حيفا ــ فراس خطيب
اندلعت مواجهة صاخبة أمس بين رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» افيغدور ليبرمان ورئيس كتلة «التجمع الوطني الديموقراطي»، جمال زحالقة، أثناء جلسة لجنة المعارف في الكنيست الإسرائيلي، حيث واصل الزعيم اليميني المتشدد تحريضه على القادة الفلسطينيين في الداخل، وطالب بعدم الاعتراف بلجنة المتابعة العليا للجماهير الفلسطينية.
وهاجم ليبرمان زحالقة بقوله: «سأخرج بحملة صليبية ضد من يتعاون مع حزب الله وحماس». وأضاف «أنتم طابور خامس، أنتم تخونون دولة إسرائيل. سنعمل على أن تصل الى مكانك الملائم».
وتصدّى زحالقة له بالقول «اخرس أيها الفاشي»، واصفاً إياه بـ «القزم». وقال إنّ «هذا الحديث مديح لأمثاله»، مشيراً إلى أنّ ليبرمان «جاء إلى هنا ليحرض، وهذا برنامج حزبه أصلاً»، مكرَّراً الموقف العربي لمقاطعة الخدمة المدنية «والحفاظ على الهوية القومية الفلسطينية»، رافضاً «اشتراط حقوق الفلسطينيين بالخدمة المدنية».
وكانت لجنة «المعارف» التابعة للكنيست الإسرائيلي قد عقدت جلسة تحت عنوان «تحريض القيادات العربية ضد المشاركين في الخدمة المدنية»، حيث عرض القائمون على الخدمة والجمعيات التي تقوم بتنفيذ المشروع النشاطات التي يقومون بها وكيف أنّ موقف القيادة العربية «يعرقل عملهم». وتباهى ليبرمان من خلال الجلسة بأنَّ حزبه «أسهم في نقل الدعم إلى مشروع الخدمة المدنية».
وقال زحالقة، لـ«الأخبار»، «إن مساهمة ليبرمان وحزبه وتباهيهما بأنهما ساعدا على نقل ملايين الشواكل الى المشروع، دليل قاطع على أنَّ الخدمة المدنية مشروع لإلحاق الضرر بالهوية القومية لفلسطينيي 48»، متسائلاً: «منذ متى يسعى ليبرمان وحزبه الفاشي إلى المطالبة بتمويل مشاريع في الوسط العربي؟». وأوضح أن «هذه هي المرة الأولى التي يُطرح فيها في الكنيست تحويل ميزانيات من اليهود للعرب»، واصفاً ما يجري بأنه «من علامات الساعة، ودليل على أن القضية ليست مدنية كما يدّعون، بل هي مشروع صهيوني لتشويه هوية الشباب العربي».
وتابع زحالقة أنَّ ليبرمان «يستغل كل شيء لمواصلة التحريض ضد الفلسطينيين والعمل على سلبهم حقوقهم»، مؤكداً أنّ «التحريض الفاشي الذي يقوم به في هذه الأيام دليل على نجاح الحملة الفلسطينية ضد الخدمة المدنية». ووصف زحالقة الاستطلاعات الإسرائيلية التي تقول إنَّ الشباب العربي يؤيد الخدمة المدنية بأنّها «استطلاعات معدّة لتسويق هذه الخدمة». وتابع «نحن سنكثف الحملة ضد الخطة، ونحن نشهد تجاوباً كبيراً خلال المحاضرات والندوات والاجتماعات الشعبية»، موضحاً أنَّ الخدمة المدنية «تأتي لتعميق ولاء المواطن العربي للدولة اليهودية، رديف الصهيونية، بدلاً من الولاء لشعبه الفلسطيني».
وكرر زحالقة تحذيره للشباب العرب من أن يقعون في فخ الخدمة، قائلاً: «سينبذهم زملاؤهم ومجتمعهم الرافض لها». وقال إن «الحملة ليست ضد هؤلاء الشباب بل على العكس هي تهدف إلى توعيتهم على مخاطر الخدمة ودرء الضرر الذي يلحق بهم جراء الوقوع في مصيدتها».