strong>خرجت إسرائيل عن صمتها الرسمي في قضية اغتيال الشهيد عماد مغنية، معلنة على لسان وزير دفاعها، إيهود باراك، توقّع رد حزب الله في الداخل والخارج، وسط تواصل انشغال وسائل الإعلام العبرية بتقدير سيناريوات هذا الرد
توقع وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، أمس، أن يرد حزب الله على اغتيال القائد الجهادي في حزب الله، الشهيد عماد مغنية، وأنه قد يتلقّى مساعدة إيران وسوريا في ذلك.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن باراك قوله، خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية الأسبوعي أمس، إن «حزب الله قرر، حسبما نرى من خطاب (الأمين العام للحزب السيد حسن) نصر الله، توجيه إصبع الاتهام إلى إسرائيل. وبالاستناد إلى ذلك، بالإمكان الافتراض أن حزب الله سيحاول الرد في البلاد أو الخارج، وجائز أن يفعل ذلك حتى بمساعدة إيران وسوريا».
وأضاف: «لا أقدّر أن لدى سوريا أو حزب الله أو إيران صورة عمّن نفّذ ذلك (الاغتيال)، لكن حزب الله يتهم إسرائيل».
ورأى باراك أن اغتيال مغنية يمثّل «ضربة قاسية لحزب الله وللإرهاب العالمي. فالرجل كان مسؤولاً طوال عشرات السنين عن قتل مئات المواطنين والجنود من دول كثيرة في العالم»، مضيفاً: «أعتقد بأن إيجاد خلف له سيستلزم بعض الوقت». وأضاف أن «جهاز الأمن والجيش الإسرائيليين مستعدان ومتأهّبان في الجبهات المختلفة، وإسرائيل لا تريد التصعيد، لكننا نستعد في ضوء الأحداث».
وأبلغ باراك الوزراء بأنه أعطى تعليمات لنائبه، متان فيلنائي، بإجراء «تقويم دائم للأوضاع، وإصدار التوجيهات للجهات ذات الشأن، بما في ذلك وزارة الخارجية وهيئة مكافحة الإرهاب، اللتين لديهما علاقة بما يحدث خارج البلاد»، مؤكداً أن «دائرة التهديدات لا تزال واسعة».
وفي السياق، واصلت وسائل الإعلام الإسرائيلية انشغالها بسيناريوات الرد المحتملة التي قد يلجأ إليها حزب الله. وذكرت صحيفة «هآرتس» أن إسرائيل تستعد لعدد من احتمالات الرد الممكنة، من بينها إقدام الحزب على ضرب أهداف مدنية أو عسكرية في شمال أو وسط إسرائيل، عبر طائرة مفخخة من دون طيّار، من النوع الذي سبق أن استخدمه قبل عدوان تموز وخلاله.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي اتخذ إجراءات لرفع حالة التأهب في أسرابه الجوية، المقاتلة والمروحية، وكذلك في منظومات الدفاع الجوي في المنطقة الشمالية في مواجهة ما رأت «هآرتس» أنه «خطة فعلية لدى حزب الله».
وكان الجيش الإسرائيلي قد رفع، في أعقاب الإعلان عن اغتيال مغنية الأربعاء الماضي، حالة الاستنفار في صفوف قواته عند الحدود مع لبنان، تحسباً لشن الحزب هجمات صاروخية على إسرائيل.
وبرغم الحديث عن سيناريوات مختلفة لرد حزب الله، تؤكد أجهزة الأمن الإسرائيلية أنه ليس بحوزتها تحذيرات عينية من عمليات قد ينفذها الحزب.
من جهتها، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن ثمة تخوفاً يسود الأوساط الأمنية في إسرائيل من أن ينفّذ حزب الله عملية تفجيرية في أحد الأماكن، التي تقيم فيها حركة «حباد» اليهودية الدينية المتشددة احتفال ليلة عيد الفصح اليهودي، في مناطق عديدة في أنحاء العالم.
ويتوقع أن يسافر مئات آلاف الإسرائيليين إلى الخارج لقضاء عطلة عيد الفصح اليهودي، الذي يصادف في أواسط شهر نيسان المقبل، كما يحدث في كل عام.
وحذّر رئيس «طاقم محاربة الإرهاب» في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، نيتسان نوريئيل، المسافرين الإسرائيليين من أن يكونوا موجودين في تجمعات يهودية كبيرة، مثل احتفالات ليلة الفصح التي تقيمها حركة «حباد» في عاصمة نيبال، كاتمندو، التي وصل عدد المشاركين في الاحتفال الذي أقيم فيها العام الماضي إلى أكثر من 1500 شخص.
إلى ذلك، وكما جرت العادة في أعقاب كل حادثة تفضّل إسرائيل عدم تبنّيها رسمياً، بدأت الصحف الأجنبية بنشر الروايات الميدانية عن عملية اغتيال مغنية، ناسبة تفاصيل ما تنشره إلى مصادر في «الموساد» الإسرائيلي.
وذكرت أسبوعية «صنداي تايمز» البريطانية، نقلاً عن «جهات استخبارية إسرائيلية» أنَّ الموساد استبدل مسند الرأس الخاص بكرسي السائق في سيارة مغنية بآخر مفخخ.
وبحسب الصحيفة، فإنَّ مغنية شارك في احتفال بمناسة مرور 29 عاماً على الثورة الإيرانية، عُقد في المركز الثقافي الإيراني في دمشق، حضره كل مسؤولي «المنظمات المتطرفة» الموجودين في العاصمة السورية. وتابعت أنَّه عند الساعة العاشرة وثلاث وثلاثين دقيقة، قرَّر مغنية مغادرة الاحتفال والعودة إلى بيته، «فتبادل القبلات مع السفير الإيراني الجديد في دمشق، ودخل سيارته التي هي من نوع ميتسوبيشي باجيرو... وبعد ثوانٍ معدودة من دخوله السيارة، سُمَع دويّ انفجار هائل جداً، أودى بحياة مغنية على الفور».
وأوضحت الأسبوعية البريطانية أن «راصداً ميدانياً شغّل العبوة الناسفة عن بعد، عندما دخل مغنية السيارة». وادّعت أنَّ مغنية «عمل أخيراً لمصلحة السوريين لتنفيذ عملية تفجيرية على أهداف إسرائيلية، انتقاماً لضرب المفاعل النووي (دير الزور)».
من جهتها، نشرت الصحيفة البريطانية، «صنداي إكسبرس»، رواية أخرى تختلف عن رواية «صنداي تايمز» في التفاصيل الإجرائية، وتتفق معها في نسبة عملية الاغتيال إلى «الموساد». وبحسب الرواية الثانية، فإنَّ عملية الاغتيال جرت، بواسطة «ثلاثة عناصر من الموساد الإسرائيلي، وصلوا من روما وأثينا، كسيّاح يحملون جوازات سفر إيرانية (مزيّفة)».
وأضافت الصحيفة: «استأجر الثلاثة كاراجاً فخخوا داخله سيارة استُؤجرت لهذا الغرض... وهي السيارة التي وُضعت في محاذاة جيب مغنية»
وتابعت «صنداي إكسبرس»، أنَّ «الراصد الذي شغّل العبوة الناسفة تلقّى على شاشة هاتفه الخلوي صورة حديثة (لمغنية)، ــــ من مصادر في برلين ــــ، من أجل معرفته بالتأكيد». وأضافت أن «عناصر الموساد خرجوا فوراً إلى المطار، حيث كانت في انتظارهم تذاكر حُجزت في وقت سابق. وبعد يومين، كانوا في تل أبيب».
(الأخبار، يو بي آي)