أرض ــــــ أرض يمكّنها من ضرب المطارات والموانئ والمصانع الإسرائيلية»، مشيرةً إلى أن الصاروخ الجديد «جرى تطويره بمساعدة من إيران، ما يدلّ إلى أن الدولتين انتقلتا إلى مرحلة أخرى من التحالف الاستراتيجي بينهما، المتمثّل في التعاون الأمني والاستخباري الوثيق».
وبحسب مصادر أمنية إسرائيلية، فإن «دمشق وطهران تتشاركان في المعلومات التكنولوجية التي تتيح لسوريا تطوير الصاروخ الإيراني زلزال، الذي يمكن أن يصل إلى مدى 250 كيلومتراً وتزويده برأس متفجّر كبير وقادر على الإصابة بدقة أكثر من باقي الصواريخ الموجودة لدى سوريا».
وأشار مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى، للصحيفة نفسها، إلى أن «إسرائيل تلحظ وجود مساع سورية حثيثة لتحسين أمداء الصواريخ الموجودة لديها ودقّتها، والمشكلة هي أن الصواريخ السورية تحولت من كونها صواريخ إحصائية عددية إلى صواريخ دقيقة، ومن الممكن استخدامها لضرب القواعد العسكرية والمطارات ومخازن الطوارئ في إسرائيل، وهي مشكلة مثيرة للقلق».
وأضافت الصحيفة إن «إسرائيل قلقة أيضاً من مواصلة تسلّح الجيش السوري، وتحديداً من السلاح الروسي، بعدما قامت دمشق أخيراً بشراء منظومة صواريخ مضادة للطائرات من طراز بانتشير، التي يمكنها إصابة الطائرات الحربية الإسرائيلية من مسافات بعيدة وهي تحلّق في سماء إسرائيل، إضافةً إلى صواريخ مضادة للدروع قادرة على إصابة الدبابة الأكثر تطوّراً لدى الجيش الإسرائيلي، الميركافا 4 وتعطيلها».
وذكّرت الصحيفة بإفادة رئيس الموساد الإسرائيلي مائير دغان أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست في الأسبوع الماضي، خلال عرضه للتقدير الاستخباري السنوي لعام 2008، الذي شدّد فيه على أن «التسلح العسكري السوري دفاعي، وأن دمشق لا تنوي المبادرة إلى عملية عسكرية ضد إسرائيل». وتابعت الصحيفة إن «لدى سوريا تشكيلة متنوعة من الصواريخ، منها صواريخ أطلقها في حرب لبنان الثانية مقاتلو حزب الله باتجاه إسرائيل، وقطرها 220 ميلمتراً من صنع سوري، أدت إلى وقوع عدد كبير من الإصابات». وحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن لدى سوريا «مخزوناً كبيراً من عشرات الآلاف من الصواريخ من هذا النوع، إضافةً إلى صواريخ بقطر أصغر ولمسافات أقصر، كما أن لديها صواريخ سكاد من طراز سي ودي يصل مداها إلى ما بين 500 و 800 كيلومتر، وتغطي عملياً أي مكان في إسرائيل».
وفي السياق، أنهى الجيش الإسرائيلي استعراضاً للقوة في الأيام القليلة الماضية، خلال مناورات أجرتها وحدات عسكرية إسرائيلية في قاعدة «شيزافون» التدريبية التابعة لسلاح المدرعات شمالي مدينة ايلات، هدفت إلى إظهار قدرة الجيش الإسرائيلي على مواجهة سيناريو حرب تقليدية مع سوريا.
وقال مراسل صحيفة «جيروزاليم بوست» للشؤون العسكرية، يعقوب كاتس، إن «المناورة التي شارك فيها المئات من الجنود الإسرائيليين مثّلت فرصة لاستعراض القدرات القتالية العالية الموجودة لدى سلاح البر، لدى محاكاة تدريب لهجوم استهدف قرية سورية».
وأشار كاتس إلى أن المناورة «هي أسلوب لعرض القدرات القتالية للجيش الإسرائيلي أمام العالم، وتساعد على رفع معنويات الجنود، وتدل على أن الجيش قادر على خوض حرب تقليدية مع سوريا أو نزاع ذي وتيرة منخفضة مع حزب الله أو الفلسطينيين»، مشيراً إلى أن «الشعور لدى بعض الضباط العسكريين بأنهم لو قاتلوا في حرب لبنان الثانية كما قاتلوا في المناورات، لكانت النتيجة مختلفة».