برلين ــ غسان أبو حمد
أولمرت يطالب برلين بالتوسّط فـي صفقة الأسـرى لدى «حزب اللّه» و«حماس»


شدّدت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أمس، على أن «المسؤولية الخاصة التي تتحملها ألمانيا تجاه عملية السلام في الشرق الأوسط وتجاه أمن إسرائيل ستبقى في المستقبل أيضاً أحد أهم أعمدة السياسة الألمانية في الشرق الأوسط»، وذلك قبل استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، الذي ذكرت أنباء أن من المرتقب أن يبحث في صفقتي تبادل الأسرى الإسرائيليين لدى حزب الله في لبنان وحركة «حماس» في قطاع غزة.
وقالت ميركل، في حديثها الأسبوعي، «إن ألمانيا والاتحاد الأوروبي سيبذلان كل ما في وسعهما من أجل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط إلى الأمام». وأضافت أن «هدفنا هو أن توجد دولة إسرائيل آمنة ومستقرة، تتعايش إلى جانب دولة فلسطين في سلام وحرية». وحاولت ميركل إقامة «توازن سياسي» في التعامل الألماني والأوروبي مع قضايا الشرق الأوسط، من خلال إشارتها إلى أن أوروبا ستُسهم في تدريب القوات الفلسطينية «لأن هدفنا هو أن تكون قوات الأمن الفلسطينية قادرة وحدها على ضمان الأمن في مناطق السلطة الفلسطينية. إن هدفنا هو الوصول إلى إسرائيل آمنة مستقرة ودولة فلسطينية تستطيع العيش في سلام وحرية مع جيرانها».
ويتوقع المراقبون السياسيون أن تؤدي المحادثات الثنائية بين ألمانيا وإسرائيل إلى تحقيق خطوة سياسية مركزية ثابتة بمناسبة الذكرى الستين لإقامة دولة إسرائيل، وتتجلّى هذه الخطوة في اتفاق القيادتين على إجراء أول مباحثات حكومية ألمانية ـــــ إسرائيلية سنوية ودورية منتظمة يشارك فيها وزراء من مجلسي وزراء الدولتين في شهر آذار المقبل.
وأشارت المستشارة الألمانية إلى أن من المنتظر أن يناقش وزراء متخصصون من ألمانيا وإسرائيل إقامة سلسلة من المشاريع المشتركة المستقبلية بين الجانبين، ومنها «تعزيز التبادل الشبابي بين البلدين، بالإضافة إلى تنظيم دورة سنوية علمية بين البلدين تكون الأولوية فيها للمشاريع البحثية المشتركة».
ويؤكد هذا الاتفاق الجديد على «تضامن» ألمانيا الخاص مع دولة إسرائيل في ذكرى قيامها، إلا أن هذا «النوع من العلاقات المميزة» قد يثير الشكوك لدى الجانب العربي حول دور ألمانيا «الحيادي» في المنطقة.
وفي هذا السياق، شدّد خبير الشرق الأوسط في إذاعة «دويتشه فيله»، بيتر فيليب، على «أن إسرائيل لم تحصل على هذا النوع من التضامن من قبل، حتى من الولايات المتحدة، أهم شريك لإسرائيل، فهي لم تجر حتى الآن معها مثل هذه المشاورات المشتركة».
ولم تستبعد صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن يستغل أولمرت وجوده في ألمانيا لمطالبة برلين بأداء دور وساطة للإفراج عن الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى «حزب الله» (إيهود غولدفاسر وإلداد ريغف) ولدى حركة «حماس» (جلعاد شاليط) واحتمال التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى قد تؤدي إلى إطلاق مئات الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وحاول رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت، من ناحيته، وقبل لقاءاته السياسية المهمّة مع كل من ميركل والرئيس الألماني هورست كوهلر ورئيس البرلمان (بوندستاغ) نوربرت لامر، التركيز على خطر امتلاك إيران للطاقة الذرية، في محاولة للحصول على دعم سياسي وعسكري ألماني وأوروبي، وبالتالي تشديد الضغوط والعقوبات الدولية على إيران.
وقال أولمرت «إن (الرئيس الإيراني محمود) أحمدي نجاد لا عمل له سوى إشعال فتيل الحرائق في المنطقة. إنه يتحدث عن تدمير دولة إسرائيل بالكامل وإبادة الشعب اليهودي، وهذا الموقف يخالف تماماًَ موقف الدول الأوروبية». واضاف: «إن العداء لليهود في أوروبا كان السبب الرئيسي لقيام دولة إسرائيل. إن هذه التهديدات ستدفع جميع اليهود بالعودة إلى أوروبا، وبالتالي سيؤدي هذا الأمر إلى زوال الدولة اليهودية عن الخريطة».