برلين ــ غسان أبو حمد
أولمرت: المشروع الإيراني ليس ساذجاً والخيار العسكري مطروح


إلى جانب إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، على ممارسة جميع الضغوط السياسية والاقتصادية الألمانية والأوروبية على إيران لمنعها من تطوير برامج تخصيب الطاقة الذرية وتطويق ما رآه خطراً على إسرائيل، أشارت الصحافة الألمانية أمس إلى نقطة بحث هامة بين القيادتين الألمانية والإسرائيلية، تناولت إمكان السماح للجالية اليهودية الشرقية الموجودة في ألمانيا بالهجرة إلى الدولة العبرية.
وعالجت هذه الصحافة في الآونة الأخيرة قضية حوالى مئتي ألف يهودي، جاؤوا من الاتحاد السوفياتي السابق وأوروبا الشرقية إلى ألمانيا، وأريد ترحيلهم إلى إسرائيل.
وأشارت صحيفة «برلينر مورغن بوست» إلى قرار صادر عن أمين الحكومة الإسرائيلية عوفاد يحزقيل، في ختام إحدى جلساتها في نهاية العام الماضي، يتضمن تكليفاً رسمياً لمنظمة «ناتيف» اليهودية «شبه الأمنية» بتأمين انتقال اليهود الشرقيين إلى إسرائيل. وذلك رغم تشكيك المجلس اليهودي المركزي في ألمانيا، بـ«يهودية» معظم هؤلاء لفقدان الأدّلة التي تثبت ولادتهم من أبوين يهوديين.
وفي السياق، نقلت صحيفة «تاغز شبيغل أم زونتاغ» عن السفير الإسرائيلي المعتمد لدى برلين تأكيده على تكليف مبعوثين من إسرائيل (يصلان في الأسابيع المقبلة) لمتابعة قضية الرعايا اليهود من المتحدثين باللغة الروسية والراغبين بالهجرة إلى إسرائيل.
وتشير الصحيفة الألمانية إلى أن عدد اليهود الشرقيين الوافدين من الاتحاد السوفياتي السابق يبلغ حوالى 220 ألفاً، لم يتمكن سوى 90 ألفاً منهم فقط من الانضواء في الجمعيات اليهودية الناشطة في المقاطعات الألمانية.
في هذا الوقت (أ ف ب)، حثَّ رئيس الوزراء الإسرائيلي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي التقاها أمس في برلين، على ممارسة ضغوط أكبر لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي. وقال، خلال مؤتمر صحافي مشترك، «نحن واثقون من أن الإيرانيين يواصلون خططهم لحيازة أسلحة غير تقليدية»، موضحاً أن «التقديرات الأحدث لأجهزة الاستخبارات» تشير إلى أن إيران «أقرب إلى حيازة السلاح النووي مما هو معروف».
وتابع أولمرت «من الواضح أن المشروع الإيراني ليس ساذجاً وبريئاً كما يقولون... هذا هو التحدي الرئيسي. لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بارتكاب خطأ في هذه المسألة».
ورداً على سؤال عن احتمال وجود «خيار عسكري»، رفض أولمرت استبعاد ذلك، قائلاً إنه يشاطر الرئيس الأميركي جورج بوش الموقف نفسه من هذه المسألة حين قال «إنه لا يستبعد أي خيار».
وكشف أولمرت عن أن ألمانيا «خفضت بنسبة 15 في المئة صادراتها إلى إيران (خلال الأشهر التسعة الأولى) من عام 2007»، مُعبّراً عن ارتياحه لهذا الأمر. وكانت متحدثة باسم وزارة المال الألمانية قد أكدت ما نشرته صحيفة «فايننشال تايمز» بشأن خفض الضمانات المالية التي تمنحها الحكومة للشركات الراغبة في التصدير إلى إيران، إلى النصف العام الماضي. وانخفضت تلك الضمانات إلى نحو 503 ملايين دولار.
من جهتها، قالت ميركل إن «الوقت ينفد» للتوصل إلى حل للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، مضيفة «ينبغي الاستفادة من الفرصة» التي أتاحها مؤتمر أنابوليس.
كما أعلنت ميركل انعقاد مؤتمر في ألمانيا بشأن تدريب قوات الأمن الفلسطينية من دون تحديد التاريخ. ولدى سؤالها عن رأيها في عقوبات إسرائيل على قطاع غزة، أعربت ميركل عن دعمها لأولمرت بقولها «لا حاجة إلى الكلام عن عقوبات أخرى»، لكن «من جهة ثانية هناك في الواقع نشاطات إرهابية يتم تنظيمها (في غزة)، ينبغي قول ذلك بوضوح».